الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل شهابيّة جديدة ممكنة قبل أن يصبح حزب الرئيس إقطاعاً آخر؟

د.نواف كبارة
Bookmark
هل شهابيّة جديدة ممكنة قبل أن يصبح حزب الرئيس إقطاعاً آخر؟
هل شهابيّة جديدة ممكنة قبل أن يصبح حزب الرئيس إقطاعاً آخر؟
A+ A-
انتجت اتفاقية سايكس بيكو دولة لبنانية قائمة على مجتمع متعدد المذاهب غير المتصالحة فيما بينها. وليس بخافٍ على احد ان التاريخ النضالي للطائفة المارونية ما قبل الاتفاقية هو في مناهضة سلطة الدولة العثمانية المسلمة والسعي نحو التحرر منها ومن اجل ذلك تحالفت هذه الطائفة مع القوى الغربية وبصورة خاصة فرنسا للوصول الى هذا الهدف. من هنا توجهت الطائفة المارونية نحو اقتباس الثقافة الغربية لكي تؤكد هويتها المستقلة عن السلطنة العثمانية ومجتمع الشرق المسلم. ومن طرف أخر، كان المسلمون اللبنانيون يعتبرون انفسهم جزءاً من الامبراطورية العثمانية الممثلة للمسلمين في المنطقة والعالم وابناء هذا الشرق وثقافته. الا ان انطلاق مشروع القومية العربية في نهايات القرن التاسع عشر شكل نقطة تلاقٍ بين الاثنين حيث توحد المسلمون والمسيحيون تحت مظلة القومية العربية في بداية القرن العشرين ضد الهيمنة العثمانية التركية. جاء انشاء دولة لبنان الكبير تحت ظل الانتداب الفرنسي ليشكل انتصاراً كبيراً للمسيحيين وبصورة خاصة الموارنة منهم في لبنان حيث اصبحوا يومها اصحاب سلطة حقيقية على بلدٍ مستقل يشكلون فيه الاكثرية أنذاك. اما اللبنانيون المسلمون فقد اعتبروا ان انشاء دولة لبنان الكبير يشكل طعنة لمشروع الدولة العربية التي كان القوميون العرب يسعون اليها. من هنا كانت الاشكالية الاولى حول كيفية بناء مشاركة سياسية في الحكم بين اقلية في المنطقة ولكنها اكثرية في لبنان وتدعي الانتماء الى الثقافة الغربية المتفوقة على الثقافة العربية الشرقية وبين اقلية لبنانية ولكنها اكثرية في المنطقة تعودت ان تكون الحاكمة والسلطة في ظل ثقافة دينية اسلامية شرقية.             اللقاء الايجابي الرئيسي بين المسلمين والمسيحيين كان عندما التقت قيادات مختلف الطوائف واحزابها في لحظة تاريخية لتطالب باستقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي. الا ان مرحلة ما بين 1943 و1958 والتي حكم اللبنانيون فيها انفسهم بأنفسهم بينت ظاهرتين. الظاهرة الاولى هو الاختلاف الكبير لدرجة التصادم في الخيارات السياسية الكبرى المتعلقة بالسياسة الخارجية للبنان بين القيادات السياسية الممثلة للطوائف في تلك الفترة اي بين سعي القيادات المارونية لربط لبنان بالغرب وسياساته مقابل اصرار لدى القيادات الممثلة للطوائف الاسلامية على ضرورة التصاق سياسة لبنان الخارجية مع عمقه العربي والمشرقي وبصورة خاصة مع مصر في ظل حكم الرئيس جمال عبد الناصر. اما الظاهرة الثانية فكانت وضوح فشل القيادات السياسية من كافة الطوائف في انشاء دولة حديثة فعالة وقوية حيث كانت المحسوبية والفساد عنوان هذه الدولة. شكل اطلاق الرئيس فؤاد شهاب مشروعه لتحديث الدولة والمجتمع في لبنان نقطة تحول جوهرية في البنيتين السياسية والادارية للدولة اللبنانية. لقد قام المشروع الشهابي على مبدأ تحديث الدولة وتطوير خدماتها من اجل الانتقال من دولة الطوائف الى دولة المواطنة ولعل الفترة الممتدة بين الاعوام 1958 و1964 هي اكثر الاعوام التي شهدت تقارباً بين معظم قيادات الطوائف والتوافق بين اكثرية الشعب اللبناني. لقد عمل المشروع الشهابي على تحقيق ثلاثة اهداف رئيسية. الهدف الاول هو...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم