الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"الأيّام الأصعب آتية"... مقاتلو "داعش" يستعدّون لحرب شوارع

المصدر: "رويترز"
"الأيّام الأصعب آتية"... مقاتلو "داعش" يستعدّون لحرب شوارع
"الأيّام الأصعب آتية"... مقاتلو "داعش" يستعدّون لحرب شوارع
A+ A-

بدأ متشددو تنظيم "#الدولة_الإسلامية" إعادة تمركزهم، قبل شهور من إنهاء #القوات_العراقية المدعومة من الولايات المتحدة حكمهم المرعب الذي استمر 3 سنوات في #الموصل، لينحوا حلم الخلافة جانبا، ويعدوا العدة لمعارك مختلفة.


قبل أشهر قليلة، قال مسؤولون في المخابرات ومسؤولون محليون إنهم لاحظوا فرار عدد متزايد من القادة والمقاتلين من المدينة إلى تلال حمرين في شمال شرق العراق التي توفر مخابئ، وتتيح الوصول إلى أربع محافظات عراقية.  


واعترضت السلطات بعضهم. لكن كثيرين أفلتوا من قوات الأمن، وشرعوا في إقامة قواعد لعملياتهم الجديدة. وما يأتي بعد ذلك قد يكون تحديا أكثر تعقيدا وصعوبة لقوات الأمن العراقية بمجرد الانتهاء من الاحتفال بالانتصار الذي تحقق بشق الأنفس في الموصل، أكبر معاقل المتشددين في العراق.  


ويستعد مسؤولو المخابرات والأمن لنوع من التمرد المدمر، مثل ذلك الذي خاضه تنظيم "القاعدة"، عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة العام 2003، مما دفع العراق إلى أتون حرب أهلية طائفية بلغت ذروتها عامي 2006 و2007. وقال لاهور طالباني، المسؤول الكردي الكبير في مكافحة الإرهاب، إن المتشددين يتحصنون، ويمكنهم الوصول إلى العاصمة بسهولة.  


ويشارك طالباني في طليعة الجهود الرامية إلى القضاء على الدولة الإسلامية، في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وعبر عن اعتقاده أن الأيام الأصعب آتية.  


جذور 

تعود جذور بعض مقاتلي "الدولة الإسلامية" إلى حملة شنها تنظيم "القاعدة" بسيارات ملغومة وتفجيرات انتحارية. وكانت تودي بحياة عشرات الأشخاص يوميا، ونجحت في تأجيج حرب طائفية في العراق، المنتج الكبير للنفط والحليف الرئيسي للولايات المتحدة.


وعندما سحقت مبادرة عشائرية، بتمويل أميركي، "القاعدة"، أعاد الأكثر تشددا منهم تجميع صفوفهم في الصحراء بين العراق وسوريا. وعاودوا الظهور في شكل جديد تماما فاجأ العالم هو تنظيم "الدولة الإسلامية". وبعد الاجتياح الخاطف للموصل تفوق على وحشية "القاعدة"، ونفذ عمليات قطع رؤوس وإعدام جماعية، من خلال فرض فكره المتشدد.  

بعكس "القاعدة"، سيطر "الدولة الإسلامية" على ثلث الأراضي العراقية، واكتسب معرفة بالأرض التي باتت في متناوله، وهو يصد هجمات قوات الأمن العراقية.  


ضباط مخابرات صدام  

انضم ضباط سابقون في جهاز المخابرات العراقي عملوا تحت حكم صدام حسين، إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" في تحالف للمصالح. وتوقّع طالباني ومسؤولون أمنيون آخرون أن يمثّل هؤلاء الخبراء العسكريون الاستراتيجيون المخضرمون الذين كانوا ينتمون الى حزب البعث، الجيل الجديد لقادة "الدولة الإسلامية".


وبدلا من محاولة إقامة دولة خلافة، وهي الفكرة التي اجتذبت مجندين من المسلمين السنّة الساخطين، قال مسؤولون أمنيون عراقيون وأكراد إن قادة الدولة الإسلامية سيركزون على حرب شوارع يصعب كثيرا التكهن بها.  


وقطعت القوات العراقية شوطا طويلا منذ انهيارها أمام تقدم "الدولة الإسلامية" العام 2014، عندما تخلت عن سلاحها، وخلعت زيها العسكري في حالة من الذعر. وقاتلت لنحو 9 أشهر لانتزاع السيطرة على الموصل، بمساعدة ثابتة من ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة سوت بالأرض أحياء بأكملها.  


والسؤال المهم هو ما إذا كان الجيش، الذي يشعر بالارتياح أكثر بكثير مع الحروب التقليدية، بامكانه التعامل مع تمرد خلايا نائمة ووحدات صغيرة من المسلحين الذين يخرجون من الصحاري والجبال وينفذون هجمات، وسرعان ما يتوارون عن الأنظار.  

(أ ب) 


وقال ستيف تاونسند، قائد التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"، بقيادة الولايات المتحدة، للصحافيين: "سيحاولون الاختباء بين السكان. ستكون خلاياهم أصغر بدلا من المجموعات والفصائل، وسيتحولون فرقا وخلايا، وستتخفى عناصر أصغر بكثير بين السكان".   


وأضاف: "على شركائنا من قوات الأمن العراقية خوض عمليات، على غرار التصدي للتمرد عند مرحلة ما. ونبذل جهودا بالفعل الآن لبدء تشكيل تدريبهم على الاسلوب الجديد لداعش".   


ويشير التاريخ إلى أن التدريب قد لا يكون كافيا. فقد أنفقت الولايات المتحدة 25 مليار دولار على الجيش العراقي خلال فترة الاحتلال الأميركي الذي أسقط صدام حسين العام 2003، وأثار تمردا بمشاركة تنظيم "القاعدة". ولم يجهزوا ذلك الجيش للتصدي لمقاتلي "الدولة الإسلامية" الذين زحفوا الى الموصل، بعربات وأسلحة سرقت من القوات العراقية المتقهقرة.  


ويمكن القوات العراقية بالتأكيد الإشارة إلى الانتصارات التي حققتها في الموصل ومدينتي الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار التي كانت ذات يوم في قبضة "الدولة الإسلامية".  


لكن مسؤولين محليين يقولون إن هذه المدن لا تزال معرضة لهجمات من الصحراء المترامية الأطراف التي يعرف دروبها المتشددون. وقال عماد الدليمي، المسؤول في الأنبار، إن العمليات الأمنية ستكون من دون جدوى ما لم تسيطر قوات الأمن على الصحراء. واشار الى أن "الصحراء باتت ملاذا آمنا لـ"الدولة الإسلامية".  


ورأى ان "الدولة الإسلامية" ليس موجودا كتنظيم في المدن، لكنه ينفذ هجمات من خلال أفراد وسيارات ملغومة وانتحاريين، مشيرا إلى أن "الناس يخشون عودته، وهناك هجمات يومية".  


ويعبر طارق يوسف العسل، وهو قائد قوة عشائرية عن المخاوف نفسها، ويشكو من عدم وجود تنسيق بين قوات الأمن المحلية الكثيرة. وقال إن هذه القيادات لا تملك خبرة القتال في الصحراء.  


ولا يزال بعض المواطنين لا يشعر بالأمن، رغم تحسن أداء الجيش العراقي. ولا يعتزم أحمد العيساوي، أحد سكان الأنبارن إعادة فتح مطعمه قريبا. وابدى خشيته من تدميره بالطريقة نفسها التي دمر بها، خلال اشتباكات بين قوات الأمن و"الدولة الإسلامية" العام 2014. "أخشى وقوع أي هجوم في أي لحظة"، على قوله.    


ولا يضيع تنظيم "الدولة الإسلامية" أي وقت وينفذ استراتيجيته الجديدة، رغم الخسارة التي تكبدتها في الموصل. وقال مسؤولون أمنيون إن نحو 30 متشددا يتسلحون ببنادق آلية وقذائف "مورتر" عبروا نهر دجلة في قوارب خشبية، وهاجموا قرية إمام غربي على بعد حوالى 70 كيلومترا جنوب الموصل في أوائل تموز، ثم انسحبوا عائدين من حيث أتوا.  


وقال المسؤول الكردي الكبير ووزير الخارجية العراقي سابقا هوشيار زيباري إن فكرة الخلافة انتهت، والحلم تبدد. وأضاف: "المتشددون سيعودون إلى هجمات الكر والفر القديمة، وستواصل كتلتهم الصلبة الأساسية القتال". 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم