السفير المصري لـ"النهار": علاقاتنا مع السعودية في أفضل صورها...لبنان ومصر اساسيان لمكافحة التطرف

- ماذا يعني هذا اليوم الوطنيّ بالنسبة لمصر، قيادة وشعباً، في الذكرى الخامسة الستين لهذه الثورة؟      ثورة 23 يوليو المجيدة تخلد ذكرى استقلال مصر وقرارها السياسي عن الاستعمار الخارجي ونقطة انطلاق مهمة لحركات التحرر في كل افريقيا ودول أخرى. في ذات الوقت شكلت الثورة بداية مسيرة تنموية مصرية في مختلف المجالات، ونحن اليوم وإذ نشهد نهضة مصرية في مختلف القطاعات، نستلهم مبادئ هذه الثورة العظيمة في تحقيق العدالة الإجتماعية والكرامة الوطنية واستقلال قرارنا ورفضنا التدخل في شؤون مصر الداخلية. - للأسف، تمرّ هذه الذكرى على مصر في وقت تواجه البلاد تحدّيات أمنيّة كبيرة خصوصاً على مستوى الإرهاب. كيف يمكن للقاهرة أن تستمدّ العزم من ذكرى الثورة لمواجهة المجموعات الإرهابيّة والتكفيريّة؟      الحقيقة أن الإرهاب لا يستهدف مصر وحدها بل معظم أقطار الأمة العربية ودولاً أوروبية عديدة لأسباب كثيرة باتت معروفة للجميع، ولمصر رؤية محددة لآلية مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة واستئصالها من جذورها تقوم على التعامل الأمني والعسكري معها بالتوازي مع مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية المرتبطة بمكافحة الإرهاب. كما تقدر مصر أن التصدي الشامل للإرهاب يعني مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز وبشكل شامل متزامن على جميع الجبهات، كما يتطلب التصدي لكافة أبعاد هذه الظاهرة فيما يتصل بالتمويل والتسليح والدعم السياسي والأيديولوجي. فلا يجوز أن نواجه الإرهاب في العراق وسوريا وألا نواجهه في ليبيا على سبيل المثال بنفس القوة، وأن نركز على داعش وحدها ونتجاهل تنظيمات قاعدية أخرى.- لا شكّ في أنّ الجيش والشرطة المصريّين يضربان أوكار الإرهابيّين في أكثر من مكان. لكن إلى جانب الحلول الأمنيّة، ما هي المبادرات السياسيّة التي تقدّمها مصر لمواجهة الفكر المتطرّف؟     تخوض قوات الجيش والشرطة المصرية مواجهة حاسمة ضد التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء وبعض المناطق الأخرى التي تستهدفها بؤر الإرهاب، وحققت قواتنا تقدماً ملموساً على صعيد تعزيز أمن المواطن المصري وتسعى لتحقيق المزيد وصولاً لاستئصال كامل هذه البؤر. وبالتوازي، تتبنى الدولة المصرية استراتيجية تقوم على النهوض بالمشروعات التنموية بوتيرة غير مسبوقة وعلى نحو سوف يحقق أثراً إيجابياً على الظروف الحياتية والاقتصادية للمواطن المصري. كما نعمل على إصلاح الخطاب الديني وإظهار الفكر الصحيح دينياً من خلال إجراءات ملموسة تتخذها مؤسسات الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، وقد ظهر هذا الجهد في مؤتمر السلام الذي شارك فيه البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إبان زيارته لمصر في 28 و29 أبريل الماضي، وقبله مؤتمر الحرية والمواطنة في نهاية شهر شباط الماضي والذي ركز في بيانه الختامي على فكرة المواطنة كهوية والارتباط بالوطن الذي يتساوى فيه...