عيد التجلّي الإلهيّ

"من أنا؟" هذا هو السؤال الذي طرحه الإنسان على نفسه منذ بدأ يفكّر. كان شعار الفيلسوف سقراط جملة مكتوبة على باب هيكل مدينة دلفي اليونانيّة: "أيّها الإنسان اعرِفْ نفسَكَ". الكتاب المقدّس يعرّفنا، في سفر التكوين، عن الإنسان بقوله إنّ الله خلقه "على صورته ومثاله". لكن بعد أن خطئ آدم، قال له الله: "بعرق جبينكَ تأكل خبزًا حتى تعود إلى الأرض التي منها أُخِذتَ، لأنّك ترابٌ وإلى التراب تعود" (تكوين 19:3). فالإنسان هو من جهة صورة الله ومن جهة أخرى تراب. ولدى موته يعود إلى التراب. لكنّ صورة الله التي خُلِق عليها لا يمكن أن تزولَ عنه. في ملء الزمان تجسّد كلمة الله في شخص يسوع المسيح، الذي هو إنسان، وهو في الوقت عينه "ضياء مجد الله وصورة جوهره وضابط كلّ شيء بكلمة قدرته" (عبرانيّين 3:1). عاش يسوع المسيح إنسانًا كسائر الناس شبيهًا بنا في كلّ شيء ما خلا الخطيئة. فعمل وتعب وجاع وعطش وتألّم ومات. ولم يظهر مجده إلا في قيامته من بين الأموات وقبل ذلك في...