الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الفتاوى تتقاسم المنابر في مصر: "المترو" لوعاظ الأزهر... والمساجد للسلفيين

القاهرة- ياسر خليل
الفتاوى تتقاسم المنابر في مصر: "المترو" لوعاظ الأزهر... والمساجد للسلفيين
الفتاوى تتقاسم المنابر في مصر: "المترو" لوعاظ الأزهر... والمساجد للسلفيين
A+ A-

لكن المعارضين للخطوة التي أثارت جدلا واسعا في #مصر، يرون فيها تمييزا دينيا واضحا، واستغلالا لمرفق عام يخدم ملايين المواطنين المصريين، باختلاف توجهاتهم الفكرية والعقائدية، ويعتبرونها تهديدا لمفهوم الدولة المدنية الحديثة. 

وكانت الشركة المصرية لمترو الأنفاق أعلنت في بيان صحافي"بدء العمل بلجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية عملها كتجربة أولية داخل محطات مترو الأنفاق، من خلال استقبال الجمهور داخل محطة (الشهداء) للاستماع إلى أسئلتهم والإجابة عليها، ضمن البروتوكول الذي تم توقيعه بين المجمع وشركة مترو الأنفاق".

ويعمل "الكشك" (اللجنة) على مدار 12 ساعة: الفترة الأولى من 9 صباحا وحتى 2 ظهرا، والفترة الثانية من 2 إلى 8 مساء. وتضم كل فترة واعظين اثنين من علماء الأزهر.



ويقول وعاظ في الأزهر ومسؤولون بالمترو إن الأكشاك تحظى بإقبال جماهير مشهود. وقال محمد يوسف، الواعظ العام بالمجمع، في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، إن الكشك يستقبل أكثر من 40 طلب فتوى من الركاب في الفترة الواحدة، أي قرابة 80 فتوى يوميا.

ويستقل مترو الأنفاق نحو 3.5 ملايين راكب يومياً. وتعد محطة "الشهداء" بميدان رمسيس، وسط القاهرة، أهم المحطات على الإطلاق، وأكثرها اكتظاظا، إذ تربط بين الخطوط الثلاثة للمترو، كما أنها بالقرب من نقطة سفر رئيسية بين القاهرة والمحافظات، عبر القطارات، وعربات نقل الركاب.

فوضى منظمة

وبينما يحتدم الجدل حول "أكشاك الفتوى" التي يمر عليها عابرو السبيل سريعا، لا حد يتطرق إلى آلاف المساجد التي يسيطر عليها الدعاة المنتمين لتيار ديني ينظر إليه متخصصون على أنه متشدد، ويعدونه المصدر الأول لفوضى الفتاوى التي ضربت مصر في العقود الأخيرة، وساهمت في زيادة التعصب الديني، وأججت مشاعر الطائفية، خاصة بين الشباب، وهو التيار السلفي.

وعلى الرغم من إعلان الدولة -ممثلة في وزارة الأوقاف- سيطرتها على المنابر وضم المساجد والزوايا لها إداريا، إلا أن بند "خطباء المكافأة" الذي تتبناه الوزارة، يعد بابا خلفيا يسمح للسلفيين بالاحتفاظ بمواقعهم الدعوية، وتأثيرهم الجماهيري، متجاوزين خطبة الجمعة التي باتت موحدة، بقرار من الأوقاف.

ويسهل وجود دعاة التيار السلفي بالمساجد وصولهم إلى الشباب وسكان المناطق الشعبية والريفية، ويصنع منهم مرجعا دينيا يلجأ البسطاء إليه للحصول على الفتاوى، ويساعدهم على نشر أفكارهم التي راجت بصورة واسعة خلال العقود القليلة الماضية.

ويلتزم السلفيون، بمن فيهم قيادات بارزة بالإسكندرية، مثل ياسر برهامي، بالخطبة الموحدة، تجنبا لوقف تصاريح الخطابة التي يحصلون عليها، لمدة قصيرة، تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر.

صراع الأزهر والأوقاف

وقال مصدر مقرب من مشيخة الأزهر لـ"النهار": إن "هناك صراعا غير معلن بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، في السيطرة على الدعوة بمصر، وهو ما يعرقل وصول علماء الأزهر إلى المساجد التابعة إداريا للوزارة، والتي يسيطر السلفيون -واقعيا- على عدد ضخم منها".

وأوضح المصدر "أن الأزهر يحاول جاهدا الوصول إلى الجمهور، بشتى الطرق. وهو بدأ إرسال وعاظ للمقاهي جلسوا مع بقية الزبائن، فبدأ الناس يتقربون منهم بفضول، متسائلين: ما الذي يجعل المشايخ يجلسون في المقاهي؟! ثم بدأ يدور حديث بينهم، يستفسر الناس من خلاله أمور دينهم".

وأضاف "كذلك قام الأزهر بإرسال واعظات لركوب عربات المترو، للتصدي لظاهرة الداعيات المنتقبات، اللاتي يعملن على نشر أفكار مغلوطة داخل العربات المخصصة للسيدات". موضحا أن "الواعظات الأزهريات يقمن بالرد على ادعاءات تلك المنتقبات اللاتي ينتمين في الغالب للتيار السلفي، في محاولة للتصدي لنشر أفكار ذلك التيار المتغلغل في المجتمع".

وعلى الرغم من الخطوة الجديدة التي أثارت جدلا واسعا، بحجة تيسير وصول الفتاوى للجمهور، إلا أنه ومنذ فترة طويلة، يمكن الحصول على الفتاوى من علماء دين أزهريين عبر عدة وسائل ميسرة، ومنها: تطبيق الموبايل الخاص بدار الإفتاء، والتلفون الأرضي، والموبايل، والخط الساخن، والموقع الالكتروني، والذهاب إلى مقر دار الإفتاء بالقاهرة، فضلا عن البرامج التلفزيونية والإذاعية وأبواب الفتاوى بالصحف والمجلات التي يقدمها علماء أزهريون.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم