السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"هذا لن يحصل لو كنت رئيساً" ... هل يحرّر ترامب مواطنيه المحتجزين في إيران؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
"هذا لن يحصل لو كنت رئيساً" ... هل يحرّر ترامب مواطنيه المحتجزين في إيران؟
"هذا لن يحصل لو كنت رئيساً" ... هل يحرّر ترامب مواطنيه المحتجزين في إيران؟
A+ A-

جاء هذا التحذير بعدما حوكم الأميركي من أصل صينيّ تشيو وانغ بالسجن في إيران لمدّة عشر سنوات بتهم مرتبطة بالتجسّس. وكان وانغ قد ألقي القبض عليه في آب الماضي حين كان يقوم بأبحاث حول التاريخ الفارسيّ لأطروحة الدكتوراه التي يعمل عليها في جامعة برينستون الأميركيّة. وحمّل البيان إيران مسؤوليّة الاهتمام بالأميركيّين الموجودين في سجونها وصحّتهم. وإلى جانب وانغ، طالب البيان أيضاً بإطلاق سراح رجل الأعمال سياماك نازامي المسجون مع والده الثمانيني باقر. كما ذكر أيضاً العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيديراليّ "أف بي آي" روبرت ليفنسون الذي اختفى في إيران منذ عشر سنوات حين كان في مهمّة لم تأذن بها وكالة المخابرات المركزيّة "سي آي أي". 


تقديم الكحول

وفي السنة الماضية، اعتقلت السلطات الإيرانيّة كاران فافاداري أميركيّ الجنسيّة وصاحب معرض فنّي، إضافة إلى زوجته أفارين نيصري وتحمل البطاقة الخضراء. وركزت الاتهامات الأولية على إقامة الثنائيّ لحفلات مختلطة وتقديم الكحول في منزلهما علماً أنّ الأوّل ليس مسلماً. لكن اتُّهِما في آذار الماضي بمحاولة الإطاحة بالحكم. وبحسب موقع "إيران تايمس"، وحتى شهر آذار، يصل عدد المحتجزين في إيران ممّن يحملون جنسيّتين إلى 17 شخصاً على الأقلّ.



وقالت ناشرة موقع "ذا فورين ديسك" الأميركي ليزا دفتري لقناة "فوكس نيوز" إنّ الأمور ساءت بعد الاتفاق النووي بعكس التوقّعات "لأنّنا رأينا هجوماً ضدّ الصحافيّين ضدّ المواطنين المزدوجي الجنسيّة، ضدّ الأكاديميّين ... ولم يكن هذا ما توقّعناه". وتنظر طهران إلى من يحملون جنسيّتين على أنّهم جواسيس ومتآمرون ضدّ الحكم الإيراني. إضافة إلى ذلك، لا تعترف إيران بمسألة ازدواجيّة الجنسيّة لذلك يُحرم هؤلاء من أيّ حماية قنصليّة.


زكّا وشاهيني

وبحسب التقارير الأميركيّة، كان يُعتقد حتى آذار الماضي أنّ إيران قد اعتقلت ما بين خمسة إلى سبعة مواطنين معظمهم يحملون الجنسيّة الأميركيّة فيما الباقي يتمتّع ببطاقات إقامة أميركيّة في السجون الإيرانيّة. ومن بين هؤلاء، رجل الأعمال اللبنانيّ نزار زكّا الذي اعتقل منذ سنتين بعدما دعته طهران لحضور مؤتمر اقتصادي ثمّ حكم عليه بالسجن لمدّة عشر سنوات بتهمة التآمر ضدّ الدولة. وقد أدخل إلى المستشفى مؤخّراً بعد إضراب طويل عن الطعام.

روبن شاهيني كان واحداً من الذين أطلِق سراحهم بكفالة بعدما تمّ اتهامه بالتعاون مع "حكومة عدائيّة" وإنزال الحكم بسجنه لمدة 18 سنة. في حزيران من السنة الماضية، كان شاهيني يزور والدته في إيران التي تعاني من الألزهايمر حين ألقي القبض عليه بتهمة اجتماعه سابقاً بالمعارضة الإيرانيّة وانتقاده الحكومة على الفايسبوك. لكن تمّ إطلاق سراحه في نيسان الماضي، بعد دفعه كفالة ماليّة تقارب 55 ألف دولار، وهو ممنوع من مغادرة الأراضي الإيرانيّة.


"غياب الإرادة والكفاءة"

بيان البيت الأبيض الأخير وإنزال حكم السجن بوانغ خلال أقلّ من أسبوع، أعادا إلى الواجهة طرح سؤال قديم كانت صحيفة "لوس أنجيليس تايمز" الأميركيّة قد تطرّقت إليه منذ أشهر. فالصحيفة رأت أنّ لغة ترامب حادّة تجاه طهران لكنّها تساءلت عمّا إذا كان بإمكانه أن يقدّم الكثير في مسألة المعتقلين الأميركيّين في السجون الإيرانيّة. وقال تريتا بارسي، مؤسّس المجلس الوطنيّ الأميركيّ الإيرانيّ ومقرّه واشنطن، إنّ آخر مفاوضات تبادليّة للأسرى بين البلدين استغرقت أكثر من سنة ضمن محادثات مطوّلة، سرّيّة ومنضبطة. واستبعد في حديث للصحيفة نفسها أن تقوم الإدارة الحاليّة بأيّ مفاوضات مشابهة لأنّها "لم تبدِ الإرادة السياسيّة أو الكفاءة" لهكذا تحرّك. ونقلت الصحيفة عن محامي عائلة نازامي قوله إنّ المفاوضات التي كانت جارية مع الإيرانيين خلال عهد أوباما عادت إلى نقطة الصفر مع الإدارة الحاليّة.


ملامح انفتاح؟

وفي نيسان الماضي، قالت إيران إنّها ناقشت قضيّة المعتقلين الأميركيّين في بلادها خلال لقاء في فيينّا كان يناقش مدى التزام طهران بالاتفاق النووي، وذلك في أوّل لقاء جانبيّ بين مسؤولين من البلدين منذ تسلّمت الإدارة الحاليّة مهامها. لكن لم يقدم كلام الناطق باسم الخارجيّة أيّ إشارة إلى أنّ مفاوضات ستجري بين الطرفين حول إطلاق سراحهم كما لم يذكر أيّ اسم. لكنّ ريك غلادستون من صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة رأى أنّ مجرّد ذكر ذلك هو تلميح إلى "انفتاح" إيرانيّ لمناقشة المسألة.


"هذا لن يحصل لو كنت رئيساً"

غير أنّه بعد شهرين على ذلك المقال، تبدو الأمور معقّدة في هذا السياق. باميلا فوك انتقدت في صحيفة "ذا هيل" الأميركيّة كيف يعطي ترامب الضوء الأخضر للسير بالاتفاق النووي فيما إيران ما زالت تحتجز مواطنين أميركيّين في سجونها. لكنّ الربط بين الملفّ النوويّ والمعتقلين الأميركيّين قد يعرقل القضيّة بدلاً من حلّها، خصوصاً أنّ الإدارة الحاليّة لم تضع تصوّرها الخاص إزاءه بعد، على الرغم من أنّ المراقبين يقولون إنّها ستسير به في نهاية المطاف. من جهة أخرى، يبدو أنّ القضايا الكثيرة العالقة بين الدولتين لن تفسح المجال أمامهما لحلحلة هذه المسألة بطريقة هادئة، خصوصاً أنّ الحكم في كلا البلدين ينحو باتّجاه تشدّد المواقف المتبادلة.

حين اعتُقل نامازي الأب والابن في تشرين الأوّل الماضي كتب ترامب على تويتر: "هذا لن يحصل لو كنت رئيساً". حينها لم يقل كيف سيمنع ذلك. وبالأمس لم يحدّد بيانه كيف سيتحرّك.







الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم