السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

رسالة نابليون إلى جوزفين: لم أمض يوماً واحداً دون أن أحبّك، ولا ليلةً واحدة دون أن أعانق طيفك

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
رسالة نابليون إلى جوزفين: لم أمض يوماً واحداً دون أن أحبّك، ولا ليلةً واحدة دون أن أعانق طيفك
رسالة نابليون إلى جوزفين: لم أمض يوماً واحداً دون أن أحبّك، ولا ليلةً واحدة دون أن أعانق طيفك
A+ A-

هذا هو إمبراطور فرنسا نابليون الأول، الذي كان يجد الوقت دائماً في الجبهة ليراسل امرأته جوزفين. أكمل رسالته، التي أرسلها في 3 شباط 1796 قائلاً: "ما شربت كوباً من الشاي دون أن ألعن العظمة والطموح اللذين اضطراني إلى أن أكون بعيداً منك ومن روحك الوثّابة التي أذاقتني عذوبة الحياة. إنّ اليوم الذي تقولين فيه إن حبك لي قد نقص هو اليوم الذي يكون خاتمة حياتي".




ارتبط نابليون رسمياً مرّتين في حياته، وتزوّج جوزفين، حبّ حياته، ثم اقترن بماري لويز وأنجب منها نابليون الثاني. سلّط الضوء، الوثائقي "أسرار من التاريخ" الذي تبثّه قناة فرنسا الثانية، بحلقة خاصّة عن نابليون من إعداد الصحافي دومينيك بونيّه، ذكر فيها أن ليتيسيا، والدة نابليون كانت تعارض ارتباط ابنها نابليون (27 عاماً) بجوزفين (33عاماً). كانت هذه الأخيرة تردد في مجالسها الخاصّة أنّ "جوزفين داهمها العمر، وأفقدها سحرها وجمالها. كانت على يقين أنها لن تتمكن من الإنجاب بسبب سنّها، وحسمت أمرها قائلة أمام صديقاتها: "تهتم بأناقتها كثيراً، تهوى الحفلات واللقاءات الاجتماعية. أشك في أنها تمتاز بمؤهلات زوجة قادرة على إدارة منزلها الزوجي، شريكها في هذه الحياة".



كيف التقيا؟

لا يملك المؤرخون رواية واحدة للقاء نابليون بماري جوزف روز تاشر دي لا باجيري، التي اختار لها نابليون اسم جوزفين. هاجرت جوزفين مع طفليها من زواجها السابق من جزر المارتينيك، التي كانت مستعمرة فرنسية إلى باريس، وهي تعاني ظروفاً مادّية صعبة جداً. 

تختلف الروايات في ما يخصّ اللقاء الأول بين نابليون وجوزفين. لكن الرواية الأقرب أنّ ابنها من زوجها الأول ذهب إلى نابليون طالباً إليه الاحتفاظ بسيف والده الكونت بوهمان الذي أُعدم بالمقصلة. عاد الولد ليروي لأمّه حسن تعامل نابليون ونبل أخلاقه، ما دفع جوزفين إلى دعوته إلى العشاء، وهكذا كان. حضر نابليون إلى العشاء، وتحركت مشاعره عند لقائه بجوزفين، التي أثارت قلبه بذكائها وعذوبة صوتها.



ارتبط نابليون بجوزفين في 23 تموز 1796، وقد أرسلت هذه الأخيرة رسالة أعلنت فيها التخلّي عن حياتها السابقة لتلاقيه إلى إيطاليا، ومما قالته: "أنا مرهقة بعد رحلة طويلة ومتعبة جداً. قضيت 18 يوماً في الطريق لإليه، وقد أصبت بالحمّى والحرارة وأنا أصعد السيارة منذ اليوم الأول (...) عند وصولي، لم أتمكّن من رؤية نابليون سوى للحظات قليلة. أشعر بالملل، لأنّ نابليون مشغول جداً في مانتو، وأنا يتملّكني الضجر وسط الحفلات التي تقام على شرفي".





حبّ مجنون!

تبادل الحبيبان خمسين رسالة، تطرّق فيها العاشقان إلى مشاعر الشوق والحب، إضافة إلى التداول في مواضيع "الساعة" الخاصة في شؤون البلد والسياسة. في هذه الفترة، كتبت جوزفين في إحدى الرسائل لصديقتها تيريزا كاباروس: «زوجي لا يحبني، إنه يعبدني، أعتقد أنه يفقد صوابه ويصبح مجنوناً (...) أظن أنّه من المستحيل أن أكون سعيدة أكثر مما أنا عليه إلى جانبه...".

نشير هنا إلى أن وكالة الصحافة الفرنسية أفادت بأن "هذه الرسالة القصيرة طرحت للبيع في مزاد علني في عام 2010 بنحو 20 ألف أورو، وتضم حوالى عشرة سطور بخط يد الإمبراطورة جوزفين". أضاف المصدر نفسه أنّ المزاد ضمّ 400 وثيقة للإمبراطورة جوزفين، التي كتبتها خلال إقامتها الطويلة في قصر مالميزون.

طلاق... وهزيمة الإمبراطور

نقل موقع ثقافي رائد في فرنسا يحمل عنوان "التاريخ من خلال الصورة"، وهو موقع أبصر النور بتعاون وثيق مع وزارة الثقافة الفرنسية وشركاء آخرين، انفصال نابليون وجوزفين، بعد زواج استمر 14 عاماً. تناول المصدر نفسه السبب العلني لهذا الطلاق الذي تم في عام 1810، والذي كان سببه الظاهر يعود إلى رغبة الإمبراطور بإنجاب وريث لعرشه... عبّر لها عن رغبته في الطلاق، احتضنها بقوة وبكى، وتمت إجراءات الطلاق بعد أيام قليلة جداً.

لكن السبب الجوهري الذي تفادى نابليون الإفصاح عنه، هو ارتباطها بعلاقة عاطفية بضابط برتبة ملازم أول اسمه هيبوليت تشارلز. عندما وصلته أصداء عن هذه العلاقة، كتب لها من ساحات القتال قائلاً: "إنّ السعادة كانت تداعب روحي، ويسكنها الآن الأسى، إنك ما أحببتِ قطّ يا قاسية، يلوح لي أنك قد اتخذت قرارك، وتيقّنتِ من الطريق الذي ستمضين فيه بعد تركي لك، وأنا لا أتمنى لك إلا السعادة، حتى لو كانت وسيلتك للحصول عليها هي عدم إخلاصك لي، ولا أقول الخيانة".

لكن لا بد من القول إنّ جوزفين جلبت الحظّ لنابليون، لأنه حقق انتصارات هامّة جداً قربها، وإلى جوارها أُعلن إمبراطوراً على فرنسا، وتحكّم بمصير أوروبا. بدأ سوء الطالع يلاحقه بعد انفصالهما عام 1810، فقد توالت الهزيمة تلو الأخرى والخيانة تلو الخيانة. هربت زوجته الجديدة الإمبراطورة ماري لويز وابنه نابليون الثاني إلى فيننا، وبينما كانت جوزفين تحتضر على سريرها، كان نابليون يحتضر أيضاً. وبعدما وقّع الإمبراطور وثيقة تنازله عن العرش بأيام، فارقت جوزفين الحياة.

يذكر أنه كان لنابليون عشيقات، واعترف بإنجابه طفلين غير شرعيين من علاقات عابرة، ويرجّح أن يكون قد أنجب أبناءً وبنات آخرين لم يُعلنوا.

[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم