الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"ملاك" يساعد ضحايا "الحمض الكاوي" في كولومبيا الجراحة التجميلية ليست للغرور بل للحياة

"ملاك" يساعد ضحايا "الحمض الكاوي" في كولومبيا الجراحة التجميلية ليست للغرور بل للحياة
"ملاك" يساعد ضحايا "الحمض الكاوي" في كولومبيا الجراحة التجميلية ليست للغرور بل للحياة
A+ A-

خلال مرورها أمام ورشة في كولومبيا، تعرضت انخيليس لهجوم بحمض النيترات على وجهها رماه عليها عمال بتدبير ربما من زوجها السابق ... وبعد عشر سنوات، بدأت هذه المرأة تستعيد البسمة بفضل طبيب جراح يجري عمليات مجانية. 

ومنذ ذلك اليوم المأسوي في شباط 2007، تعيش هذه المرأة البالغة حاليا 32 عاماً مع ندوب ثقيلة. فوفق السلطات، كولومبيا هي من البلدان الأكثر تضرراً في العالم جراء هذه الهجمات.

وقد خضعت انخيليس بوردا لتاسع عملية بهدف ترميم وجهها. وهي تقول "أعرف أني سأحصل على مظهر أفضل"، مبدية امتنانها لمن تلقبه نساء كثيرات بـ"الملاك" آلان غونزاليس.

ويكرس غونزاليس وهو طبيب جراح معروف في كولومبيا، منذ 2010 جزءاً من وقته وموارده لإجراء عمليات لمساعدة الضحايا اللواتي تعرضن لتشوهات بسبب اعتداءات بالحمض الكاوي.

ويقول هذا الطبيب لوكالة "فرانس برس": "لم أكن لاتخيل يوماً أن ما بدأت فعله مع وقت وموارد محدودة، قد تكون لها هذه التبعات".

هذا الجراح البالغ 46 عاماً والذي يجري عملياته في حي راق في شمال بوغوتا، يقر بأنه كان يجهل حجم هذه الهجمات في كولومبيا، اذ انها تطال سنويا نحو مئة ضحية وفق الأرقام الرسمية.

ويروي هذا الطبيب الذي لا يزال مصدوماً بسبب هذا النوع من العنف المدفوع عموماً بخيبات الامل العاطفية: "كنت أرى أن هذا الأمر يحصل في باكستان لكن ليس هنا"، معتبرا أن هذه الممارسات تنم عن "جهل" و"عدم تسامح". وأحصيت هذه الهجمات في كولومبيا اعتباراً من منتصف التسعينات من القرن الماضي. وقد بلغت ذروتها وفق غونزاليس بين 2014 و2015 قبل إقرار قانون عام 2016 يحدد تعريفا عن هذه الجريمة مع عقاب يصل إلى السجن ثلاثين عاماً، كما يضع ضوابط لبيع الحمض الكاوي.

ومنذ نهاية 2010، قدم الان غونزاليس استشارات طبية لـ24 ضحية وأجرى عمليات لـ15 منهن أي ما يقرب من 300 تدخل جراحي. ويبدي غونزاليس قناعة بأن "الجراحة التجميلية ليست جراحة للغرور بل للحياة"، وهو أجرى عمليات لجنود وشرطيين مصابين في النزاع المسلح الذي يمزق كولومبيا قبل الاهتمام بالنسوة اللواتي يعانين "اليأس" و"الأفكار الانتحارية".

ويقول: "التحدي يكمن في إعادة أحلامهن وآمالهن، خصوصا البسمة إلى وجوههن. نحن لا نرمم وجوهاً فقط بل نعيد بناء حياة أشخاص".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم