فيديرر "الساحر" ملكاً على عرش ويمبلدون... "لا يصدق إنجازه التاريخي"

ثبت السويسري #روجيه_فيديرر موقعه كأفضل لاعب في تاريخ بطولة #ويمبلدون الانكليزية للتنس، بإحرازه لقبه الثامن على حساب الكرواتي #مارين_سيليتش، والانفراد "الساحر" بالرقم القياسي لعدد ألقاب البطولة.

وفاز فيديرر، الذي يتم السادسة والثلاثين من عمره في الثامن من آب المقبل، على منافسه الكرواتي (28 عاما) بثلاث مجموعات نظيفة 6-3، 6-1، و6-4، ليصبح أكبر لاعب يرفع كأس البطولة المقامة على ملاعب عشبية منذ الاوسترالي آرثر آش، الذي كان في الثانية والثلاثين من العمر عندما أحرز اللقب عام 1976.

وكان السويسري يتشارك الرقم القياسي في عصر الاحتراف مع الاميركي المعتزل بيت سامبراس.

وعزز فيديرر، الذي كان يخوض النهائي الـ11 له في ويمبلدون والتاسع والعشرين في البطولات الكبرى، رقمه القياسي في عدد ألقاب بطولات "الغران شيليم" بإحرازه اللقب 19 على حساب منافسه الكرواتي، الذي كان يخوض ثاني نهائي له في البطولات الكبرى، بعد نهائي بطولة فلاشينغ ميدوز الاميركية، التي أحرز لقبها عام 2014.

كما أصبح فيديرر أول لاعب منذ السويدي بيورن بورغ عام 1976، يحرز لقب البطولة المقامة على ملاعب نادي عموم انكلترا من دون ان يخسر مجموعة واحدة.

وطبعت المباراة دموع اللاعبين: فيديرر المصنف ثالثا بعد حسمه اللقب، وسيليتش السابع، في الأجزاء الأولى من المجموعة الثانية، بعيد استدعائه المعالج الفيزيائي اثر تأخره بنتيجة 0-3، وتلقيه في وقت لاحق علاجا سريعا للقدم.

وقال فيديرر: "رفع الكأس الآن، بعد عدم خسارة أي مجموعة في البطولة، هو أمر ساحر فعلا. أنا غير قادر على تصديق ذلك بعد".

وقال فيديرر عن منافسه بعيد رفعه الكأس "هو بطل"، علما ان اللاعبين التقيا في ربع نهائي البطولة الانكليزية 2016، وفاز فيديرر بصعوبة في مباراة من خمس مجموعات، تقدم فيها سيليتش بمجموعتين لصفر، وأتيحت له فرص لحسم اللقاء في الرابعة.

وفي نصف نهائي العام الماضي، خسر فيديرر أمام الكندي ميلوش راونيتش، في آخر مباراة له في الموسم، واضطر من بعدها للابتعاد عن الملاعب بسبب إصابة في الركبة، قبل ان يعود مطلع سنة 2017 ويقدم مستوى أعاد التذكير بأدائه في أعوام هيمنته.

وقال فيديرر: "لا أصدق انني قادر على بلوغ مستويات كهذه. لم أكن واثقا في قدرتي على العودة الى النهائي هنا بعد العام الماضي".

أضاف: "واجهت منافسة صعبة في بعض المباريات النهائية، وخسرت اثنتين أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش"، متابعاً: "الا انني آمنت دائما. واصلت الايمان والحلم بقدرتي على العودة".

وتابع: "ها أنا هنا مع اللقب الثامن. هذا رائع".

أما سيليتش، فأكد بعد المباراة ان الانسحاب لم يكن واردا بالنسبة اليه.

وقال: "لا أستسلم في مباراة. قدمت أفضل ما لدي، هذا كل ما أستطيع القيام به"، مضيفا: "حظيت برحلة هائلة هنا".

وبدأت المباراة بندية، واعتمد فيها سيليتش على قوة إرساله ومحاولة إنهاك فيديرر بالكرات السريعة على جانبي الملعب.

الا ان نقطة التحول في المجموعة الأولى كانت في الشوط الرابع، اذ أتيحت لسيليتش فرصة كسر إرسال فيديرر وهو متقدم بنتيجة 2-1، الا انه لم يحسن استغلالها.

ورد السويسري بكسر إرسال الكرواتي في الشوط التالي وتقدم 3-2 وبعدها 4-2 على إرساله.

وحسم السويسري المجموعة في 36 دقيقة، بعدما تمكن في الشوط العاشر من كسر إرسال سيليتش بعد خطأ مزدوج في النقطة الأخيرة.

أما في المجموعة الثانية، فلم يواجه فيها فيديرر منافسة تذكر، اذ تقدم منذ البداية 3-0 بعدما كسر إرسال سيليتش في الشوط الثاني، وعاود الكرة في الشوط السادس، لينهيها على إرساله في السابع.

وتخلل المجموعة تدخل الطبيب بعد الشوط الثالث، وبدا سيليتش جالسا الى كرسيه ومجهشا بالبكاء.

وفي مرحلة لاحقة، تدخل المعالج مجددا، وقام بربط القدم اليسرى للاعب.

وأوضح سيليتش بعد المباراة ان الاصابة كانت عبارة عن "تقرح تعرضت له في نصف النهائي أمام الاميركي سام كويري"، مضيفا: "ساعدني المعالجون خلال الساعات الثلاثين الماضية. كانوا دائما الى جانبي وقاموا بما يقدرون عليه. الا انني كنت أشعر بالألم".

وأشار سيليتش الى ان دموعه لم تكن ناتجة عن الألم الجسدي من الاصابة، بل جراء خيبة أمله لعدم قدرته على تقديم أفضل أداء له في مباراة على هذا القدر من الأهمية.

وأثبت فيديرر قدرته على التعامل مع الارسالات القوية لسيليتش، اذ ان الأخير لم يحقق مع نهاية المجموعة الثانية، سوى إرسالين ساحقين، علما انه حقق خلال البطولة قبل النهائية ما مجموعه 130 إرسالا.

أما في المجموعة الثالثة، فبقيت الندية على حالها وحافظ كل لاعب على إرساله حتى الشوط السابع، حينما تمكن فيديرر من كسر إرسال سيليتش والحفاظ على تقدمه حتى النهاية، علما انه حسم المباراة ولقب البطولة بإرسال ساحق أنهى به الشوط العاشر.