الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

اصطراع حضارة، لا صراع حضارات

سمير عطاالله
Bookmark
اصطراع حضارة، لا صراع حضارات
اصطراع حضارة، لا صراع حضارات
A+ A-
في الظهور الأول لـ"دولة الخلافة" قال باراك أوباما وهو يتثاءب، إن القضاء على داعش سوف يستغرق خمس سنوات. وبعد فترة صحح وزيره الأول، جون كيري، توقعات سيده من دون الإشارة إليها، بالقول إن المسألة سوف تنجز في سنتين. الأسبوع الماضي، وفي السنة الثالثة، انتهى الفصل الأول، ليس في "داعش"، بل في الجغرافيا التي اقتُطعت من العراق وسوريا لإعلان "دولة الخلافة"، فوق مساحة في حجم الأردن. لم تكن هناك فرصة أفضل أمام الخليفة الجديد: الجيش العراقي الحديث شبه منهار، والجيش السوري موزع على كل الجبهات، والفوضى الكبرى في كل مكان. قدَّم ابو بكر البغدادي نفسه في أفضل عرض تكنولوجي متطور. كل الحركات في العالم قامت من أجل السير بالشعوب إلى الأمام. أما "داعش"، فكانت دعوته إلى ما قبل الماضي. ما من ماض يشبه هذا الزعم.وبعكس اسامة بن لادن، الذي ظل في الصورة الدعائية يملأ قناة "الجزيرة" على نحو شبه يومي، اختفى البغدادي بين مقاتليه، وترك للكاميرا أن تعبر عنه: طيار اردني يُحرق في قفص، بريطاني عملاق (جهادي جون)، يحز رأس ضحيته على الشاشة، وجزار آخر يقطع رؤوس مجموعة من العمال الأقباط في ليبيا.عرض "داعش" في حدود دولته، الصورة التي كانت أُعدَّت له قبل فترة، كما عبر عنها كتاب بعنوان "ادارة التوحش". خلاصته أنه سوف يأخذ العالم بالإرهاب والرعب. ليس بدءاً باسرائيل، ولا بالغرب المسيحي، ولا بالمشركين، بل بالمسلمين المتقاعسين عن الفهم الأصيل للدين.وقفت المؤسسة الاسلامية مرتبكة أمام ظاهرة لم تألفها في التاريخ. وراحت الدول الاسلامية تتأمل جيداً في مدنها وقراها لكي تتبين مدى انتشار...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم