السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

نانسي عجرم وملحم زين: مسألة خيار

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
نانسي عجرم وملحم زين: مسألة خيار
نانسي عجرم وملحم زين: مسألة خيار
A+ A-

تحمّل #ملحم_زين حرارة الطقس ورطوبة ليل واجهة ضبية البحرية. لم يتذمّر ولم يشكُ هَمّ البزّة وورطة ارتدائها. خانته الأضواء، ففاته توجيه التحية للسيدة ميراي #عون، ومن خلالها "للأب"، "بي الكلّ". أطلق الحنجرة لموّال يمجّد لبنان، ثم بدأ: "عملتي أزمة كبيرة، جهّلتي كلّ الجيرة، يا صغيرة يا صغيرة". ببسمة وخجل، افتتح الليلة الأخيرة من مهرجانات ضبية الدولية. "شو جابك عَحيّنا يا صغيرة؟ وعملتي أزمة كبيرة".  

ليلة ضبية الأخيرة لملحم زين و #نانسي_عجرم. كلاهما أدّى جيداً واجتاز بأمان امتحان المسرح. المسألة في جمهور المهرجان وما يريده من السهر. ماذا تفعل "لون عيونك غرامي" حين تغنيها عجرم، وكيف يحلّ الهمود لحظة غناء "حاسة بيك". إنّها مسألة خيار. أيّ الأغنيات للألبوم والسيارة في مآسي الزحمة، وأيّها للمهرجان وناسه وعشّاق الصخب؟ ملحم غنّى جديده: "ما في جرح بتخلص الدنيي من بعدو، تعب قلبي والمشاعر ملّو يقسو"، ونوّع بالقديم المُنتَظر: "علوّاه نرجع متل ما كنا، علوّاه زورك وتجي لعنّا". وحين طُلبت منه "العدل يا حبيبتي"، اعتذر ممازحاً: "بدّا شغل. غير مرّة انشالله".

مزيجٌ من التحدّي والخجل، هو زين على المسرح. تحمّر وجنتاه، لا من حرارة الطقس، بل من حرارة المواجهة. رصينٌ ثابت، حنجرته رهانه، ثقله الغناء وتناغم النوتة مع الأضواء والأجواء.

"على دلعونا على دلعونا، مش رح ننساكم يلي نسيتونا".يُطرب الجمهور، لكنّه لا يتفاعل كما يُتوقَّع التفاعل. هو في العموم ينتظر "الهِتّات". في إمكان "العين موليتين و12 مولية (...) وتقول ما جابت/ جابت 16 ولد والشمس ما غابت"، أن ترفع جمهوراً عن كراسيه وتجعله يصفّق فرحاً، لكنّ موّال "يا ابني"، بأهميته، لا يحظى بقوّة الأثر في ميزان جمهور ينتظر "الهيصة". ملحم نوَّع، وبهذا التقط الجمهور أكثر مما التقطته عجرم رغم أنّها بطبيعة الحال نوَّعت. جمهورها يحبّها ويصفّق لها أمام أيّ خيار، لكنّ أغنياتٍ أدّتها لا تحاكي طوال الوقت أمزجة الساهر ومناخ المهرجانات. يمكن الاستغناء عنها للمكان المغلق و"سي دي" السيارة، فالمهرجان خيارات دقيقة وبُعد نظر. "لو صحيح بتحبني أوعا تاني تقول ظروف،" مُحبِطة، تصفيق نانسي على إيقاعها لا ينفع، أمكن غناؤها في ظرف آخر.


الفنان شخصية ومزاج في انتقاء الأنسب، والمقارنة ظالمة في نهاية المطاف. المهرجان للتسالي ونفض القليل من أوجاع الأيام، فتفعل "آه ونص، وبص بص بص" ما لا تفعله أغنيات أعمق وكلمات ذات بُعد. الخلاصة أنّ ليل ملحم زين ونانسي عجرم لم يقتل الضجر رغم الغناء المُتقن. إنّها مسألة خيار، وخيارات السهرة بمعظمها لم تكن صائبة.

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم