الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

لهذا فضّل الإرهابيون في مخيميْ عرسال تفجير أنفسهم

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
لهذا فضّل الإرهابيون في مخيميْ عرسال تفجير أنفسهم
لهذا فضّل الإرهابيون في مخيميْ عرسال تفجير أنفسهم
A+ A-

عملية دهم للجيش اللبناني، انتحاريون فجّروا أنفسهم، قنابل يدوية رميت باتجاه الدوريات الامنية، عبوات ناسفة معدة للتفجير، شهداء وجرحى في صفوف العسكريين، مقتل فتاة، توقيفات وصل عددها الى مئات الشبان، هذه صورة عما حصل في مخيمين للنازحين السوريين فجر اليوم في #عرسال. 

الجيش يوضح

قيادة الجيش شرحت في بيان أنه "أثناء قيام قوّة من الجيش بتفتيش مخيم النور العائد للنازحين السوريين في بلدة عرسال، أقدم انتحاري على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف أمام إحدى دوريات المداهمة ما أدّى إلى مقتله وإصابة ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة"، وأنه "في وقت لاحق أقدم ثلاثة انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما فجّر الإرهابيون عبوة ناسفة، فيما ضبطت قوى الجيش أربع عبوات ناسفة معدّة للتفجير، عمل الخبير العسكري على تفجيرها فوراً في أمكنتها".

وذكر البيان انه "خلال قيام قوّة أخرى من الجيش بعملية تفتيش في مخيم القارية التابع للنازحين السوريين في المنطقة نفسها، أقدم أحد الإرهابيين على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما أقدم إرهابي آخر على رمي قنبلة يدوية باتجاه إحدى الدوريات ما أدّى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح طفيفة".

تفاصيل العملية

مصدر مسؤول في مخيمات عرسال قال لـ"النهار" ان " دورية للمخابرات داهمت بمؤازرة من الجيش مخيم القارية في وادي الحصن، لاعتقال حسان الغاوي، أحد عناصر"داعش"، المطلوب من قبل الدولة اللبنانية لقيامه بأعمال ارهابية، نفذ عناصر من الجيش العملية وعند خروجهم اقترب عنصر من داعش من الدورية وفجّر نفسه، كما ألقى شاب من مجمع بناء قرب المخيم قنبلة يدوية، ما أدّى الى اصابة بعض العناصر، في الوقت عينه حصلت مداهمة لمخيّم النور التابع للشيخ مصطفى الحجيري حيث ينتمي كل من فيه الى فتح الشام". وقعت اشتباكات بين الطرفين فجّر خلالها ابو عائشة وابو عبادة وابو طلحة انفسهم، وجميعهم من "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) و"في رقابهم" دم في لبنان وقد علموا ان الجيش اللبناني يتربص بهم، لذا فضّلوا الموت وزنّروا انفسهم واستعدوا للمواجهة".

كما أضاف: "تواصلنا مع الجيش اللبناني بخصوص المعتقلين ويبلغ عددهم نحو 350، وتم التأكيد انه سيطلق سراح كل من تثبت براءته وعدم تورطه بعمل ارهابي".

مخاوف من خلفيات العملية

الشيخ أحمد الكحيل من فعاليات مخيّم القارية، قال: "نحن لاجئون عزل، واذا كان هناك مطلوب فهذا لا يعني أن يتم توقيفه بهذه الطريقة. تمت محاصرة المخيّم بالعسكر قبل اقتحامه، ومع ذلك خرج الناس بشكل سلمي من المخيّم، ولم يطلق الجيش النار على أحد، بل اعتقل 225 شخصا".

وأضاف: "في المخيّم 218 عائلة، وهو معروف انه يتبع لاتحاد الجمعيات الاغاثية. قبل شهرين حصلت مداهمة، واعتقل شبان وبعد يومين اطلق سراحهم. قبل أن يتكرر الأمر فجر اليوم ما يدفعنا الى طرح تساؤلات ان كانت خطة امنية ام عمل يهدف الى اعادتنا لسوريا لاسيما بعدما عرضت لجنة من القلمون علينا العودة من خلال تواصلها مع وجهاء في المخيم لكن اغلب الناس رفضوا".


لحظات الرعب

أما أم محمد من مخيّم النور، فتحدثت عن لحظات الرعب التي عاشتها مع اطفالها حيث قالت" كنا نائمين حين دخل الجيش الى المخيم، استيقظنا على صوت اطلاق نار. سمح للنساء والاطفال بمغادرة المخيم، واعتقل الرجال والمراهقون". واضافت: " هربنا من القتال في سوريا كي ننستر تحت سقف، لكن للأسف لاحقتنا اللعنة الى لبنان. لولا بطاقة الامم المتحدة لكنا متنا جوعا، ومع هذا لا يريدون ان يتركونا بحالنا".


الوضع تحت السيطرة

"ما حصل أمر طبيعي، الجيش يمثلُ الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وهو يتدخل في كل مكان يرى ان واجبه حماية المواطنين والنازحين فيه. المخلون بالامن غير مقبولين لا من اللبنانيين ولا السوريين، ولن يؤثر بعض المسلحين والانتحاريين على علاقة العرساليين باخوانهم السوريين"، بحسب ما قاله رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ"النهار". وأضاف: "هناك نحو 80 مخيماً فعلياً في عرسال اضافة الى 40 مخيما صغيرا. كلها تحت سيطرة الجيش اللبناني ومراقبة الاجهزة الامنية التي تتدخل عند وجود اي خلل.، ومع ذلك، يؤدي الحديث عن انتحاريين الى نوع من القلق لكن الرفض الجماعي لهذه الحالة تمنع انتشارها".

الخطر يطاول الجميع

"الانتحاريون يشكلون خطرا على الجميع، ان على المدنيين السوريين ام على اهالي عرسال او الجيش اللبناني. أي شخص يحمل سلاحاً غير شرعي سواء كان لبنانيا او سوريا يهدد امن الجميع، فكيف ان كان يرتدي حزاما ناسفا، حيث لا يبالي حتى باهل بيته". هكذا بادرنا خالد زيدان قبل أن يضيف: "لم نشعر بشيء، سمعنا الخبر كما غيرنا من اللبنانيين، كون المداهمات تحصل ليلاً. داخل عرسال لم تحصل اي عملية انتحارية منذ النزوح السوري الذي ادى الى ضغط اقتصادي لم يسبق ان شهدناه، عدا عن النقص في الخدمات وارتفاع نسب البطالة والكثافة السكنية".

أما احد مخاتير عرسال، فقال: "فرحنا بخبر الدهم ولدينا ارتياح كبير بعد فرض الجيش اللبناني للامن في بؤر تعتبر ارهابية وكانت ملجأ للفارين من القانون. نتمنى ان تتكرر المداهمة بشكل يومي". ولفت: "لا اتوقع ان يكون عدد الانتحاريين كبيرا. بعد اليوم لا غطاء على المخيمات، ومن كان ضد امن بلدنا سيحاسب".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم