الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الخليل والحرم الإبرهيمي على لائحة التراث العالمي... حنان عشراوي ورلى معايعة تتحدّثان لـ"النهار" عن الانتصار

المصدر: "النهار"
علي عواضة
علي عواضة
الخليل والحرم الإبرهيمي على لائحة التراث العالمي... حنان عشراوي ورلى معايعة تتحدّثان لـ"النهار" عن الانتصار
الخليل والحرم الإبرهيمي على لائحة التراث العالمي... حنان عشراوي ورلى معايعة تتحدّثان لـ"النهار" عن الانتصار
A+ A-

انتصار ثقافي حققته اليوم الديبلوماسية الفلسطينية، باستصدار قرار من منظمة #الأونيسكو بإدراج مدينة الخليل والحرم الإبرهيمي على لائحتها للتراث العالمي، باعتبار البلدة القديمة في الخليل "منطقة محمية" بصفتها موقعاً "يمتاز بقيمة عالمية استثنائية"، ما أثار موجة من الغضب الإسرائيلي واعتبار المنظمة منحازة للجانب الفلسطيني.


مدينة #الخليل تعدّ واحدة من أقدم المدن في العالم التي ما زالت مأهولة، حيث يمتد تاريخها إلى أكثر من 6 آلاف عام، ويتوسطها المسجد الإبرهيمي الذي يحوي مقامات الأنبياء إبرهيم، وإسحق، ويعقوب، وأزواجهم، ما أكسبها مكانة تراثية ودينية للديانات السماوية الثلاث. 


ورغم الضغوط الإسرائيلية المتواصلة لمنع إصدار القرار، صوتت لجنة التراث العالمية التابعة للأونيسكو بأغلبية 12 صوتاً، ومعارضة 3 وامتناع 6 عن التصويت، وهو ما عدّته وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رلى معايعة، انتصاراً عربياً وفلسطينياً على الاحتلال الإسرائيلي. 

معايعة وفي اتصال مع "النهار" أشارت إلى أن البلدة القديمة في الخليل أصبحت رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي، بعد معركة ديبلوماسية في المحافل الدولية، وبدعم من بعض الدول العربية أبرزها لبنان، الكويت وتونس. وشددت معايعة على أن استصدار القرار بعد سلسلة التعديات الإسرائيلية على البلدة والحواجز الأمنية ومنع المصلين من دخول الحرم الإبرهيمي، يعدّ خطوة مهمة في حماية ما بقي من إرث فلسطيني وهو قرار دولي يؤكد أن الأرض فلسطينية، وكل محاولات الاحتلال الإسرائيلي بتهويد المدينة باءت بالفشل.

وعن أهمية القرار، أكدت معايعة أن البلدة القديمة أصبحت تحت حماية المنظمة الدولية وأي اعتداء إسرائيلي سيشكل خرقاً للقرار الدولي، مؤكدةً أن وزارة السياحة والآثار ستعمل على الترويج للقرار لجذب السيّاح وتعريفهم بعراقة البلدة، وتأكيد أن البلدة فلسطينية رغم المحاولات الإسرائيلية المستمرة لطمس التاريخ، ودحض الادعاءات الإسرائيلية التي طالبت بضمّ الحرم الإبرهيمي للموروث اليهودي، وهو ما يفسر حالة الغضب الإسرائيلية من القرار، والضغوط المستمرة لمنع تمريره منذ تقديمه في شهر شباط الماضي، حيث كانت آخر المحاولات لإفشاله طلب #إسرائيل التصويت السرّي على عكس ما هو معتمد بالتصويت العلني.

أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، فرأت في حديثها لـ"النهار" أن أهمية القرار جاءت بعد المحاولات المستمرة منذ سنوات طويلة بتهجير الفلسطينيين من المدينة، خاصة بعد مجزرة #الحرم_الإبرهيمي، وتحويل المدينة إلى ثكنات عسكرية وتنكيل بالأهالي وسرقة للتاريخ أمام أعين العالم. ورأت العشراوي في القرار إنقاذاً للإرث الإنساني والأماكن المقدسة من التهويد، وهو يعرّف العالم بحقيقة المكان، ويأتي بعد سلسلة قرارات سابقة تحمي فلسطين من الاعتداءات المستمرة حيث يمكن عدّ القرارات المتتالية "موزاييك" تحاول إظهار فلسطين لوحة متكاملة جميلة. وأشارت العشراوي إلى أن الخطوة التالية هي ملاحقة "إسرائيل" قضائياً من أي اعتداء يطال المدينة، رغم "معرفتنا المسبقة بأن دولة الاحتلال لا تعترف بأي قرارات دولية لا تتناسب مع مصالحها الخاصة".

ورداً على قرار الأونيسكو قررت إسرائيل حسم مليون دولار من مدفوعاتها للأمم المتحدة، وتحويلها لبناء ما سمته متحفاً للتراث اليهودي في مدينة #الخليل. ووصف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قرار الأونيسكو بالوهمي، وقال إن إسرائيل سوف تواصل الحفاظ على مغارة المخبيلا، وهي التسمية اليهودية للحرم الإبرهيمي. مضيفاً أن هذه المرة قرروا أن مغارة المخبيلا في الخليل هي تراث فلسطيني، لا يهودي.. وأن الموقع في خطر.. ولكن فقط حيث توجد إسرائيل، كما في الخليل، يتم ضمان حرية العبادة للجميع، على حد قوله.

وتُقسم مدينة الخليل حالياً إلى البلدة القديمة والحديثة، ويُقدر عدد سكان المحافظة بأكثر من 684 ألف نسمة بحسب إحصاءات 2014، وتقع البلدة القديمة بمحاذاة المسجد الإبرهيمي. وهي عبارة عن أزقة وبيوت ودكاكين قديمة، وتضم العديد من الأسواق، بينما يحيط بالمدينة الكثير من المستوطنات الإسرائيلية.

ورغم المحاولات الإسرائيلية المستمرة لتهجير الأهالي من البلدة حافظت على طابعها الفلسطيني، رغم مجزرة الحرم الإبرهيمي التي نفذها المستوطن باروخ غولدشتاين صباح يوم الـ 25 من شباط عام 1994، حيث عدّت المجزرة بداية التهجير والتنكيل بالبلدة فسقط العشرات بين قتيل وجريح. لتتحول المجزرة إلى الضوء الأخضر للتوسع الإسرائيلي ولتتحول الأحياء القديمة وشوارعها إلى بؤر استيطانية تعجّ بالمستوطنين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم