الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"داعش" المهزوم في سوريا والعراق يرفع سقف التحدي في سيناء...ما علاقة قطر؟

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسر خليل
"داعش" المهزوم في سوريا والعراق يرفع سقف التحدي في سيناء...ما علاقة قطر؟
"داعش" المهزوم في سوريا والعراق يرفع سقف التحدي في سيناء...ما علاقة قطر؟
A+ A-

واستهدف "داعش" السبت مدرعة للشرطة بعبوة ناسفة، أودت بجنديين وأصابت ثلاثة آخرين بجروح. وشن التنظيم الجمعة هجوماً يعد الأكبر من نوعه منذ نحو عامين، قتل فيه 26 من القوات المسلحة، إضافة إلى 40 من المسلحين. ودمرت 6 عربات رباعية الدفع، في هجوم بسيارة مفخخة على نقطة عسكرية في منطقة البرث جنوب رفح. 



وتأتي هذه الهجمات بالتزامن مع اعلان العراق استعادة مدينة الموصل، والسيطرة على مسجد النوري الذي تحدث منه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في 2014، معلنا قيام دولته المزعومة. وخسر التنظيم في حزيران الماضي قرابة 60% من الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، وانخفضت مصادر تمويله بنحو 80%، بحسب وسائل إعلام.

ويقول أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية ل"النهار": "من الطبيعي أن تكون هناك امتدادات للزلزال الذي ضرب التنظيم في سوريا والعراق، حيث انطلقت دولته المزعومة، وكان من المتوقع أيضا أن ينقل المعركة لمساحات واسعة، ليكسر حصاره، وليعلن عن وجوده من خلال الدول التي لديه فيها تنظيمات محلية".

"داعش "فشل في مصر

ويرى مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي ل"النهار" أن "داعش" فشل منذ بدايته في مصر، وولد ميتاً، لأن فكرة التنظيم تقوم على التمركز في مكان ثم التمدد من خلاله إلى باقي المدن والمحافظات، وهو ما لم يحدث من الأساس، حيث لم يستطع التنظيم أن يتمركز في سيناء، ولم يتخذ منها قاعدة للتمدد. كانت عمليات متفرقة، لم ترتق إلى عمليات مدينتي الرقة والموصل في سوريا والعراق.

ويقول إن عمليات الأيام الأخيرة في سيناء هي محاولة لتشتيت الجهود الأمنية في مصر، ويبعث التنظيم بها رسائل لأكثر من جهة، بما فيها إلى التنظيم الأم في العراق وسوريا، بأن تنظيم "ولاية سيناء" ما زال حيا، وليخاطب كذلك العناصر التي يتم تجنيدها في مصر، كي تنضم إلي أقرانها. كما أن الهجمات توجه رسالة مضللة إلى الشعب المصري، مفادها أن الجيش ليس قادرا على حماية نفسه.

ونفذ التنظيم أكثر من 1000 هجوم مسلح وتفجير على أنحاء متفرقة من مصر، خلال السنوات الثلاث الماضية، كان معظمها في شمال سيناء، ضد قوات الجيش والشرطة. لكن العمليات تقلصت بنسبة كبيرة للغاية في الأشهر السبع الأخيرة، قدرها بعض المراقبين بـ10 عمليات فقط خلال هذه الفترة.

وكانت قوات الجيش والشرطة المصرية شنت سلسلة من العمليات الناجحة ضد عناصر "داعش" خلال الأشهر الماضية، وأحبطت العديد من مخططاته. وفي آذار الماضي، شنت هجوماً واسعاً على جبل الحلال، بشمال سيناء، وهو منطقة جبلية وعرة، تعد المعقل الرئيسي لعناصر التنظيم. وتمثل هذه العملية نقطة فارقة حجمت بشكل كبير حركة التنظيم في شبه جزيرة سيناء.

تحالف قبائل

وغير أيضا في قواعد اللعبة، تحالف قبائل سيناء -وفي مقدمتهم قبيلة "الترابين"- مع الدولة المصرية، لمواجهة عناصر التنظيم في شبه الجزيرة وشل حركتهم. كما ساهم الاتفاق الذي عقد مؤخرا بين السلطات المصرية، وحركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة -بشأن السيطرة على الحدود من داخل القطاع، وإغلاق الأنفاق بين غزة ومصر، مقابل التفاهم حول فتح معبر رفح، في فرض المزيد من الحصار على التنظيم.

ويقول الشيخ نبيل نعيم الخبير في شؤون الجماعات الجهادية، ما حدث في سيناء خلال الأيام الماضية، أمر متوقع لان معظم المقاتلين من سوريا والعراق ينقلون إلى ليبيا (بصورة أساسية)، وكذلك إلى تركيا وإسرائيل، ثم ينشأ لهم ممر آمن من إسرائيل إلي قطاع غزة.

ودمرت أجهزة الأمن المصرية أكثر من 300 عربة رباعية الدفع حاولت التسلل من حدودها الغربية مع ليبيا، بين شباط ونيسان الماضيين. كما نسقت مع حماس لمنع تسلل "داعش" من حدودها الشرقية.

قطر

وبينما يرى الكثير من الخبراء والمتخصصين أن عمليات الدولة "داعش" هي ردة فعل على أوضاعه المتأزمة في معاقله الرئيسية، فإن قطاعاً آخر منهم يرجح احتمال أن تكون قطر هي المحرك الرئيسي لهذه العمليات، التي يصفها الخبراء بأنها احترافية، وممولة بسخاء.

وتتبنى وسائل إعلام مصرية، وكذلك، خبراء أمنيون واستراتيجيون هذا الرأي. ويقولون إن الهدف هو الضغط على الدول الأربع التي تقاطع الدوحة، وتطالبها بين أمور عدة بقطع علاقتها مع كافة تنظيمات الإسلام السياسي، ومنها "الإخوان" وجبهة النصرة. وهذه الدول هي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر.

ويتفق قطاع من الخبراء في شؤون التنظيمات الجهادية على أنه رغم التقدم الذي أحرزته القاهرة في التقليص من حركة "داعش"، إلا أن أوراق اللعبة جميعا في يد أمريكا، التي تريد للتنظيم أن يبقى ويستمر، على حد قولهم، معتبرين أن هذا ما يساند موقف قطر، ويجعلها تتصرف بثقة.

ويقول مدير مركز دراسات الإسلام السياسي إن شهادة وفاة تنظيم "داعش" بيد الولايات المتحدة الأمريكية، لا أتخيل أن التحالف الدولي، وفي القلب منه واشنطن، لا يستطيع القضاء على التنظيم، وأجزم بأن الإدارة الأميركية لم تبذل عشر ما بذلته في المواجهات مع "القاعدة"، هذا يدل على أن الولايات المتحدة مستفيدة من بقاء التنظيم، وبقاء التنظيم مرتبط بتحقيق أهدافها.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم