الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

رائحة جثث متحلّلة... الموصل القديمة تبحث عن مفقوديها بين الأنقاض

المصدر: أ ف ب
رائحة جثث متحلّلة... الموصل القديمة تبحث عن مفقوديها بين الأنقاض
رائحة جثث متحلّلة... الموصل القديمة تبحث عن مفقوديها بين الأنقاض
A+ A-

في #الموصل التي تحاول استعادة حياتها الطبيعية بعد انسحاب تنظيم "#الدولة_الاسلامية"، يسعى عراقيون الى العثور على أثر لقريب مفقود قد يكون دفن بين أنقاض الابنية المدمرة، او نقل الى مشرحة ما.


يقف خالد فزعلي عند حافة حفرة تحت شمس حارقة، ويراقب جرافة الدفاع المدني وهي تزيل اسلاكا حديدية متشابكة وكتلا اسمنتية وقطعا من الخشب والفرش تحته بثلاثة أمتار. قادت رائحة التحلل اجهزة البحث، وتبين وجود بقايا بشرية. لكن خالد ينزل بسرعة من على تلة الركام على مشارف حيي الزنجيلي والشفاء في غرب الموصل. 


البقايا ليست لزوجته سارة (31 عاما)، ولا لابنته تُقى (7 اعوام) اللتين يبحث عنهما منذ أكثر من شهرين. ويقول خالد (30 عاما) متنهدا: "انها جارة لنا. عرفتها من ثيابها". ويضيف: "أعرف انهما تحت. لقد كان شقيقي معهما عند وقوع القصف".  


قتل 19 شخصا من عائلة خالد، بينهم ابنه البالغ 10 اعوام، في غارة جوية في 19 ايار على المبنى الذي لجأ الى سطحه جهاديون، ولم ينج غير شقيقه. تم العثور على 17 جثة في أول عملية بحث قبل شهر.  


ليست لدى خالد أوهام. فزوجته وابنته توفيتا. ويقول دامعا: "من المهم ان أعثر على جثتيهما، لاشعر بسلام داخلي. عندها سيكون في وسعي زيارتهما متى أشاء. عندما أزور قبر ابني، اشعر بالارتياح".  


أوقعت 8 أشهر من المعارك ضد تنظيم "#الدولة_الاسلامية" والغارات الجوية وقذائف الهاون والسيارات المفخخة، دمارا شاملا في المدينة. ولا تزال امام الدفاع المدني أشهر من البحث للعثور على المفقودين بين أنقاض الموصل.  


عند سؤال الرائد ربيع ابراهيم حسن من الدفاع المدني عما إذا كان عدد الجثث المتبقية تحت الانقاض بالمئات ام بالآلاف، يجيب: "لا يمكننا التكهن. لا يمكننا معرفة ذلك، لان تنظيم "الدولة الاسلامية" نقل الناس من منزل الى آخر لاستخدامهم دروعا بشرية".   


بعد دقائق، ينبش رجاله جمجمة. وستنقل مثل سائر البقايا البشرية الى جناح الطب العدلي في مستشفى السلام في حي وادي حجر. يفيد مساعد الجناح ضياء الدين شمس الدين ان "ما لا يقل عن 30 او 40 جثة تصل كل يوم". في حزيران، نقل رفات 850 شخصا الى الجناح، ولم يتم التعرف سوى الى 150 منها.  


ويضيف شمس الدين: "يأتي كل يوم بين 40 و50 شخصا يطلبون معلومات عن ذويهم". أتت زهراء وهاجر نشوان للاستعلام عن شقيقهما الاكبر أحمد الذي انقطعت اخباره منذ قصف منزلهم قبل نحو شهرين.  


تقول زهراء الاكبر سنا: "لقد نجونا. لكننا نشعر بأننا أموات. كنا نقول عند ضياع الاموال او الاملاك ان المهم ان يبقى من نحبهم. لكننا خسرنا الاثنين". وتتنهد هاجر (18 عاما) قائلة: "لقد بحثنا في الانقاض، وذهبنا الى الحواجز ومخيم (النازحين) في حمام العليل ... لا أعلم اذا كنا سنعرف يوما. ستكون مشيئة الله".  


من جهته، يقول الرائد حسن ان بعض المفقودين يظهرون احيانا: "لقد عثرنا على 8 أشخاص نجوا بعدما بقوا محتجزين داخل فراغ بين الانقاض لمدة 25 يوما".  


كذلك، يتم توقيف قسم منهم للاشتباه بانتمائه الى تنظيم "الدولة الاسلامية". وتقول بلقيس والي، الباحثة المتخصصة بشؤون العراق لدى منظمة "هيومن رايتس ووتش": "مع ان القانون العراقي يسمح للموقوفين بالتواصل مع أسرهم، يبدو انه لا يتم تطبيق القانون، ويحرمون من ذلك طيلة فترة التحقيق التي يمكن ان تستمر أشهرا، فتظل أسرهم من دون أخبار عنهم لفترات طويلة".  


وتقول المنظمة التي تستند الى تسجيلات فيديو وشهادات، ان بعض "المشتبه بهم" لا يخضعون دائما للتحقيق. ويمكن ان يختفوا الى الابد، اذ يتم إعدامهم من دون محاكمة. 


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم