السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تعرّفوا إلى الأبطال الذين يواجهون السرطان بالألوان!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
تعرّفوا إلى الأبطال الذين يواجهون السرطان بالألوان!
تعرّفوا إلى الأبطال الذين يواجهون السرطان بالألوان!
A+ A-

كانت الرحلة مع الكنفا والألوان طويلة، بيد أنّها انطوت على الكثير من الفرح والضحكات النابضة بالحياة، والمُسيّجة بالأحلام "الرنّانة" التي لا بدّ من أن تتفوّق، ذات يوم جميل، على الواقع.

هذا الواقع العديم الرحمة أحياناً.

اختاروا الألوان الزاهية لسرد حكايات مخيلتهم الفتيّة.

حلّقوا مع الفراشات، فوق، في مكانٍ ما وسط الغيوم.

بعيداً من سرير المستشفى.

بعيداً من شراسة المرض وهذه المواجَهة المضنية معه.

رقصوا على صدى أنغام سعادتهم المؤثّرة بصدقها.

في براءتها.

ونادراً ما فارَقت الابتسامة وجوههم المُتعبة.

نسوا للحظات عابرة واقعهم الأليم.

مشوا في حقول الأيام الجميلة المُتربصة خلف العلاج اليوميّ.

انتقلوا بأجسادهم الواهنة من غرفهم الشاهدة على تأوهاتهم الصامتة إلى قاعة الترفيه في المستشفى.

كان شغلهم الشاغل عيش اللحظة بكل انفعالاتها.

وأن يُزخرفوا الألم المُستَمر بألوان قوس قُزح صباهم.



45 طفلاً يخضعون للعلاج في مركز Kids First في مستشفى الجعيتاوي البيروتيّ، عاشوا، خلال أشهر طويلة، تجربة لوّنت أيامهم وجعلتها أكثر زهواً وإشراقاً.

رسموا لوحات مشتركة مع شخصيّات لبنانيّة من كل جوانب الحياة، وها هم يَستعدّون لعرضها للبيع في الخامس من تموز خلال حَفل ضخم يُقام في #كازينو_لبنان، ليعود ريع إبداعاتهم إلى جمعيّة Kids First لتغطية ما تبقّى من العلاج الذين يخضعون له.

ويعود الفضل لهذا المشروع الرائع للفنان التشكيلي العالميّ يونس الكجك الذي عاد العام 2015 إلى لبنان بعد سنوات طويلة أمضاها في #فرنسا.

ففي مطلع السنة الجديدة، خطرت في باله فكرة هذا المشروع الذي يجمع بين أطفال يواجهون مرض #السرطان وشخصيّات لبنانيّة تُقدّم بضع ساعات من وقتها لهؤلاء الشجعان، ليُنجزوا لوحات مُشتركة يوقّعونها معاً، على أن تُعرض لاحقاً أمام جمهور كبير.

يروي الكجك الحائز على شهادة ماجستير في تاريخ الفنون من متحف اللوفر العريق: "كان الحديث الأول مع الإعلامي والممثل #وسام_حنا الذي عرّفني إلى المسؤول عن الأمراض السرطانية في مستشفى الجعيتاوي الدكتور بيتر نون".



وبعد اللقاء المرتقب، انتقل الكجك إلى تحويل المشروع حقيقة جميلة واختيرت الشخصيّات اللبنانيّة الآتية: سامي أبو حمدان، أنجيليك مونس طعمة، علي سليمان، كريستيان إيلي أوسي، نعمت عازوري أوسي، ناديا البساط، النائب سامي الجميّل، الوزير إيلي ماروني، رلى حمادة، ريما كركي، سعاد قاروط العشي، مها سلمى، جورج صليبي، رهف عبدالله، كميل يوسف، لودي قزي، ديانا فاخوري، ماغي عون، بديع أبو شقرا، وسام حنا، بياريت قطريب، جويل فضول، جويل نصر، برناديت حديب، باتريسيا نمور، رودريغ سليمان، رنا مشنتف، محمد شبارو، باتريك خليل، جورج نادر، مجد بو هدير، ريمي معلوف، ريتا حايك، غيدا مجذوب، ميلاد حدشيتي، حسان الموساوي، ليليان ناعسي، ماتيلدا فرجالله، آريج خطار، شادي ريشا، عبير شرارة، رلى صفا، ماغي بو غصن، وموريس متى.



وتحوّل الحلم حقيقة إبتداءً من شباط، وكان الاتفاق أن يختار النجم المُشارك والطفل الموضوع الذي سيعالجانه معاً على لوحة مُشتركة، ويقوم الكجك برسم الخطوط الأوليّة لتسهيل العمل عليهما، وتبدأ بعدها "الورشة" الرائعة التي تستمر ما يقارب الساعتين، "وكلّها ضحك ومتعة. يعني شي بيبكّي الحجر"، كما يُعلّق الكجك.

ويؤكد الفنان أنّ أهالي الأطفال تفاعلوا كثيراً مع هذا المشروع الذي أعاد الفرح وروح الأمل إلى أولادهم.

واعتاد الكجك خلال الأشهر المُنصرمة القيام "بالصبحيّة" مع الأولاد في المستشفى، "بدور عليهن وبلعّبن. في الحقيقة تعلّقت كثيراً بهذه المهمّة". يضيف بعفويّة: "أنا رئيس جمهوريّة هؤلاء الأطفال الذين يكافحون المرض بواسطة الألوان".

صحيح أنّ الجلسة الواحدة تضمّ طفلاً واحداً مع إحدى الشخصيّات، بيد أنّ كل الأولاد في المركز التابع للمستشفى تعلّقوا بهذا المشروع، وجرت العادة أن يُقرّر البعض منهم مغادرة غرفهم للانضمام إلى الجلسة ومتابعة تفاصيلها الممتعة.



يمضي الكجك قائلاً: "النجوم والشخصيّات المشاركون كانوا يشعرون بالخوف قبل بدء جلسات الرسم. وكنتُ الشاهد على حزنهم الواضح قبل التعرّف إلى الأطفال. ولكن في الحقيقة الجميع كانوا يغادرون المستشفى بعد الإنتهاء من الرسم حاملين في قلوبهم نعمة السعادة وحب الحياة والفرح".

اللوحات في حلّتها النهائيّة، "بسيطة وبريئة جداً، لكنها مليئة بالفرح"، وتحمل كل لوحة توقيع الطفل والشخصيّة في الوقت عينه.



إلى الحفل الضخم الذي سيُقام في كازينو لبنان في الخامس من تموز والذي سنواكبه خطوة فأخرى.

وإلى أن يحين الموعد، ألف تحيّة ليونس الكجك وكل الشخصيّات المشاركة في هذا المعرض الضخم الذي يحمل عنوان "Colors Are For The Kids".

و"بالإذن" من الجميع، ولكن نجوم هذا المعرض الذي يستريح على الإنسانيّة والمحبّة، هم هؤلاء الشجعان الذين يواجهون المرض.

أنهم الأطفال، ولهم منّا كل التقدير والدعم.

                                           [email protected]









حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم