الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

نجمان يحكمان ايران المستنفرة: ظريف وسليماني... منطق وقوة

المصدر: طهران -"النهار"
رضوان عقيل
نجمان يحكمان ايران المستنفرة: ظريف وسليماني... منطق وقوة
نجمان يحكمان ايران المستنفرة: ظريف وسليماني... منطق وقوة
A+ A-

اثنان يحلّان بعد الامام السيد علي خامنئي في صدارة الشاشة السياسية الايرانية: وزير الخارجية محمد جواد ظريف والجنرال قاسم سليماني، ويسيطران على يوميات المشهد من رأس الهرم في النظام وصولا الى الطبقات الشعبية التي تتباهى بتقديم دروس في الديموقراطية في الانتخابات الرئاسية والنيابية وتبدل وجوه الرؤساء والطبقة الحاكمة. وينقسم المواطنون بين سياسة الدكتور والضابط، ويلتقي كل من موقعه في الحفاظ على أذرع إيران والابقاء على هذا الحضور في منطقة ملتهبة تعيش في العقود الاخيرة على وقع الزلازل السياسية والاقتصادية التي يتنبه الايرانيون لها جيداً، بعد اختبار الحصار الذي عاشوه والذي منعهم حتى من استيراد قطع غيار الطائرات المدنية. واتكلوا على أنفسهم، بدءاً من صناعة الابرة الى إرسال صاروخ الى الفضاء. 

يلمس زائر ايران تعلق اهلها بوسائل الاعلام لمتابعة الاحداث في بلدهم والمنطقة، ولا سيما بعد التطور التكنلوجي في هذا الحقل الذي تديره مجموعة من الخبراء لتظهير سياسة بلدهم الى العالم، حيث يعملون على تطوير هذا السلاح ليساهم في حماية منجزات أمتهم في ميادين عدة.

وفي لقاء مع المدير العام لوكالة الانباء الايرانية "إرنا" محمد خدادي، تحضر ملفات الساعة في المنطقة والتحديات التي تواجه دولته، وهو يدافع عنها بلغة الواثق من انتصارها في أكثر من مواجهة خاضتها منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 الى اليوم. وردا على سؤال عن شيوع تباينات بين ظريف وسليماني، يقول إن "هذا الامر يحصل في إطار التباينات الطبيعية وليس في إطار الخلافات، ومتى دعت الحاجة نعود الى مرجعنا تقليدنا وامامنا خامنئي. إن بت القرارات الكبرى والنهائية يعود له". ويتخذ القرار العسكري في المجلس الاعلى للامن القومي برئاسة علي شمخاني، ولا اختلال في الادوار التي يقوم بها كل مسؤول وفق قاعدة عدم تخطي جملة من الاسس والثوابت. ويشيد المسؤول الاول عن الخبر في بلده بالعلاقات الايرانية- اللبنانية والنقاط المشتركة التي تجمعهما، وان ثورتهم تنطلق من ثوابت الحرية والاستقلال. ويتوقف بزهو امام الانتخابات الرئاسية الاخيرة في ايران والتي جرى فيها انتخاب الرئيس حسن روحاني للمرة الثانية وحصل على 27 مليون صوت مقابل 16 مليونا لمنافسه. ويقول إنه وقف مدهوشاً امام الناخب الذي ظل اربع ساعات ليصل الى صندوق الاقتراع للادلاء بصوته، وكيف شارك المغتربون في هذه العملية حتى لواختلفوا مع سياسة الحكومة.

التفاوت في الآراء مسألة ضرورية وصحية. واتخاذ القرارات النهائية يتم وفق آلية صحيحة تنتهي عند المرشد. وثمة رأي واحد في الشؤون الدولية والعسكرية التي يتابعها ظريف وسليماني كل من موقعه، بتوجيه من خامنئي وروحاني "وإذا اقتضى الامر السير بمنطق سليماني فنحن على جهوزية تامة".

وثمة من يؤيد من بين الايرانيين ظريف او سليماني "ولا تعارض بين الاثنين"، وهم ينظرون اليهما على أن كلا منهما يكمل الثاني. ويجمع الاول المنطق، إذ وقف في وجه ست دول عند توقيع الاتفاق النووي، فيما يستحوذ الثاني على القوة. وان حصول اي ضعف في ايران يستفيد منه الاعداء على الفور، أما هي فتظهر في موقف واحد عند صدور القرار. ويعطي مثلا على ذلك ما قامت به في سوريا ووقوفها الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد منذ ايام الرئيس السابق محمود احمدي نجاد. وقد استطاع سليماني بحنتكه العسكرية الوقوف في وجه "داعش" والتصدي له، ولا سيما انه وصل على بعد 20 كيلومترا من بلدة قصر شيرين من جهة الحدود العراقية. وان الايرانيين وقفوا أولا مع الشعب السوري ولا يزالون، وإلا كانت البلاد ستتحول الى ليبيا ثانية وتصبح "سورياستان". ويرفض تصديق مقولة ان نصف الشعب السوري يقف ضد الاسد. ويسأل: "هل جرى استفتاء في هذا الخصوص؟" وثمة من عمل على تسليم سوريا الى "داعش" على غرار ما حصل مع "القاعدة" و"طالبان" افغانستان. ويقول ان الفروق كبيرة بين من يستعمل النقود في تنفيذ سياسته على عكس من يأخذ العقل سبيلا، "وهذا ما نعتمده نحن في ايران هنا. وجراء الخلاف بين طهران والرياض سيكون الغرب أول المستفيدين، ونحن مستعدون للحوار مع 200 دولة في العالم، منها السعودية، ما عدا اسرائيل بالطبع".

ويتناول خدادي جمع الايرانيين عناصر القوة، ويتكلم بأسلوب القوي والمطمئن الى مبادىء لا يتراجعون عنها في العقيدة والاستراتيجية. ويقارن بين الجهات التي دعمت "داعش" ودولته التي تساند "حزب الله" في لبنان وتمده بالمساعات. ويفاخر بتجربته في المقاومة والسياسة التي يؤديها في البرلمان والحكومة. وينطلق من أن الايرانيين لم يبدأوا اي حرب طوال الـ 7 آلاف عام الاخيرة و"التاريخ يشهد على ذلك، نقف ونصمد وننتصر على كل من يحاول الاعتداء علينا".

وفي جعبته المزيد من الملاحظات على بلدان دعمت منظمات إرهابية، ويأمل ألا تكون وراء دعم "داعش". ويقول: "لا نعلم اذا كان الاخير يقاتلنا بالنيابة عن هذه الدولة او تلك. فنحن نحارب الارهاب لا السعودية". وينتقد الرياض بشدة من دون ان يقفل باب الحوار معها في المستقبل. ويأخذ عليها كيف دخلت اليمن ووقفت مع جناح ضد آخر، مع اشارته الى تراجع علاقاتها مع بلدان عدة في العالم، وملاحظة ارتفاع بورصة علاقات طهران مع اكثر من دولة تتدفق مئات الوفود لزيارتها بعد الاتفاق النووي، "وتبقى العقول اقوى من النقود". ويرد خدادي، صاحب شعار الديبلوماسية الاعلامية، على متهمي بلده بالعمل على تشيع المنطقة بالقول ان "هذا الكلام لا يستحق الرد. وان ايران تساند بلداناً سنية شقيقة. وكيف قاتلت العراق بلدا أكثرية شعبه من الشيعة وساندت البوسنة؟ نحن ندفع أثماناً كبيرة في وقوفنا الى جانب الفلسطينيين، وهل هؤلاء من الشيعة؟".

يعبر الايرانيون عن ارتياحهم الى تقهقر "داعش"، وانهم كانوا على ثقة بأن دويلتها ستنهار، وهذا ما سارت عليه قيادتهم منذ اليوم الاول لانطلاقة هذا التنظيم، استنادا الى جملة قالها الخميني: "اسمع صوت الانكسارات في جدران الشيوعية". ويؤمنون بأن الانكسارات نفسها تواجه "داعش".

[email protected]




ه


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم