السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هل تسوّى العلاقة بين رئيس الحكومة وفتى الكتائب؟

المصدر: "النهار"
منال شعيا
منال شعيا
هل تسوّى العلاقة بين رئيس الحكومة وفتى الكتائب؟
هل تسوّى العلاقة بين رئيس الحكومة وفتى الكتائب؟
A+ A-

لم يكن خافياً على أحد أن العلاقة بين الرئيس سعد #الحريري ورئيس حزب الكتائب النائب #سامي_الجميّل ليست على ما يرام منذ تأليف الحكومة. مرّت تلك العلاقة بين "طلعات ونزلات"، او بالاحرى، بين "نزلات" متتالية، الى درجة لم يستوعب خلالها الرئيس الحريري كلام الجميل في احدى جلسات مجلس النواب.

كان ذلك، في جلسة التمديد الشهيرة في حزيران الفائت، حين غضب الحريري من كلام الجميل، وترك القاعة العامة لثوان ريثما ينتهي الجميل من كلامه.

كان جلياً جداً ان العلاقة بين الرجلين ليست بالجيدة، حتى ان الطرفين لم يدّعيا عكس ذلك.

اما في الجلسة الاخيرة لمجلس النواب، والتي انعقدت الاسبوع الفائت، كان لافتاً ترطيب الاجواء بين رئيس الحكومة وفتى الكتائب. الجميل سجّل اكثر من مرة اعتراضه، تارة على الضرائب، وطورا على كلفة تمويل سلسلة الرتب والرواتب وعمليات الانفاق خارج الموازنة، ولم " يستفز" مرة الحريري. بالعكس، كان يحاول التوضيح.

هذه الصورة لم تكن نفسها قبل شهر، وتحديداً منتصف حزيران الماضي، حين اعتبر الجميل ان "التمديد الثالث لمجلس النواب وتأجيل الانتخابات النيابية لنحو سنة كاملة، كمن يفسح المجال امام الحكومة لتقوم برشى انتخابية".

 يومها، انتفض الحريري وحاول الرد، قبل ان يغادر القاعة غاضباً. ولم يدخل الا حين انهى الجميل كلامه. كانت خطوط التوتر بين الرجلين عالية. وفي الامس القريب، بدا كأن الاجواء ترّطبت.

اولاً، ظهر بوضوح ان الحريري لم يستفزّه كلام الجميل، على عكس المرات السابقة، على الرغم من اعتراض رئيس الكتائب المتكرر طوال يومي الجلسة.

ثانيا، وفي الجلسة المسائية تحديدا، كان " الود" اكثر من ظاهر بين الجميل والنائب عقاب صقر. الاخير معروف بعلاقته الوطيدة بالحريري، لا بل بقربه منه، بحكم دوره الاستشاري. دائماً يظهر صقر خلف الحريري. ودائماً، يسمع الحريري همسات خافتة من صقر.

في القاعة العامة للمجلس، وحين بدأ عدد النواب " يتضاءل" في ساعات المساء، كان الجميل وصقر يجلسان في الخلف. يتحادثان. يضحكان مرارا. يتهامسان كثيرا، ويعلقان في الوقت نفسه، على بعض "النهفات"، فهل من مؤشر ما لعلاقة جديدة بين الكتائب ورئيس الحكومة؟ او هل يلعب صقر دور التقريب بينهما؟ ام ان الامر لا يغدو كونه علاقة شخصية جيدة بين الرجلين، ولا يمكن تحميلها اعباء اضافية في السياسة؟

تنفي اوساط نيابية في "تيار المستقبل" اي محاولة مقصودة في "ترميم" العلاقة بين الجانبين، وتكتفي بالقول لـ"النهار": " نحن نحترم كل الآراء، ونحترم دور المعارضة. ولا مشكلة شخصية مع احد".

لا يفضلّ "المستقبل" الغوص كثيرا في تشريح هذه العلاقة. ربما لم يحن الوقت بعد، او ربما ليس هناك ابعد من لعبة الموالاة والمعارضة في تجسيد الصورة بين الحكومة او رئيسها والكتائب. "هي هكذا ولا اكثر".

تنطلق الاوساط من معادلة ان "الحريري يعرف جيدا ان يستمع الى المعارضة، وتحديدا الى لغة الشباب، وهو ليس ببعيد عنهم، لكنه بالطبع لا يحب التجنّي ولا تضخيم المسائل او تكبيرها"، ومن هنا، يمكن تفسير كلامه او اعتراضه على كلام الجميل، في مرات سابقة، و"لا مشكلة له مع احد".

عند هذا الحد، تتوقف العلاقة بين الحريري والجميل، في العلن... ولا احد يعرف ماذا تخبىء الخفايا السياسية؟

في جلسة 15 اذار الفائت، حمّل رئيس الحكومة سامي الجميل مسؤولية تعطيل السلسلة وعدم اقرارها.

وفي جلسة 16 حزيران الماضي، لم يتحمل الحريري معارضة الجميل، فترك قاعة مجلس النواب.

اما في جلسة 18 تموز الجاري، فرد الحريري على انتقادات الجميل، قائلاً: " نحن مع الطبقة المتوسطة، وانا ضد تصنيف الشعب اللبناني بين الاغنياء والفقراء، وانا مع الشباب ولا اريد لهم ترك البلاد".

... وبعد اي صورة مستقبلية بين الرجلين، وعلى مسافة من استحقاق انتخابي نيابي بعد انقطاع تسعة اعوام؟ فهل تسوّى العلاقة بين رئيس الحكومة وفتى الكتائب؟ ام ستبقى الكتائب معارضة في زمن السلاسل والضرائب...


[email protected]

Twitter:@MChaaya

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم