الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

مدينة الحضارة الرومانية والإرث المسيحي العظيم... روما عاصمة الكثلكة والمليون سائح يومياً

المصدر: "النهار"
Bookmark
مدينة الحضارة الرومانية والإرث المسيحي العظيم... روما عاصمة الكثلكة والمليون سائح يومياً
مدينة الحضارة الرومانية والإرث المسيحي العظيم... روما عاصمة الكثلكة والمليون سائح يومياً
A+ A-
قلّما يجمع بلد مثل ايطاليا بين السياحة والحج الديني وبين التاريخ والفن والجمال في آن واحد. زيارة ايطاليا هي أكثر من رحلة سياحية ممتعة، إنّها رحلة عبر التاريخ والفن، عودة الى زمن حُكم هزّ العالم ونشر حضارته في مختلف أصقاع الأرض، وهي أيضا عودة الى الروح والذات والقيم الدينية التي تكرّسها عاصمة الكثلكة في العالم.لعلّ روما هي المدينة الايطالية، لا بل العالمية، الأكثر جذبا للسيّاح بفضل مكانتها التاريخية والحضارية والدينية، إذ يزورها يوميا نحو مليون سائح، فتشهد ازدحاما كثيفا لاسيما خلال فصل الصيف، في حين أن أبناءها يقصدون بلدانا أخرى للسياحة وهربا من الحرّ. لوهلة يُخيّل لمن في الطائرة كم هي قريبة طبيعة ايطاليا الجغرافية من طبيعة لبنان، خصوصاً التضاريس الجبلية وكثافة الأشجار، لكنّه سرعان ما يكتشف كم هي بعيدة حين يرى التنظيم المدني المتطوّر للمدن والقرى... رغم قدمه!من مطار روما الى الفندق، فرصة أولى للتعرّف على شوارع روما التي تمتزج فيها الحداثة مع التاريخ، فسور روما الذي يعود لأكثر من ألفي عام، والذي لا يزال شاهدا على حقبة مهمة من التاريخ القديم الذي شكّلت الحضارة الرومانية جزءا كبيرا منه، يتداخل مع أبنيتها الحديثة نسبيا ومع شوارعها التي تزيّنها الاشجار الخضراء من الجهتين.لافتة هي مدينة الكنائس، ففي روما يُقال أنّ هناك أكثر من 900 كنيسة، معظمها يعود الى عصور مضت، تشكّل آية في الروعة والجمال ويقصدها المؤمنون في زيارات حج، لاسيّما لأهم قدّيسيْن في الكنيسة، هما بطرس "صخرة الكنيسة" وبولس، اضافة الى العشرات من القديسين الآخرين. وروما أيضا هي مدينة المتاحف والقصور والساحات العامة والحدائق التي يقصدها عشّاق الليل والسهر للتمتّع بجوّها الرومانسي.أبرز كنائس رومامن أهم كنائس روما وأقدمها تاريخا هي البانثيون(Pantheon) التي تعكس عظمة الحضارة الرومانية ودرجة الرقي والهندسة التي عرفتها في ذلك العصر. فالبانثيون، ويعني في اللاتينية "معبد كل الإلهة"، تمّ تشييده العام 27 قبل المسيح ليكون معبدا لجميع آلهة روما القديمة، ويتميّز بقبّته التي تُعتبر اكبر القباب المشيدة في تاريخ العمارة والبناء، وبأنّه من الأبنية الرومانية القليلة القديمة التي لا تزال محفوظة حتى يومنا هذا، وهو أوّل معبد وثني في التاريخ يتحوّل الى كنيسة العام 608 وتُقام فيه القداديس بشكل عادي. يمتاز بضخامته وتصميمه الدائري من دون أي عمود أو دعامة في الوسط، ما يظهر قوّة الفن المعماري الروماني، اضافة الى طريقة اضاءته اذ يُعتقد أن التأثيرات الضوئية كانت ذات وظيفة طقسية أيام الرومان، ويُقال أن الفنّان مايكل انجلو تأثّر بتصميم قبّة البانثيون، فأراد تقليدها في بناء قبّة كنيسة القديس بطرس في روما، الا أنه لم ينجح فجاءت القبّة بيضاوية، فعمل على تصميم قبّتين، واحدة من الخارج تتناسق مع الهندسة الخارجية وأخرى من الداخل تتناسق والهندسة الداخلية.وفي البانثيون دفن الايطاليون أوّل ملكيْن حكما ايطاليا، هما فيكتور ايمانويل الثاني وهمبرت الأول، اضافة الى الرسام الشهير رافائيل وغيرهم من كبار العظماء.يطل البانثيون اليوم على ساحة صغيرة تتوسط روما القديمة تشرف عليها المقاهي والمطاعم التي يتوافد اليها السيّاح وزوار المدينة الذين يتجمّعون حول النافورة التي تتوسّطها مسلّة مصرية وُضع على رأسها صليب. من البانثيون نكمل زيارة أبرز كنائس روما المعروفة سياحيا، نقول أبرزها لأنّها كثيرة وكثيرة جدا، وهنا أفادنا منظّم الرحلة جوزف حبّوش أن القول المتداول في روما هو "بين الكنيسة والكنيسة في روما يوجد كنيسة". اذا المحطّة التالية هي الكنائس الثلاث الشهيرة وهي كنيسة ماريا ماجوري وكنيسة مار يوحنا وكنيسة مار بولس المعروفة بـ"خارج الأسوار"(أي خارج أسوار روما). لكلّ منها خاصيتها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم