مع "مشاهير" المدخنين الذين عرفتهم وسرّ ولعهم بـ"التفاحة المسمومة"

في اطار اجتماعات لجنة الادارة والعدل النيابية للحد من التدخين في الأماكن العامة لدى اجتماعها بجمعية "حياة حرة بلا تدخين" "T.F.1" وجمعية "اندي اكت" IndyAct واقرار مشروع قانون بذلك، تحدوني هذه المناسبة وانا في سياق الذكريات، الى تذكر اسياده في عالم المشاهير الذين عرفتهم، ولعل اقربهم الى بداياتي الصحافية "عميد النهار" غسان تويني، الذي كنت غضاً في العمل عندما كنت اشاهده وهو يتفقد عملنا الليلي في التصحيح والتحرير، حتى "لا نعمل من الرز بصلا" وفق تعبيره. كان لا ينفك طوال السهرة عن اشعال سيجارة، "lucky stricke"، ملقماً شرارة الواحدة من الاخرى من دون ان يلجأ الى سحب ولاعته. وكان يمج وينفخ بعصبية سريعة في "الحرق"، ولا يتمهّل فيها ولا يتوقف الا عند اخذ نفس استراحة من ابداء ملاحظاته. على انني اذكر فصلا مدهشا له الى حد الغرابة عندما كان سفير لبنان في الأمم المتحدة، اذ استضافني لأسجل معه حوار العمر ضمن برنامجي "وجها لوجه" الذي لاقى رواجاً كبيرا في ذلك الحين السنة 1978، خلال نهضة الاذاعة ببرامج لي ولوليد عوض ولشريف الاخوي ولريمون جبارة وسيمون اسمر مع سونيا بيروتي.فعندما فتحت آلة التسجيل، حانت مني التفاتة الى الغليون الذي كنت احمله مع علبة الـTHREE NUNS" الرائعة المذاق والرائحة، والتي انقطع استيرادها منذ ذلك الحين. وهممت بإشعاله وفاحت رائحته، رأيته يشاركني التدخين بأنفه وكأنه مضى دهر عليه ولم يدخن! وسرعان ما تنبهت الى انه كان قادما من باريس بعد اجراء اول عملية قلب بوصلة "بلاتين". فأسفت واعتذرت، الا انه اصر علي ان اكمل، لكنني توقفت رغم الحاحه الشديد.ولا انسى لكبير مصوري "النهار" سام، الذي رحل عنا خلال الحرب اللبنانية، كيف اصطحبته لالتقاط صورة لعمر ابو ريشة عندما اجريت معه حديثا لـ"الملحق" السنة 1966، وكان في ذلك الحين سفيراً لسوريا في الهند. كنت بين الفينة والفينة اغمز سام لالتقاط الصورة، الا انه كان يقف متكئا على حائط الغرفة متربصا كالهرة فريسة لقطته. وفجأة لمع ضوء كاميرته عندما لمعت شرارة التدخين في السيجارة التي كان يمجّها عمر ابو ريشة بواسطة "بز" سيجارة في اللحظة الاخيرة من سحابته، وكأنه محلّق في غيوم...