الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل مر أحد "كبار القوم" قرب شاطئ الرملة البيضاء؟

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل
هل مر أحد "كبار القوم" قرب شاطئ الرملة البيضاء؟
هل مر أحد "كبار القوم" قرب شاطئ الرملة البيضاء؟
A+ A-

إذا كان أغنياء الحرب يرتادون المسابح الخاصة في لبنان، أو يمضون عطلتهم الصيفية في الريفييرا الفرنسية على متن يخوتهم الفخمة، فإن الفقراء في وطننا يقصدون مع أولادهم شاطئ الرملة البيضاء الملوث جداً ليرفهوا عن أنفسهم عناء العيش في وطن اسمه لبنان. 

يجمع العالم المتحضر، الذي يحترم حقوق الإنسان، مواطنيه فقراء كانوا أو أغنياء في مساحات عامة. أما لبنان فيعتمد مفهوماً طبقياً في تصنيف شواطئ خاصة للأغنياء وشواطئ أخرى مجانية للفقراء.


تلوث "مجاني"

ماذا يجري في شاطئ الرملة البيضاء؟ يجيب المدير التنفيذي لجمعية "نحن" محمد أيوب بأننا "شهدنا تحول بعض مياه بحر هذا الشاطئ الى مساحة خضراء. هذه البقعة تتفاعل أكثر مع موجة الحر الشديد والنسب المرتفعة لمياه الصرف الصحي في بحر بيروت". وتابع "التلوث العضوي للمياه، الذي يترافق مع انتشار ملحوظ للعوالق، يهدد السلامة العامة للعامة وللسباحين ويهدد الثروة السمكية في الشاطئ المذكور. والعوالق هي نبات بسيط في البحر يؤثر التلوث على نمو مقلق لهذه النبات، ويلحق الأذى بالإنسان والسمك، و "يخنق" الشعب المرجانية والنباتات البحرية".

ورأى أن مجلس الوزراء مجتمعاً يتحمل "عواقب ما يحصل على هذا الشاطئ. لقد كلفت الحكومة مجلس الإنماء والإعمار الذي لم يعمل فعلياً على تجهيز شبكات تكرير ومحطات خاصة لهذه الغاية"، مشيراً إلى أن "وزارتي الطاقة والبيئة لم تبادرا بأي حلول لواقع التلوث على الشاطئ، وبلدية بيروت ومحافظ العاصمة لم يدرجا أي خطة إنقاذية لبحر الرملة البيضاء".


وشدد على أن المسابح الشعبية "تنقل اليوم الجراثيم على أنواعها، وينتج التلوث أسماكاً مسرطنة، فيما الأغنياء مبعدون عن خطر الأمراض الناتجة من ارتياد هذا الشاطئ".


أمراض... وتسمم


ونبّه إلى "واقع المشكلات الديبلوماسية التي يمكن أن يواجهها لبنان نتيجة رمي النفايات وصب مياه الصرف الصحي الصناعية والمنزلية في البحر"، مذكراً الرأي العام أن "قبرص واليونان تطالبان لبنان تحديد النفايات التي "يصدّرها" الى البحر الأبيض المتوسط".

أما الاختصاصية في بيولوجيا البحار جينا ثلج، فلفتت الى أن "هذه البقعة الخضراء مكونة من طحالب مجهرية. لم تدم أكثر من يوم واحد، وفككتها حركة الموج والتيارات". وأشارت الى أن "المياه الملوثة قد تساهم في عودة هذه البقعة في أي وقت"، محذرة من تداعيات هذا التلوث على السلامة العامة "كل من يرتاد هذا الشاطئ قد يتعرض الى أمراض جلدية متنوعة أو يمكن أن تظهر عنده بعض الحالات وتداعيات على الجهاز العصبي أو الهضمي".

إذا كان وزير البيئة طارق الخطيب قد نظم هواية الصيد ليحافظ على الطيور في لبنان، فمتى يحين الوقت لتقوم الحكومة مجتمعة بواجب المحافظة على صحة المواطن. يبدو أننا سننتظر كثيراً لبت الأمر، مع الإشارة الى أن "صوت المواطن في الانتخابات المقبلة قد يكون الجواب الشافي للإهمال الذي يهدد حياتنا".

[email protected]

Twitter:@rosettefadel





حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم