الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أحجار الياقوت الأزرق في جدول مائي في قلب فرنسا

المصدر: (و ص ف)
أحجار الياقوت الأزرق في جدول مائي في قلب فرنسا
أحجار الياقوت الأزرق في جدول مائي في قلب فرنسا
A+ A-

يشبه هذا المشهد مهمات البحث عن الكنوز في أقاصي الأرض، لكنه يحصل في وسط فرنسا على وقع تدفق المياه في جدول مائي حيث اكتشف رجل مولع بالمعادن حقلاً للياقوت الأزرق. 

يجلس نيكولا ليجيه القرفصاء وسط المياه باحثاً بلا كلل في الطبقة السفلية للمجرى المائي ذي الضفاف الخضراء قبل تصفية الترسبات. وفي وسط حبات الرمل، تكشف بضعة أطياف زرقاء وجود المعدن الثمين الشاهد على الثروات المعدنية لبراكين منطقة اوفيرنيه الفرنسية الراقدة منذ عصور وأقدمها يصل عمره إلى 45 مليون عام، فيما يبلغ أجددها ثمانية آلاف عام فقط. وقد اكتشف أول أحجاره الثمينة "عرضا" خلال عملية تنقيب.

ويروي ليجيه المولع بالأحجار الكريمة البالغ 39 عاماً: "خلف صخرة يمكن بسهولة رؤيتها من المياه، كان هناك طيف أزرق أثار فضولي. ظننت في بادئ الأمر أنني وقعت على حجر قديم".

ويشير إلى أن "الياقوت الأزرق طفا على السطح في حين يبقى في العادة مدفوناً في ثقوب محفورة في الطبقة العميقة من الصخرة من دون إمكان التحرك بسبب ثقله".

وبعدما يجوب المجرى المائي، ينتهي به المطاف بالعثور على "منطقة تركز مثيرة للاهتمام" تضم بلورات يراوح لونها بين الأزرق الملكي والزبرجد وبحجم يراوح بين "ميليمترات عدة وسنتيمترات عدة". ومع أن هذا الحقل للياقوت "استثنائي لناحية حجم" الأحجار الكريمة التي يحويها، لم يكن اكتشافه مفاجئا.

ويؤكد عالم الجيولوجيا بيار لافينا، أن "الياقوت الأزرق موجود حيثما هناك أنهار وجداول تنبع من البراكين"، مضيفاً: "لقد نقلت من منابعها العميقة بواسطة حمم بركانية تطفو على السطح خلال حالات ثوران بركاني متفجرة".

ويقول المسؤول في دار حجر الفلاسفة في ايسوار جيرار استييه، إن "المنطقة مقبرة للمعادن. هي معروفة منذ القرون الوسطى بأحجار الياقوت الأزرق والعقيق التي تزخر بها كنوز ملوك فرنسا". ويعتبر نيكولا ليجيه أن "هذا الأمر أشبه بالعالم الجديد بالنسبة للمولعين بالمعادن". وقد عقد هذا الرجل شركة مع طلاب يسبرون أغوار الزمن للبحث عن المصدر الأساسي لأحجار الياقوت هذه وظروف تشكلها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم