الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الحريري يعدّ لمفاجأة كبرى في بيروت، فهل ينجح؟

المصدر: "النهار"
احمد عياش
الحريري يعدّ لمفاجأة كبرى في بيروت، فهل ينجح؟
الحريري يعدّ لمفاجأة كبرى في بيروت، فهل ينجح؟
A+ A-

يعود رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى بيروت مصحوباً بالعاصفة التي أطلقها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في حضوره ضد رئيس النظام السوري بشار الاسد و"حزب الله" لتستقبله عاصفة جماعة الاسد والحزب معاً التي لم تعد قادرة على اقتلاع الاشجار كما كانت عام 2011 وهذا من حسن حظ الحريري ولبنان معاً. وفي الوقت نفسه لم يذهب الحريري الى واشنطن ليفتح جبهة ضد النظام السوري و"حزب الله" كما فعل سيد البيت الابيض، بل حمل معه مشروعاً طموحاً سيجعله في قلب الحياة السياسية في لبنان على مدى سنوات عدة قادمة. وأكثر بنود هذا المشروع إلحاحاً يتعلق ببيروت ليس كمدينة فحسب بل كعاصمة للبنان تمتلك مواصفات إقليمية ودولية ما يحاكي أفكار والده الشهيد رفيق الحريري. فماذا يعدّ الحريري لبيروت في الشهور القليلة المقبلة؟ وهل سينجح في اختراق الحصار الذي يكبح أي طموح في لبنان بسبب مشروع ترييفه منذ أن وضعت اليد على مقاديره من محور طهران- دمشق؟ 

تسنى لكاتب السطور أن يستمع قبل أيام الى محافظ بيروت القاضي زياد شبيب في مناسبة اجتماعية ما يؤكد معلومات سابقة تفيد أن الرئيس الحريري بصفته زعيماً وصل في العام 2009 بفضل الانتخابات النيابية الى البرلمان بعد انتصار ساحق في محافظة بيروت وغيرها من المحافظات سيعمل لكي يحقق في العاصمة ما بقي حبراً على ورق منذ أعوام طويلة. ويقول المحافظ شبيب ان بيروت ستشهد نقلة نوعية في ملفات النفايات الصلبة وغير الصلبة والكهرباء والنقل العام في فترة قريبة تقدر بشهور. فلو أخذنا موضوع الكهرباء بداية، يؤكد المحافظ ان التغذية ستصبح لمدة 24 ساعة على 24 وذلك بمحاكاة نموذج زحلة التي نجحت في الوصول الى التغذية الكاملة منذ سنوات. وكشف شبيب عن ان الحريري سيقوم في حال فشل مشروع الكهرباء الذي طرحته الحكومة على مستوى البلاد أو تباطأ تنفيذه الى استخدام مولدات في مراكز توزيع التيار في العاصمة لكي توفر الطاقة في حال حصول تقنين في التوزيع العام.

ماذا عن موضوع النفايات الصلبة وغير الصلبة؟ يقول محافظ بيروت إن حكومات الرئيس رفيق الحريري أنجزت في التسعينيات محطتين للتكرير في منطقة الغدير في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي برج حمود في شرقي العاصمة. وكان بالامكان مباشرة العمل فيهما منذ أكثر من عشرين عاماً لولا العراقيل التي وضعها أتباع دمشق لا سيما في عهد الرئيس إميل لحود. واليوم سيعود سعد الحريري الى إحياء ما هو جاهز على هذا الصعيد والتعديلات المطلوبة بعد مرور الزمن على ما أُنجز.

في مجال النقل العام يتم البحث، وفق ما قاله محافظ بيروت، في تحديث هذا القطاع. وهناك مخططات جاهزة تترافق مع خطوات مهمة تشمل تحرير الملك العام من كل التعديات عليه لا سيما الأرصفة التي اجتاحتها العوائق وتفعيل تطبيق قانون السير وتوفير مرأب لحل أزمة ركن السيارات التي تتدفق على بيروت من كل أنحاء لبنان. وهذا يعني ان ساحة الشهداء ستشهد تطوراً كبيراً يتمثل بإستعادة لونها الاخضر فوق الارض وتوفير مرأب تحت الارض بمواصفات حديثة.

لن تكون بيروت مدينة إسمنتية بل عاصمة بمساحات مهمة خضراء، أبرزها حديقة ضخمة في المساحات المردومة من البحر في منطقة السوليدير إضافة الى حرج بيروت الذي سيعود الى استقبال الرواد قريباً بعد توفير الادوية لمعالجة الصنوبر من آفة أصابته أخيراً، فضلا عن بارك سباق الخيل وسائر الحدائق التي تنتشر في المدينة. الى ذلك سيجري تفعيل مخطط إستخدام الدراجات الهوائية ليكون هناك خطان للذهاب والاياب بدلاً من خط واحد سبق لرئيس الحكومة ان دشنه قبل أسابيع بنفسه لكن من دون ان يؤدي ذلك فعلاً الى تشجيع الناس على إستخدام هذه الوسيلة الصديقة جدا للبيئة بسبب انتهاك حق المواطن في التنقل على خط الدراجات بحرية نتيجة حمايتها من السيارات.

أفكار كثيرة من هنا وهناك يخال المرء انه في عالم حكاية "أليس في بلاد العجائب" وليس في بيروت التي تعمل أروقة السرايا الحكومية على تحويل المشاريع الى حقائق على الارض. وما قاله محافظ بيروت إن العاصمة اكتسبت شخصيتها المدينية من مشروعَين: الاول، فرضه الحاكم العسكري العثماني عام 1913 عندما كانت المشانق تنفذ الاعدامات التي أصدرها جمال باشا السفاح. والمشروع الثاني، فرضه الحاكم العسكري الفرنسي عام 1924 قبل صدور الدستور اللبناني بعد عامين. أما اليوم، فليست هناك مشانق عثمانية ولا هراوة فرنسية بل هناك إرادة حياة يتطلع اليها مئات الالوف من سكان مقيمين في بيروت او من الذين يتوافدون عليها من اجل العلم والعمل والترفيه يومياً. فهل حان الوقت لتتحقق هذه الإرادة؟ إنها مسألة أشهر لمعرفة الجواب.

[email protected]



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم