الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

العمالقة حرّاس النجوم!

المصدر: "دليل النهار"
اندره جدع
A+ A-

كان هناك حفل زفاف في صالة مرفق سياحي خمس نجوم ونص ع القليلة، والحضور من طبقة اجتماعية مرتاحة منيح على وضعها. وفجأة دخل المطرب النجم لإحياء السهرة، وكان دخوله مدوياً، نص دزينة مرافقين، كل "بادي غارد" منهم يشبه حائط برلين قبل انهياره، وشكّلوا قلعة بشرية ومتراسا متنقلا لحماية المطرب، ومن مين؟ ما حدا بيعرف.


وعندما حاول مهندس الصوت التقدم من "النجم الكبير" ليعطيه "الميكروفون" تصدى له شبيه مايكل جوردان بالطول ونتش منه "الميكرو" طالباً منه الابتعاد فوراً، لأن الاقتراب من "المعلم" جريمة لا تحمد عقباها، مع ان الحضور تلك الليلة "لا تكتك ولا تيعا" لا العريس بوارد خنق المطرب ولا العروس عندها نية ضربه، حتى الاشبين والاشبينة أساساً لا يعرفانه، لأنهما صديقان أجنبيان للعروسين. وعندما باشر الغناء كانت عيون "الجدران" المرافقة تراقب الحضور بحذر شديد كأن المحروس نلسون مانديلا والساهرين ناطرين الفرصة المناسبة لقصفه بقذيفة "ار. بي. جي" أو "هاون".


هذه الموضة ليست حكراً على "نجمنا" المذكور اعلاه، لأن معظم – حتى لا نقول الكل ونظلم البعض – النجوم يعتمدون على هؤلاء "العمالقة" بنظاراتهم الشمسية الغامقة ليلاً وهم على أتم الاستعداد لأكل "راس الحية" في الوقت المناسب. أنا بفهم المواكبة في المهرجانات الكبيرة التي تضم الألوف من البشر، لكن بسهرة خيرية أو زفاف أو احياء مناسبة اجتماعية بصالات خمس نجوم ونص مش مقبولة.


من زمان نجوم كبار من لبنان وسائر الدول العربية كانوا يختلطون بالناس الذين هم سبب شهرتهم، وكانت أم كلثوم على سبيل المثال في كل زيارة لها الى لبنان تذهب الى البردوني وتجلس بين الناس ترد على تحياتهم تأخذ اللقطات المصورة معهم، ولم يكن يرافقها سوى أصدقاء. وفي النهاية الذي لم يعجبه هذا الكلام له حق الاعتراض شرط ألاّ يسكّر طريق المطار.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم