ما حصل في الفاتيكان في الأيّام الأخيرة... فرنسيس ومولر ولاداريا و"ظلّ ثقيل في الماضي"

واقعة غير مسبوقة في التاريخ الحديث للفاتيكان، بحيث درجت العادة على تجديد ولايات رؤساء المجامع مرتين على الاقل. ما وراءها، خلفيات، تراكمات: توجه بابوي جديد، كلام على خلافات وتجاذبات، كباش متواصل بين الاصلاحيين الليبراليين والمحافظين المتشددين في الكنيسة، ارشاد رسولي مثير للجدل، ملف التحرش الجنسي للكهنة ومآخذ على اداء مولر. ايا يكن تفسير القرار البابوي، فان فرنسيس يوجه من خلاله رسائل الى من يهمه الامر، مذكرا بمن هو الرجل الاول. والقضية تخبىء المزيد. في "ماضي لاداريا"، العميد الجديد لاهم مجمع في الكنيسة، "ظل" ثقيل. "خبر عاجل" الاعلان "كان مقررا الاثنين 3 تموز 2017"، وفقا للصحافي الفاتيكاني المعروف اندريا تورنييلي، اي بعد يوم من انتهاء ولاية الكاردينال مولر (69 عاما) رسميا. غير ان إعلام مولر مقربين منه بعدم تجديد ولايته "عجّل الامور" في شكل غير متوقع. الخبر نشرته اوّلا مدونة "rotate-caeli" التقليدية في 30 حزيران. "خبر عاجل- حصري: البابا يصرف الكاردينال مولر من مجمع العقيدة"، عنونت مقالة صغيرة. "لقد علمنا من مولر بالامر". (البابا فرنسيس والكاردينال مولر في الفاتيكان- أ ب) النبأ انتشر بسرعة في روما. على الاثر، اصدر الفاتيكان بيانا مقتضبا السبت 1 تموز، اعلن فيه ان "فرنسيس شكر لمولر خدمته"، مع انتهاء ولايته، وعيّن مكانه رئيس الاساقفة الاسباني اليسوعي لويس فرنشيسكو لاداريا فيرير (73 عاما)، وهو امين سر المجمع.  تدبير جديد يطبع بابوية فرنسيس. لمراقبين، يأتي قراره بعدم التجديد لمولر- مع العلم انه كان يقدر على التجديد له- ضمن خطته لاعادة تأهيل الكوريا الرومانية، وبعد تدابير سابقة لاستبدال محافظين متشددين في المحكمة الفاتيكانية العليا ومكتب الاكليروس.   رائحة خلافات في الاجواء، رائحة خلافات بين فرنسيس ومولر المحافظ، لا سيما حول الانفتاح الحذر للبابا، في ارشاده الرسولي "أموريس لاتيتسيا" ("فرح الحب") المثير للجدل الذي اصدره العام 2016، على السماح للكاثوليك المطلقين والمتزوجين مدنيا بالمناولة. بالنسبة الى مراقبين، يبقى هذا الخلاف الاكبر بين الرجلين. فمع ان مولر لم ينضم الى حملة الكرادلة الاربعة الذين وجهوا الى البابا كتاب "الشكوك" في حزيران 2017- وهو رسالة جديدة بعد رسائل سابقة عدة وجهوها اليه لتوضيح بعض المقاطع في الارشاد ولم يتلقوا عليها اي جواب- الا انه اعلن بوضوح انه يخالف فرنسيس في موضوع مناولة الكاثوليك المطلقين والمتزوجين مدنيا، مصرا على ان الامر ليس ممكنا، بناء على تعليم الكنيسة الكاثوليكية حول "ابدية سر الزواج". هذا الارشاد، رغم انه صدر عن البابا، "لا يغيّر شيئا في عقيدة الكنيسة التي تمنع هؤلاء الاشخاص من المناولة"، على قوله.  (البابا فرنسيس مرحبا باولاد من مستشفى "بامبينو جيسو بيدياترك" البابوي في قاعة بولس السادس في الفاتيكان- أ ب) كذلك، هناك ملف "الاعتداءات الجنسية" الذي كان في رعايته. ومع ان حجمه ازداد اكثر مع تقدم ضحايا كثيرين من مختلف ارجاء العالم لتسجيل شكواهم- هناك الفا حالة، على قول فرنسيس العام الماضي- فان...