الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عَ السكّين يا بطيخ!

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
عَ السكّين يا بطيخ!
عَ السكّين يا بطيخ!
A+ A-

هل صحيح أنهم يحقنون البطيخ بمواد "كيميائية" مجهولة ليصير مذاقه سكّرياً، بعدما فسد البطيخ وصار شبيهاً بكلّ فساد "وطني" قائم؟

السؤال ليس نكتة، وهو بالطبع ليس سؤالاً هازئاً.

إنه سؤال جدّي مئة في المئة، وهو برسم الجهات المعنية والوزراء المعنيين: النيابات العامة، القضاء المختص، وزير الزراعة، وزير الصحة...

المسألة لا تحتاج إلى اجتهاد كبير. هاكم التفاصيل البسيطة والمبسّطة التي تُروى في البيوت والعائلات: تُشَقّ البطيخة، وتُقسَم أجزاء صغيرة لتؤكل. كلّ جزء (شابورة، بالعربي الدارج) من هذه الأجزاء، بعضُه سكّري، وبعضُه الآخر بلا طعم، وأحياناً بعضُه ذو طعم مرّ. فكيف يكون ذلك ضمن "الشابورة" نفسها؟ يعني "صيف وشتي تحت سقف واحد".

مَن يمكنه أن يفسّر لي هذه "الظاهرة"؟ هل من خبير زراعي يستطيع أن يعطي تفسيراً مقنعاً لآكلي البطيخ؟ هل من طبيب؟ هل من "سياسي"؟

السؤال الذي يلي، ومن حقّي أن أطرحه: هل هناك "خطر" صحّي وطبّي على آكلي البطيخ، بسبب ما يُحتمَل أن يكون قد حُقِن به من مواد "غير طبيعية"، وأقصد القول: مواد مؤذية وسامّة؟

قد لا يحقّ لي أن أخلط الحابل بالنابل. لكنْ، أيّ فرق بين ما يجري للبطيخ، وما يجري لحياتنا الوطنية والسياسية والمجتمعية والاقتصادية، على أيدي أرباب هذه الطبقة التي تحقننا بالسمّ والأذى واليأس والمرارة والكفر والموت؟

هل يمكنني أن أثق بأحد من هؤلاء بعد الآن؟ وإذا كنتُ، أصلاً وفصلاً، لا أثق، فماذا ينبغي لي (ولكم بالطبع) أن أفعل لكي أوقف المجزرة اللبنانية التي تجعل اللبنانيين أشبه بالبطيخ، ولكي لا يصير المثل الشعبي، "عَ السكّين يا بطيخ"، مثلاً يُقصَد به المسلخ الوطني العام الذي يُجَرّ إليه الشعب يومياً ليُجَزّ من رقبته، صامتاً، خانعاً، قابلاً، من أجل أن يظلّ يكون – يا للعار والمهانة - كبش فداء لهؤلاء المسؤولين؟!

عَ السكّين يا بطيخ؟! لا. ليس هذا هو المقصود فحسب.

المقصود: عَ السكّين أيها الشعب!

[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم