الحراك المدني يدعو إلى تظاهرة بيئية... من يلبّي النداء؟

يحاول المجتمع المدني استنهاض الشارع بين حين وآخر. محاولات أقل ما يقال عنها بأنها محاولات انعاش لمريض يعتقد الأطباء أنه مات سريرياً.

بين فترة وأخرى، يدعو بعض الفرق إلى مركز التظاهر الدائم في رياض الصلح، وفي كل مرة تتقلص الأعداد عن السابق ونسمع بأسماء حملات جديدة من دون أن تتغيّر شخصيات الحراك التقليدية.

وبعد التحركات من أجل قانون النسبية، وضع الناشطون هذا الملف على الرف بعد اقرار قانون الدوائر ال 15 وعادوا مجددا نحو الملف البيئي.

 وعلى هذا المنوال، دعت حملة "بدنا نحاسب" إلى تظاهرة بيئية في العشرين من الجاري في ساحة رياض الصلح عند السادسة من بعد الظهر، وبررت الحملة دعوتها بسبب تلوث الشاطىء اللبناني نتيجة المطامر غير الصحية وسوء معالجة أزمة النفايات والملوثات الصناعية التي تُقذف سنوياً في البحر.

وتحمّل الحملة الدولة مسؤولية غياب أي إطار تنظيمي بيئي واقتصادي ثابت وعلمي وعادل لقطاع المقالع والكسارات والمرامل في خلال 25 سنة في حكومات ما بعد اتفاق الطائف.

ويشير الناشط في حملة بدنا نحاسب جورج عازار ل"النهار" الى أن اختيار التاريخ هو "بسبب تصاعد أزمة تلوث البحر والتربة والهواء في لبنان، والتظاهرة يجري التنسيق لأجل انجاحها مع المنظمات البيئية وبقية مجموعات الحراك المدني، ويمثل التحرك ضربة استباقية قبل الانهيار التام".

وعلى الرغم من ان الحراك يطرح في كل فترة ملفاً يرى البعض ان من شأنه تشتيت بوصلة التحركات، يعتبر عازار ان "الامر ضروري ليعتاد المواطن أن يرفع صوته ضد كل أنواع الفساد"، وحسب رأيه، فان "العدد الذي يعكس حجم التأييد ليس مهما بقدر المطالب المطروحة".

ويبقى الأهم ألا تكون التظاهرات والتحركات في الشارع هي عبارة عن مسامير أخيرة في نعش المعارضة الشعبية للحكم، وأن يكون الحراك المدني أدرك فعلاً كيفية التعاطي مع شارع يؤيد مطالب الحراك بالمجمل ولكن لا يقاتل لأجل تحقيقها.