الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ايران تحصن اقلامها لتحمي صواريخها... وجريدة يومية للمكفوفين

المصدر: "النهار"
طهران- رضوان عقيل
ايران تحصن اقلامها لتحمي صواريخها... وجريدة يومية للمكفوفين
ايران تحصن اقلامها لتحمي صواريخها... وجريدة يومية للمكفوفين
A+ A-

خصصت ايران البلد الشاسع في المساحة والتأثير السياسي في المنطقة مكانة مهمة في سياساتها لسلاح الاعلام والثقافة والارشاد والتعبئة الذي يلازم الشعارات والتي رفعتها منذ نجاح ثورتها في العام 1979 على يد الامام الخميني الذي انضم الى نادي قلة من القادة في العالم الذين ما زالوا يحكمون دولهم بأفكارهم ومشاريعهم ولو كانوا في القبور. ايران التي لا يفارق اسمها وسائل الاعلام العربية والعالمية حيث تتصدر اخبارها عناوين الوكالات والمحطات الاجنبية في شكل يومي، عملت على بناء ترسانة اعلامية محصنة تساعدها في صد التحديات التي تواجهها وهي تتنقل من حصار الى آخر. 

 وتولي السلطات فيها عناية خاصة للاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما ان أهلها من الشعوب التي تقبل على القراءة ومتابعة احداث المنطقة وتطوراتها، فضلا عن ما يتم تداوله من اخبار محلية يتم تناولها عن طريق 8000 صحيفة يومية ومطبوعات دورية اضافة الى المواقع الالكترونية. ويغلب عليها الطابع التخصصي في حقول عدة. وثمة 190 صحيفة تصدر يومياً ويعمل فيها جيش من الاعلاميين الذين تغلب عليهم الاقلام الشابة وهذا ما يظهر للعيان مشهد العاملين في وكالة الانباء الايرانية" إرنا" وهي المصدر الأم للاخبار المحلية والاجنبية في الجمهورية الاسلامية. وثمة لجنة تعنى بمتابعة الاعلام تضم سبعة اعضاء وهم على خط مباشر مع وزارة الارشاد ولا يتم التدخل في مضمون ما يكتبه الزملاء شرط البقاء تحت سقف القانون وعدم مخالفة الاسلام والمبادىء االموضوعة داخل البلاد مع التشديد على حفظ الانتظام العام.

(مدير وكالة" ارنا" الايرانية والزميل رضوان عقيل)

 ويجري التركيز بحسب معاون وزير الثقافة حسين انتظامي على " عدم بث روح التفرقة بين مكونات القومياتوالاديانورفض نشر الصور الخلاعية والمقالات اتي تتحدث عن الالحاد". ولا تعترض السلطات على دعم مؤسسات اعلامية حتى لو لم تكن مع الخط العام للسلطات. ويشجع السيد علي خامنئي على هذا التوجه". وثمة اتجاه لدى الجهات المعنية في رسم سياسة الاعلام في ايران توسيع حضور المساحة الاعلامية في البلاد على اعتبار انهاواحدة من العلاقات الديبلوماسية مع الشعوب مع تركيز على الصحافة العربية حيث توجد مجموعة من المطبوعات اليومية والفصلية في هذه اللغة تحررها اقلام عربية وفارسية.

  ويقبل الايرانيون على سوق الصحافة الورقية على الرغم من ما تعانيه من اعباء في مختلف بلدان العالم . ويقول انتظامي في هذا الخصوص" لا اقول ان الجرائد انتهت وتبقى في مقدم الوسائل الاعلامية وهي تتلقى مساعدات مالية من الدولة ولا خشية عليها على الرغم من صعود المواقع الالكترونية".

 وهل من رقابة مسبقة على وسائل الاعلام؟

 يجيب" بحسب الدستور الرقابة ممنوعة، لكن ثمة جملة من القواعد يتم احترام شرط الحفاظ على الحق في التعبير ". وتفيد زميلة هنا " ان خطوطاً حمراء موجودة عندنا ونعرف كيفية المرور بينها".

(صحيفة " إيران سبيد" للمكفوفين)


الى..."إرنا"

 وفي جولة في وكالة " إرنا" كان الزملاء على أهبة الاستعداد في تحريري الاخبار.ويديرها اعلامي مخضرم يدعى محمد خدادي هو صاحب الكلمة الفصل في الخبر السياسي الذي يصدرعن ايران ويعبر عن مؤسساتها الرسمية.عند العاشرة قبل الظهر كان الزملاء يتوزعون في اقسامهم حيث يغلب عليهم الاناث . ويعمل الجميع على شكل خلايا نحل في حماسة تبدو على وجوهم وهم على اتصال في قسم المحليات مع مختلف المحافظات الايرانية عبر شبكة واسعة من المراسلين. وعلى خط الخارج كانوا ينشطون في التواصل والحصول على مواد صحافية خاصة من مكاتبهم في بيروت وسوريا والجزائر. وثمة اقسام تصدر الوكالة بالعربية والانكليزية والفرنسية والاسبانية والكردية والالمانيةوالروسيةوالاوردية اضافة الى الفارسية . وقبل الثورة لم تكن اخبار الوكالة تصدر سوىبالفارسية والانكليزية وكان في توقيت الزيارة الى الوكالة يعملون على ترجمة كلام لوزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي يحظى بعناية ومتابعة خاصة عند الايرانيين . ويصفونه بـ "فارس الديبلوماسية" بعد النجاح الذي حققه في الاتفاق النووي. وتعمل الى جانب الوكالة الرسمية وكالات عدة ابرزها "فارس" و"مهر"، فضلا ً عن تشكيلة من الوكالات المتخصصة.

 وتعترف زميلة هنا بالقول " ان هذه النهضة الاعلامية التي نحظى بها اليوم والحريات التي نشهدها على اكثرمن صعيد يرجع الفضل فيها الى عهد الرئيس السابق محمد خاتمي الذي ترك بصمات ترسخت في الفضاء الاعلامي. وبات من الصعب الرجوع عنها".

"ايران سبيد"

    وتزود الوكالات المئات من الصحف والمطبوعات بالاخبار يومياً. وثمة جريدة لافتة تعود للمكفوفين "ايران سبيد" تتوقف عنده الوفود الاعلامية الاجنبية التي تزور طهران. وتتصدر صفحتها الاولى مواد سياسية مثل سائر الصحف اضافة الى تركيزها على المكفوفين ومسائل تخصهم وتوزع في المحافظات الايرانية كافة حيث يبلع عدد هؤلاء 600 ألف شخص ويتم توزيعها على منازل المشتركين واماكن عملهم . ويشارك في تحريرها وكتابة مواضيعها زملاء من المكفوفين حيث يحتلون مساحة لا بأس بها في الصحافة الايرانية . يبقى ان الاعلام الى اتساع في ايران و ويتجه نحو مزيد من الحريات، بعدما ثبت للسلطات ان الاقلام الحرة وغير المكبلة تساهم في مواكبة النهوض الاقتصادي في البلد وتعزز ايضاً في حماية ترسانتها العسكرية والاضاء ة في الوقت نفسه على الصواريخ الباليستية والسينما في معاً. وفي الحقلين يتقدمان.

[email protected]








حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم