التقرير الأسبوعي لبنك عوده: عودة هامش مقايضة المخاطر الائتمانية إلى الارتفاع

شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع بيوعات أجنبية في سوق سندات الأوروبوندترجمت اتساعاً في متوسط المردود، كما سجلت سوق الأسهم تراجعاً طفيفاً في الأسعار وسط انخفاضات في أسعار أسهم "سوليدير" وارتفاع في أسعار بعض الأسهم المصرفية، بينما ظل سعر تداول الدولار في سوق الإنتربنك مستقراً وسط بعض التحويلات لصالح الليرة، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، ظهرت عمليات بيع في سوق سندات الأوروبوند من قبل المتعاملين المؤسساتيين الأجانب على أثر التصريحات التي أدلى بها رئيس البنك المركزي الأوروبي والتي اعتبرت أنها تفتح الباب أمام تعديل سياسة التحفيز النقدي التي يتبناها. وقد انسحب ذلك اتساعاً في متوسط المردود المثقل بمقدار 10 نقاط أساس إلى 5.78%، كما اتسع هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات بمقدار 35 نقطة أساس إلى 438 نقطة أساس. وعلى صعيد سوق الأسهم، سجل مؤشر الأسعار تراجعاً خجولاً نسبته 0.2% إثر الانخفاضات الحادة التي سجلتها أسعار أسهم سوليدير "أ" و"ب" بعد أن سحبت الشركة "إيصالات إيداعها" من التداول في بورصة لندن، بينما سجلت بعض الأسهم المصرفية ارتفاعات في الأسعار. وعلى صعيد أحجام التداول، بلغ قيمة التداول الاسمية زهاء 8 مليون دولار مقابل متوسط أسبوعي بقيمة 13 مليون دولار منذ بداية العام 2017. وفي ما يتعلق بسوق القطع، ظهرت بعض التحويلات لصالح الليرة كما تجري العادة مع نهاية كل شهر لسداد رواتب الموظفين، بينما استمر تداول الدولار في سوق الإنتربنك بسعر 1514 ل.ل.-1514.10 ل.ل. بعد ان كان يتم تداوله بسعر 1514 ل.ل.-1514.50 ل.ل. منذ بداية العام.

الأسواق

في سوق النقد:جرى تداول معدل الفائدة من يوم إلى يوم عند 3.0%خلال الأسبوع الذي اقتصر على ثلاثة أيام عمل نتيجة عطلة الأعياد، وسط توافر السيولة بالليرة.واصلت الودائع المصرفية المقيمة منحاها التصاعدي للأسبوع الثاني على التوالي حيث سجلت زيادة قيمتها 424 مليار ليرة خلال الأسبوع المنتهي في 15 حزيران 2017 نتيجة نمو الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 334 مليار ليرة (أي ما يعادل 222 مليون دولار) وارتفاع الودائع بالليرة بقيمة 90 مليار ليرة وسط زيادة في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 114 مليار ليرة وتراجع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 24 مليار ليرة. ويقارن ارتفاع في الودائع بالعملات الأجنبية بمتوسط نمو أسبوعي قيمته 170 مليون دولار منذ بداية العام 2017، كما يقارن الارتفاع الودائع بالليرة مع متوسط نمو أسبوعي قيمته 4 مليار ليرة منذ بداية العام. وقد انعكس هذا النمو في الودائع المصرفية المقيمة اتساعاً في الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) بقيمة 442 مليار ليرة خلال الأسبوع المذكور وسط تراجع في حجم النقد المتداول بقيمة 92 مليار ليرة ونمو في محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 110 مليار ليرة.

وعلى المستوى التراكمي،تكون الودائع المصرفية المقيمة قد اتسعت بقيمة 6416 مليار ليرة منذ بداية العام 2017، مدفوعة بشكل أساسي بنمو الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 6223 مليار ليرة (أي ما يعادل 4128 مليون دولار) والتي استحوذت على 97.0% من نمو مجموع الودائع المصرفية المقيمة، ما استتبع اتساعاً في الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (M4) بقيمة 6498مليار ليرة منذ بداية العام 2017 وسط تراجع في حجم النقد المتداول بقيمة 54 مليار ليرة ونمو في محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 138 مليار ليرة.

في سوق سندات الخزينة:سجلت السوق الأولية لسندات الخزينة خلال المناقصات بتاريخ 22 حزيران 2017 فائضاً اسمياً بقيمة 122 مليار ليرة، نتيجة اكتتابات بقيمة 201 مليار ليرة توزعت بين 16 مليار ليرة في فئة الستة أشهر و110 مليار ليرة في فئة الثلاث سنوات و75 مليار ليرة في فئة السبع سنوات، بينما بلغت الاستحقاقات زهاء 79 مليار ليرة. إلى ذلك،أظهرت النتائج الأوليةللمناقصاتبتاريخ29حزيران 2017 أن مصرف لبنان سمح للمتعاملين الاكتتاب بنسبة 76% من طروحاتهم في فئة الثلاثة أشهر (بمردود نسبته 4.44%) وبنسبة 14.4% من طروحاتهم في فئة الخمس سنوات (بمردود نسبته 6.74%) بينما سمح لهم الاكتتاب بكامل طروحاتهم في فئة السنة (بمردود نسبته 5.35%).يجدر الذكر أن متوسط المردود المثقل على محفظة سندات الخزينة بلغ 6.95% في نهاية نيسان 2017 بالمقارنة مع 6.98% في نهاية العام 2016.

في سوق القطع:شهدت سوق القطع بعض التحويلات لصالح الليرة خلال هذا الأسبوع الذي اقتصر على ثلاثة أيام فقط، في ظل رغبة بعض المتعاملين بتأمين سيولة كافية بالعملة الوطنية لسداد رواتب الموظفين في نهاية شهر حزيزان. في هذا السياق، تداولت المصارف التجارية الدولار فيما بينها بسعر راوح 1514 ل.ل. و1514.10 ل.ل.، دون تغير بالمقارنة مع الأسبوع السابق.

في سوق الأسهم:تراجعت قيمة التداول الاسمية في بورصة بيروت بنسبة 10.7% هذا الأسبوع بالمقارنة مع الأسبوع السابق لتبلغ زهاء 7.5 مليون دولار، بينما ارتفع عدد الأسهم المتداولة بنسبة 35.1% ليبلغ 815377 سهماً. وعلى صعيد الأسعار، تراجع قليلاً مؤشر الأشعار بنسبة 0.2% ليقفل على 102.12وسط انخفاضات حادة في أسعار أسهم "سوليدير" إثر قرار الشركة بإلغاء إدراج "إيصالات إيداع سوليدير" في بوصة لندن بسبب حجم تداولاتها المتدنية، بينما سجلته بعض الأسهم المصرفية ارتفاعاً في أسعارها.في التفاصيل، نالت أسهم "سوليدير" 50.68% من حجم النشاط هذا الأسبوع وسجلت أسهم سوليدير "أ" و"ب" بيوعات انعكست انخفاضات حادة في الأسعار بنسبة 9.7% و7.0% على التوالي لتقفل على 7.74 دولار و7.83 دولار على التوالي. أما الأسهم المصرفية التي نالت 48.88% من قيمة التداول الاسمية فسجلت ارتفاعات في الأسعار. فقدزادت أسعار إيصالات إيداع بنك عوده بنسبة 2.8% إلى 6.17 دولار. وارتفعت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة 1.8% إلى 1.66 دولار. كما ارتفعت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة 0.6% إلى 11.20 دولار.

في سوق سندات الأوروبوند:شهدتسوق سندات الأوروبوند عمليات بيع واسعة من قبل المتعاملين الأجانب إثر ارتفاع المردود على سندات الخزينة الأميركية بعد تصريحات رئيس البنك المركزي الأوروبي بأن سياسات التحفيز النقديالتي يتبناها تعمل بشكل جيد، وستنتهي بشكل تدريجي مع تسارع أداء الاقتصاد الأوروبي، ما زاد التوقعات بشأن التوجه نحو تشديد السياسات النقدية. وقد أدى ذلك إلى ظهورعروض أجنبية بأحجام لافتة على مختلف استحقاقات سندات الأوروبوند اللبنانية على طول منحنى المردود،في حينبقيالطلب الداخلي خجولاً، ما استتبع ارتفاعاً في متوسط المردود المثقل بمقدار 10نقاط أساس إلى 5.78%. كذلك، اتسع متوسط Bid Z-spread المثقل بمقدار 10 نقاط أساس، من 408 نقطة أساس في الأسبوع السابق إلى 418 نقطة أساس هذا الأسبوع. وفيما يخص تكلفة تأمين الدين، اتسع هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات من385-420 نقطة أساس في الأسبوع السابق إلى 425-450 نقطة أساس هذا الأسبوع.