آرا ماليكيان أشعل كمانه طقوساً بربرية لروح باخ وجنون باغانيني في بيبلوس عزف حكاية عائلية من زمن تراجيديا الأرمن

من هو آرا ماليكيان؟ أهو الملاك الراكع يصلّي على أوتار كمانه، آريا لباخ، أم هو هذا الجن العجيب، الذي أطلق من آلته مفاجآت ومهارات، تفوق رسالة هذه الآلة الصغيرة ونياتها الليريكة. بتنقيبه في منجم أسرارها، صار لها لغة، لغته الأرمنيّة التي باتت تتكلّم عنه، نغماً فولكلورياً ينزّ بين الفينة والفينة من ذاكرته، يحمله معه في استيطانه موسيقى العالم، يعاوده الحنين إليه، فيزفّه رقصة عابرة، تحيي ذكرى الأجداد، وتعزّم تراجيديا الشعب الأرمني، من دون أن يتلوّع على مأساتها، ففي عصب هذا الفنان الكوني، وتر كمان سحري، ينهض به إلى حيث يبزغ الضوء.  أوركسترا من ثمانية عازفين مدوزنين على اختلاف آلاتهم على مزاجه الكهربائي، وحيويّته المدهشة، أطلقوا في سماء بيبلوس إشاعات نارية، احتفاء بإطلالة آرا ماليكيان وكمانه السحري، واستهلال استعراض باهر معه، تتناوب عليه موسيقاه، المعاد توزيعها من أي زمن أتت، ببراعاته اللحنية، وعبقريته التأليفية، خاطفاً هذا الجمهور المديد كالبحر، إلى سمائه وجحيمه، إلى تأملات رومنطيقية وزوبعة إنسانية. وكم ينطبق هذا اللقب عليه فيما...