الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لبنان في أعلى سلّم الموسيقى الكلاسيكيّة عالميّاً!

المصدر: "النهار"
أماني محمد البعيني
لبنان في أعلى سلّم الموسيقى الكلاسيكيّة عالميّاً!
لبنان في أعلى سلّم الموسيقى الكلاسيكيّة عالميّاً!
A+ A-

أهو "فرانز ليسْت" وقد ولد ثانيةً في لبنان، أم هو خليفة " بيتهوفن" في العالم العربي؟! 

أسئلة راودت كل من سمع مهتدي الحاج، عازف البيانو اللبنانيّ الذي خطف أنفاس جمهوره في موطنه لبنان، وروسيا، وتركيا، وأخيراً في هنغاريا.

ابن الثلاثين ربيعاً، عبقري الموسيقى منذ الصغر، يعود اليوم إلى لبنان وقد صحّت فيه تنبؤات كلّ الذين رأوا فيه ظاهرة إبداع نادرة، تلامس العالمية، وقد أدرك ثمار جهده موسيقياً مبهراً يعيد إحياء زمن الجبابرة من الموسيقيّين الذين تجاوزوا حدّ الزمان والمكان بمعزوفاتهم. ولم يكتفِ مهتدي الحاج بإحرازه النجاح تلو النجاح، بل أجمع كثيرون أنّه اليوم يحاكي "ليسْت" شكلاً وإبداعاً!

في جعبته شهادات بتقدير ممتاز في العزف على البيانو، فهو خريج الكونسرفتوار الوطني بتألق غير مسبوق.

الحاج اللبناني الذي خيّب ظنّ كل الذين راهنوا بأن لبنان عاجز عن التحليق في فضاء الموسيقى الكلاسيكيّة، يرفع للمرة الأولى علم لبنان في المركز الأول في البيانو الكلاسيكيّ في أوروبا، في المباراة العالمية التي أقيمت في هنغاريا- بودابست، في 7 تموز الجاري، والتي ضمت محترفي العزف من مختلف أنحاء العالم. 

 بإحساسه اللامتناهي وشغفه اللامحدود، أبى إلّا أن ينتقي معزوفة قلّة تجرؤ على اختيارها، لكونها تستلزم احترافًا عاليًّا ومهارة فذة، وهي الـ "كونشرتو الثالثة" للمبدع رخمانينوف Rachmaninoff ليبهر بها لجنة التحكيم، ويخطف الأولية بجدارة على مرأى من العالم أجمع، مؤكّداً للجميع أن لبنان يبقى الرسالة، رسالة الإبداع والرقيّ والثقافة، وأيقونة المجد والفنّ والموسيقى، حتى وإن كانت كلاسيكية وأنّ بلد الأرز، ومن خلال بعض شبابه الواعد، لن يكون إلّا مواكباً وحافظاً لكلّ إبداع وجمال إنسانيّ، ليبعث به من جديد في زمن غير زمانه!

والجدير بالذكر، أنّه، ورغم انعدام الدعم، فقد كانت الإرادة والعزيمة الشديدتان تدفعان بالحاج إلى تحقيق طموحه، ولم يعقه هذا الغياب للدعم من الجهات المعنيّة من السفر، وبجهد فرديّ، إلى روسيا، حيث شارك في التصفيات وعزف مع كبار المحترفين بقيادة المايسترو Vladimir Ponkin، حيث تأهّل للعزف مع الأوركسترا. 

وأخيراً وصل به مساره الفنّيّ إلى هنغاريا ليخطَّ إنجازاً مميزاً، متّخذاً من شغفه الموسيقيّ زاداً، ومن طموحه بوصلةً، ليصل باستحقاق إلى العالميّة المنشودة.

تألّق "لحاج في المباراة المذكورة ليحلّ بها أوّلاً بين الدول. فاستحقّ أن يكرّم بجائزة العزف مع الأوركسترا الفيلهارمونيّة في قصر الدانوب وسط العاصمة الهنغاريّة بودابست.

من روحه التي تقتات من الموسيقى الكلاسيكيّة، يُهدي مهتدي لبنان واللبنانيّين إنجازه العالميّ، واعداً جمهوره بمزيد ممّا يستحقّه وطنه الحبيب، مؤكداً أنّ لبنان، وعلى الرغم ممّا يحاك له من مؤامرات، وما يواجه من تحدّيات، يبقى طائر الفينيق، وأنّ شواطئه التي لقّنت العالم الحرف وأهدته الأبجدية باتت موطنًا للإبداع الكلاسيكيّ ومرتعاً لأعظم النوتات الموسيقية على يد ابنه مهتدي الحاج" فحبّذا من يقدّر!




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم