الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اللبناني الدكتور جورج عودة يبتكر نظاماً يتنبأ ويقي الحوادث المروريّة

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
اللبناني الدكتور جورج عودة يبتكر نظاماً يتنبأ ويقي الحوادث المروريّة
اللبناني الدكتور جورج عودة يبتكر نظاماً يتنبأ ويقي الحوادث المروريّة
A+ A-

تحصد الحوادث المرورية عشرات الأرواح يومياً في لبنان، فيما عدد هذه الحوادث في العالم يودي بحياة أكثر من 3000 حالة وفاة يومياً على الطرق. ويبدو أنَّ الحدَّ من أعداد ضحايا حوادث السير مهمّة شاقّة لكنَّ التطور التكنولوجي سيسهّلها في السنوات المقبلة، وذلك من خلال تقنيات يعمل عليها شبان يافعون يحوّلون طموحاتهم إلى حقيقة.

تقنية جديدة ابتكرها فريق شركة DERQ التي أسّسها اللبناني الدكتور جورج عودة (33 عاماً) الحائز شهادة دكتوراه في هندسة الفضاء (aerospace engineering) من جامعة MIT (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا) في ولاية ماساتشوستس الأميركية، مع شريكيه المؤسسين الدكتور عامر أبو فاضل (دكتوراه من جامعة جورجيا للتكنولوجيا في الهندسة الكهربائية - وهو لبناني أيضاً، وكارل جنبرت مهندس ميكانيكي من جامعة ماكغيل (كندي من أصول سورية)، وقد عمل كلاهما في أميركا الشمالية قبل أن يعودا للمشاركة في تأسيس الشركة في دبي.


و DERQ هي إحدى الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا الحديثة (High Tech)، مقرها دبي، وتتمثل مهمتها في القضاء على حوادث الطرق وإنقاذ الأرواح من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنية V2X عبر التنبؤ بحوادث السيارات ومنعها.

يخبر عودة في حديث لـ"النهار" أنَّ "الفكرة انطلقت منذ دراسته الجامعية حيث عمل على ابتكار نظام تحكم ذاتي، وساعدتني الخبرة التي حصلت عليها في تعاوني مع وكالة "ناسا"، والبحرية الأميركية، وشركة "فورد" للسيارات، ولاحقاً سجلت براءة الاختراع باسمي. بعد عملي لخمس سنوات وحصولي كذلك على شهادة الدكتوراه، غادرت الولايات المتحدة متوجهاً إلى دبي حيث أنشأت الشركة، لأنَّ الدولة هنا داعمة للشركات الناشئة، والعاملون معي في الشركة من أبناء هذه المنطقة، سعياً لاستقطاب الشركات الأجنبية إلى منطقتنا، نحن نطوِّر تكنولوجيا، ونمتلك مهارات ومواهب، وتمويلاً من المستثمرين في المنطقة".


كيف يعمل نظام DERQ؟

يشكل DERQ نظام اختبار يراقب الإشارات الضوئية على جوانب الطريق، ويرسل تنبيهاً إلى السيارات، وتهدف هذه الميزة إلى تحذير سائقي السيارات من احتمال حدوث تصادم، وذلك من خلال بحث الجهاز عن الحوادث المحتملة. ويمكن لهذا الجهاز التنبؤ بـ 9 من أصل 10 حوادث. والمثال على ذلك، إذا تخطَّى السائق الإشارة الحمراء، تصل رسالة إليه وإلى الشخص الذي باتت الإشارة المرورية أمامه خضراء بأنْ يتنبّه إلى مخالفة الآخر، ولا يُرسَل الإخطار في الثانية الأخيرة بل سيكون لدى السائق الوقت الكافي للردّ وتجنب وقوع الحادث.

ويلفت عودة إلى أنَّ "التقنية تنقسم إلى جزئين، الأول منها يشبه العين أو الدماغ الذي يوضع على الإشارات المرورية والتقاطعات، ويتضمَّن مستشعراً (sensor) يتنبأ بأي حادث محتمل وبطريقة لاسلكية تصل المعلومة إلى سائق السيارة عبر جهاز يوضع في داخلها، فيعلم حينها السائق بوجوب توقفه قبل ثانيتين من حدوث التصادم". ويضيف: "حالياً، كشركة ناشئة، بدأنا التعاون مع حكومة الإمارات العربية المتحدة في سعيٍ مستقبليٍ منا إلى أن يصار لوضع هذه الأجهزة داخل السيارات. وخلال 3 سنوات قد يُصبح هذا النظام مدمجاً في السيارة عبر تطبيق داخلها. وكفريق في الشركة، سنسافر إلى ولاية ديترويت للقاء مسؤولين ضمن برنامج دولي معروف جداً لا يختار سوى 2٪ من المتقدمين من أصل 500 شركة ناشئة للعمل مع شركات السيارات الكبرى (فورد، جنرال موتورز، جاغوار) لتطوير وتنفيذ نظام DERQ في سياراتهم الجديدة. في غضون السنوات القليلة المقبلة، نأمل أن يصبح نظامنا جزءاً من السيارات".

ويتابع: "انطلقنا من الإمارات لأنها في الشرق الأوسط أولاً، وثانياً لأنها تقدم فرصة للشركات الناشئة، وثالثاً لأنها تمتلك بنى تحتية متطورة وتدعم السلامة المرورية على الطرق. ونظامنا جاهز وسنبدأ في أشهر السنة الأولى باختبار (Pilot) عبر وضع أجهزة على تقاطعين في دبي لإظهار كيفية عمل هذه التكنولوجيا، إذ إنَّ النظام جاهز بالبرمجيات والمعدات والإحصائات وكاميرات الفيديو لالتقاط المخالفات. ومستقبلاً سنطور النظام أكثر".


(الصورة من DERQ)

لبنان والتنبؤ بالحوادث 

يؤكد عودة استعداده للتعاون مع الدولة اللبنانية، "في لبنان طبعاً الحوادث المرورية أكثر من دولة الإمارات، ونحن جاهزون لتقديم المعونة والاستشارة وتنفيذ المشروع سعياً للحدّ من نسبة الحوادث ونشر التوعية. وهذا النظام يُطبَّق في أي بلدٍ كان، ونرجو أن يستفيد منه لبنان ودول المنطقة العربية أيضاً".


مرَّة جديدة يثبت اللبنانيون تميُّزهم وإبداعهم، وتفوّقهم على نظامهم السياسي والبيروقراطي الذي يحدُّ من الأحلام والطموحات ويعوق تقدُّمهم في أرض الوطن، لتفتح لهم الدول الغربية والعربية أبوابها متيحةً لهم أفضل الفرص. يمتلك هؤلاء الشبان المعرفة والكفاية والخبرة، جلُّ ما يحتاجون إليه هو دعم دولتهم، ليفيدوا المجتمع اللبناني بأفكارهم علَّهُ يرتقي إلى مصاف الدول المتقدمة.

[email protected]

Twitter: @Salwabouchacra


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم