الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أم وابنتها تعيشان تحت سقف واحد مع رجل شوّههما بالأسيد

أم وابنتها تعيشان تحت سقف واحد مع رجل شوّههما بالأسيد
أم وابنتها تعيشان تحت سقف واحد مع رجل شوّههما بالأسيد
A+ A-

كشفت أم وابنتها في الهند عن السبب المؤلم الذي أجبرهما على البقاء تحت سقف واحد مع رجل ترك فيهما ندباً مدى الحياة بعد هجوم عليهما بالأسيد، وفق ما ذكر موقع "مترو" البريطاني. منذ أكثر من 25 عاماً، هاجم إندرجيت ماهور البالغ من العمر 60 عاماً زوجته غيتا ماهور البالغة من العمر 40 عاماً وابنتيها نيتو (3 سنوات) حينها وكريشنا ذات الـ18 شهراً.  وهدد إندرجيت زوجته في مناسبات عدة بعبارة" لا تعبثي معي وإلا سأشوه وجهك".   

وتعاني غيتا جروحاً مروعة بينما تيتو التي أصبحت في السادسة والعشرين اليوم أصبحت شبه عمياء بعدما سكب إندرجيت الأسيد عليهما وهما نائمتان في أغرا في أوتر براديش شمال الهند.

أما كريشنا فتوفيت بعدما تعرضت لعدوى فور خروجها من المستشفى.
وعلى الرغم من أن غيتا أبلغت في بادئ الأمر عن زوجها إلا أنها سامحته في نهاية الأمر خائفة من تربية الأولاد وحدها. وقالت إنها فقيرة جداً وأنها واجهت ضغطاً كبيراً من المجتمع، كما أن الجيران المشمئزين طلبوا منها مغادرة المنطقة. 

وبعد مرور 8 سنوات رُزقت غيتا وزوجها فتاة أخرى وما زالت حتى اليوم تشاركه السرير وتحضر له الطعام كل مساء.

قالت غيتا: "بعدما تعافيت كنت قلقة جداً من تربية الأولاد وحدي فقررت أن أسامحه وأعود للعيش معه." وأضافت: "عندما يكون ثملاً يعنفنا جميعاً. لقد كان لطيفاً معنا لعدة سنوات، لكنّه عاد يثمل ويقامر من جديد. حتى الآن، عندما يثمل يهددنا بالقتل ولكن لم يعد يزعجني أي شيء الآن، فانا أبكي في كل ليلة بسبب المأساة التي نعيشها ولكن هذا نصيبنا من الحياة" .

أمّا نيوت ففقدت كامل بصرها تقريباً بعد الهجوم ولكن شجاعتها منعتها من أن تفكر بأذية والدها لها، وتقول:" بالكاد أستطيع تذكر ما حدث في ذلك اليوم ولكنني سامحته، فأنا لم أسأل أمي يوماً لماذا نعيش معه."

يقول البعض إن غيتا كانت تعيش في منزل والدتها بسبب مشاكل حياتها الزوجية خصوصاً بعدما هاجم إندرجيت المنزل.

من جهتها قالت غيتا:"كنت في منزل والدتي مع إبنتي الصغيرتين عند الحادثة، أما إبنتي الكبيرة فكانت في منزل أهل إندرجيت. كنا نائمات في الدار عندما دخل خلسة وسكب الأسيد علينا."

أضافت:" على الرغم من أنني لم أره حينها لكنّني أعلم أنه هو من قام بذلك، لأنه دائماً كان يهددني بعبارة "لا تعبثي معي وإلا سأشوه وجهكِ".

وسردت غيتا أنها تتذكر صراخ البنات وأمها تركض إلى الخارج. بعد الحادثة اتصلت بالشرطة وأبلغت عن زوجها فاعتقل في اليوم التالي. أما غيتا وبناتها فبقين في المستشفى حوالى 4 أشهر.

ولكن المأساة اشتدت بعدما خرجن من المستشفى فعدن إلى منزل والدتها ولكن أمها لم تكن تملك المال لمساعدتهن في تأمين الدواء.

وأضافت غيتا:" كنّا فقراء لدرجة أننا لم نكن قادرين على شراء كفن لإبنتي الصغيرة كريشنا، كان علي أن أنزع ثوبي وألفها به قبل أن نضع الجثة في نهر الغانج."

وبعد مرور 3 أشهر على الحادثة، وبينما كان إندرجيت يقبع في السجن، كتب رسالة إلى زوجته يطلب منها السماح. فخافت غيتا وأسقطت الدعوى فخرج من السجن. بقيت غيتا في منزل والدتها لـ 14 شهرا وكان يزورها بإستمرار ويعتذر منها، وادّعى أنّه ندم على فعلته.

وقالت غيتا: "لقد كرهنا الناس وسخروا من أشكالنا ونظروا إلينا باشمئزاز، كما وطلب مني الجيران مغادرة المنطقة. لقد واجهت ضغطاً شديداً فكنت قلقة في شأن مستقبلنا وتربية الأولاد لذلك فور التآم جروحي شعرت أنني أقوى وعدت لأعيش معه، كان لطيفاً معي لعدة سنوات فكنت أشاركه السرير ورُزقنا بفتاة أخرى."

كما صرح إندرجيت:" لقد كنت ثملاً تلك الليلة، لقد جلب لي صديقي قنينة أسيد وطلبت منه أن تكون خفيفة لئلا أؤذيهم، ولكنهم وضعوا على أجسامهم الماء ما جعل الأسيد يغلي، فلو أنهم مسحوه بقطعة قماش ما كانوا ليتأذوا بهذه الدرجة ."

وأضاف:" أنا أندم كثيراً على ذلك اليوم وأكثر ما يؤلمني رؤية إبنتي ناتو، فقلبي يبكي عند رؤيتها. لقد اعتذرت من زوجتي وابنتي وسامحاني أما الأن فقد رُزقنا ببونام ونعيش جميعنا تحت سقف واحد."

في العام 2014 بدأت نيتو العمل في "شيروز كافيه" التي أسستها منظمة "أوقفوا هجمات الأسيد". هذا المقهى يدعم الناجين من هجمات الأسيد ليجتمعوا معاً ويحققوا أحلامهم. فنيتو بدورها تحلم بأن تصبح مغنية يوماً ما.

وعبرت نيتو عن حالتها:" لم يسبق أن شعرت بالحزن أو أنني دون البقية، فأنا لا أشعر أنني أضعف من الناس ولا أغضب فكل واحد منُا معرض للمشكلات في حياته وعلينا أن نكافح لكي نبقى ولكن الأشخاص مثلي عليهم أن يكافحوا أكثر."

وأضافت:" ما تدمر هو وجهي وعيناي ليس أحلامي وشجاعتي."

وفي شهر أيار من هذا العام خضعت نيتو لعملية جراحية في عينها اليمنى بمساعدة منظمة "أوقفوا هجمات الأسيد"، إلا أن عينها لم تتحسن إلا بنسبة 3 % أما عينها اليسرى فقد تلفت ولا يمكن معالجتها.

لا تزال غيتا قلقة على مستقبل إبنتها وتقول:" انها تعتمد عليً بشكل كامل، أخاف عليها بعد رحيلي إنها فتاة قوية ولكن كونها ضريرة يمنعها من القيام بالعديد من الأمور، أتمنى أن تحدث معجزة فابنتي تملك قلباً رائعاً وأنا فخورة بها. فقد تقبلت والدها ولم تحاسبه يوماً على الحياة التي نعيشها". 






حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم