اشترِك في نشرتنا الإخبارية
هكذا لفظ فريد أنفاسه الأخيرة...سقط فجأة من علوّ شاهق!
13-07-2017 | 17:19
المصدر: "النهار"
آهٍ وألف آه من قساوة القدر عندما يلفُّ "بذراعيه" ليختار ويأخذ، وآهٍ وألف آه من قدر يقسو فيُعذّب ويُنغّص. فدائماً للقدرِ مفاجآت، وهذا ما حصل بالأمس مع عائلة نبيل حسن ابن الجبل، ابن بلدة البنيه في الشحار الغربي من قضاء عاليه، الذي شاء القدر فجأة أن يخطف ابنه فريد ذا الـ 17 ربيعاً من دون أي سابق إنذار. ولأن القدر لا يُنذر في كثيرٍ من الأحيان بل يضرب بقسوة في كل الأحيان، فهذا ما حصل لفريد وليد العمر القصير.
شاء فريد أن يختار درب العمل باكراً في سبيل لقمة العيش بدل العلم، بالرغم من إرشادات وتوجيهات والديه عبثاً، وحتى إنه لم يرغب في امتهان مهنة والده نبيل في دهان الموبيليا وتوابعها على أنواعها، فاختار العمل الحرّ كعامل مع رفاقٍ له. طبعاً العمل صعب لشابٍ يافع طريّ العود، فكيف إذا كان هذا العمل في تركيب القرميد الذي يعلو سطوح المباني شاهقة كانت أم منخفضة، وكيف أيضاً إذا كان القدر يتربّص به شرّاً.
صبيحة نهار أمس توجّه فريد مع رفيقيه نضال يحي وكارم شمس الدين، وهما من أبناء بلدته في سيارة أحدهما الخاصة إلى عملهم في ورشة بناء القرميد. وكانت هذه الورشة قد شارفت على نهايتها في بلدة عين وزين الشوفية؛ بناء من ست طبقات وما على العمال ومن بينهم فريد إلا العمل على إتمام اللمسات الأخيرة على هذا المبنى. ولأن القرميد سيلبّس الـ"روف" كان على فريد أن يعمل على نقل حزمة من حجارة القرميد عبر سقالة إلى سطح المبنى المسدس الطبقات.
هنا جاء دور القدر، فلدى وصول فريد مع حزمته القرميدية إلى علوّ معيّن، لا يتصورنّ أحد ماذا حصل! هوى فجأة من هذا العلوّ الشاهق، من ستّ طبقات، ليلاقي مصيره. لقي فريد حتفه ونقلت جثته إلى مستشفى عين وزين، قبل أن يعود إلى مسقط رأسه الذي كان قد تركه قبل ساعات دون أن يودع أهله وأبناء بلدته.
رحل فريد تاركاً الحسرة لأهله ولمعارفه، وهو القاصر الذي اختار العمل القاهر، فقهره الدهر رغماً، ولوّع أهله غدراً فلم يُبقِ لهم إلا أخاً أكبر وشقيقة متزوجة. إلا أنه فتح ملف العشوائية والاستهتار في السماح لذوي أعمارٍ معينة خوض غِمار أعمال كهذه.
