تناول هذا النوع من الكربوهيدرات لن يزيد وزنك

لطالما ارتبطت الكربوهيدرات أو النشويات بزيادة الوزن أو إعاقة عملية خسارة الوزن! ولكن هذا غير صحيح! إذ إنها جزء أساسي من النظام الغذائي وتزودك بالطاقة. 

يعمل خبراء التغذية في أميركا على تجنبه في الأنظمة الغذائية، ولكن من بين المصادر الكثيرة للكربوهيدرات يبقى البعض منها مفيداً. في حين تشير دراسة جديدة أجريت على نوع معين من الكربوهيدرات يسمى "النشاء المقاوم" إلى أنه يمكن أن يكون وسيلة رئيسية وفعالة للسيطرة على الوزن.

عندما نأكل الكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض والكعك، فإن جسمنا يمتصها بسرعة هائلة ومن ثم يأخذها هرمون الأنسولين إلى الخلايا الموجودة في جسمنا. والإفراط في تناولها يدفع الجسم إلى تخزين معظم تلك السعرات الحرارية بدلاً من حرقها، وهذا هو السبب وراء كسب الوزن عند تناول وجبات غذائية عالية الكربوهيدرات.

ولكن هذا ليس هو الحال مع "النشاء المقاوم"، وقد سمي بهذا الاسم لأنه يقاوم الهضم. هذه الأنواع من الكربوهيدرات تتجاوز الأمعاء الدقيقة (حيث يتم هضم معظم الطعام) وتتوجه إلى الأمعاء الغليظة (المعروف أيضاً باسم القولون) ليتم الاستقلاب فتتخمر بعدها وتتحول إلى سلسلة قصيرة من الدهون الحمضية، والتي يحرقها الجسم على شكل طاقة. كما أن "النشاء المقاوم" - مثل غذاء البريبايوتكس – يفيد البكتيريا الموجودة في القولون.

إن هذه الفوائد أي الحصول على عملية هضم أبطأ، وتحويلها إلى دهون حمضية واستدامة مستعمرات بكتيريا الأمعاء، ميزت "النشاء المقاوم" عن باقي الكربوهيدرات. كما أظهرت دراسة أُجريت عام 2015 أن النشاء المقاوم يعتبر طعاماً صحياً للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النمط 2؛ لأن أكله يحد من الالتهاب الذي يسبق في كثير من الأحيان داء السكري من النوع 2.

 وقي هذا السياق يقول الأستاذ في قسم الصحة وممارسة التمارين في كلية سكيدمور، بول أركيرو، "لقد تمكن بعض السكان والثقافات من الاستفادة من "النشاء المقاوم" لفترة طويلة"، وأضاف: " إن في اعتقادي، هذا ما يحميهم من نظام غذائي سيئ".

لحسن الحظ، أننا نجد "النشاء المقاوم" في مجموعة من الأطعمة اللذيذة مثل البقوليات والفاصولياء والحبوب الكاملة وبعض البذور، وكذلك البطاطا غير المطبوخة والموز غير الناضج. كما أن المنتجات المصنوعة من هذه الأطعمة، بما في ذلك دقيق الفول، ونشاء البطاطس، ونشاء التابيوكا، ودقيق الأرز البني، يوجد فيها هذا النوع من الكربوهيدرات.

والمثير للدهشة هو أن الكثير من بقايا الطعام تحتوي على "النشاء المقاوم". عند طهي طعام نشوي معين، مثل الأرز الأبيض، والمعكرونة أو البطاطا، ثم تبرد في الثلاجة، يتطور النشاء المقاوم في الطعام. يقول أرسيرو: "إن طبخ النشاء الكربوهيدرات يغير الروابط الكيميائية في الطعام، مضيفاً "إن هيكل تلك الروابط أثناء عملية التبريد هو ما يجعلها مقاومة ثم تهضم في الأمعاء الدقيقة". حتى إذا سخنتها مرة أخرى، فإنها تحتفظ بالنشاء المقاوم الجديد.

يساعد النشاء المقاوم في جميع أشكاله، الناس على السيطرة على وزنهم. ففي دراسة أجرتها مجلة التغذية والتي نشرت في تشرين الأول 2015، قام أرسيرو وفريقه بطهي سلسلة مؤلفة من أربع فطائر لـ 70 امرأة. وقد صنعت الفطائر الأربعة من النشاء العادي، النشاء مع بروتين مصل اللبن، النشاء المقاوم (النشاء القائم على التبيوكا المعدلة لتصبح مقاومة - مثل كثير من بقايا الطعام)، والنشاء المقاوم مع بروتين مصل اللبن.

وبعدها راقب أرسيرو وفريقه النساء بعد كل وجبة لمدة ثلاث ساعات واستخدموا جهازاً لمعرفة عدد السعرات الحرارية التي أحرقت ونوعها. والمفاجأة كانت أنه بعدما أكلت النساء الفطائر التي تحتوي على النشاء المقاوم مع البروتين، شهدت زيادة في حرق الدهون، مقارنة بجميع أنواع أخرى من الفطائر. وقال أرسيرو: "بعد تناول وجبة الطعام التي أساسها الكربوهيدرات، ستتضح لك حقيقة أن جسمك يمكن أن يحرق نسبة أكبر من الدهون كمصدر للطاقة له هي حقيقة غير صحيحة للغاية". ووجدوا أن إضافة البروتين إلى الخليط أيضاً جعل النساء يشعرن بالشبع،. ويقول أرسيرو: "إذا كنت تستطيع الجمع بين نشاء مقاوم مع بيض مسلوق أو بروتين مصل اللبن أو بروتين البازلاء أو الدجاج أو الزبادي اليوناني، فهذا مزيج فعال جداً".

ومن المبكر جداً معرفة ما إذا كان النشاء المقاوم يمكن أن يساعد الناس في فقدان الوزن. ولكن الأدلة الجديدة تشير إلى أنه قد يساعد في السيطرة على الوزن من طريق تغيير تكوين الجسم وزيادة الشبع. في حين يقول أرسيرو: "إن إمكان التدخل في نمط الحياة صحي لمكافحة السمنة بسبب الطعام عالي الكربوهيدرات، هو رائع على الرغم من أننا لا نعرف حتى الآن مدى أهمية ذلك"، خصوصاً عندما يكون الأمر بسيطاً ولذيذاً مثل إعادة تسخين المعكرونة.