هل أخطأ عون بعدم وضع شروط لانتخابه كي يجعل عهده مختلفاً عن عهود سابقة؟

هل يمكن القول إن الرئيس ميشال عون أخطأ فجعل عهده يتعثّر عند انطلاقه، إذ كان عليه أن يطلب من "حزب الله" الذي ظلّ مصرّاً على أن يكون هو من دون سواه رئيساً للجمهورية، وضع سلاحه في تصرّف العهد كي تقوم الدولة القوية القادرة العادلة التي لم تقم في عهود سابقة، لكان أحدث ذلك صدمة إيجابيّة عند الناس جعلتهم يأملون خيراً من عهد الرئيس القوي، ولكان وضع "حزب الله" أمام حقيقة تحالفه معه وصدق نياته في اقامة هذه الدولة. فإذا لم يستجب الحزب طلبه، هدَّد بسحب ترشيحه للانتخابات الرئاسيّة ووضع الحزب بين خيارين: إمّا انتخابه رئيساً يبدأ معه قيام الدولة، وإمّا انتخاب سواه، فيكون عندئذ فعل ما فعله العميد ريمون إده عندما اشترط لانتخابه رئيساً للجمهورية انسحاب القوات السورية والاسرائيلية والفلسطينية من لبنان، وإلّا فإنه لن يكون رئيساً ناجحاً يحقّق تطلّعات الشعب فتسقط هالته والآمال المعلّقة عليه، وكما فعل الرئيس فؤاد شهاب أيضاً عندما رفض التجديد لرئاسته معلِّلاً ذلك بالقول إن...