الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الاعتداءات على الإعلاميين مستمرة... والتنديدات لا تنفع!

المصدر: "النهار"
علي عواضة
علي عواضة
الاعتداءات على الإعلاميين مستمرة... والتنديدات لا تنفع!
الاعتداءات على الإعلاميين مستمرة... والتنديدات لا تنفع!
A+ A-

يبدو ان مسلسل الاعتداء على الصحافيين سيطول في جمهورية تتغنى بحرية الرأي والتعبير، اخر ضحايا تلك الاعتداءات، ما تعرض له الزميلان في قناة الـ "أل بي سي آي" صبحية نجار وسمير بيتموني اثناء تصوير تقرير عن تعدي على محمية شاطئ المنصوري ( صور) لمصلحة مجمع سياحي. 

المصور بيتموني الذي تعرض للاعتداء من الشاب حسن الشويخ من دون مبرر سوى انه كان يقوم بعمله بنقل الحقيقة عن اعتداء على شاطئ يُطلق عليه الجنوبيون اسم "خليج السلاحف" حيث المنطقة موقع مثالي للسلاحف التي تضع بيوضها على الشاطئ، إلا ان اعداء البيئة والمتضررين من كشف التعدي الفاضح قرروا اخذ "الطار بإيدن".

 يروي بيتموني لـ"النهار" الحادث، حيث يؤكد بأن "الاعتداء جرى من دون اي مبرر، فالشاب حسن لم يكن بمفرده بل برفقة اربعة شبان اخرين، مستلقين على الشاطئ وحينما شاهدونا نقوم بتصوير طفل صغير اقترب المعتدي وبدأ بالشتم محاولاً ضربي الا انه لم يتمكن من ذلك، حينها اقدمت الزميلة نجار على تصوير الحادث". ويكمل بيتموني روايته ضاحكاً "الخوف كان في لحظتها من ان يكون المعتدي مسلحاً واتحول من دون سبب الى ضحية فقط لأنني قمت بتصوير اعتداء على محمية زلاحف".

 وعن اسباب الاعتداء الوحشي يشير بيتموني الى أن "الشاب لم يكن بكامل وعيه حيث بدا وكأنه تحت تأثير مخدر ما خصوصاً حينما لم يتمكن من اصابتي". اما الفرضية الاقوى بحسب بيتموني، تعود الى تصوير قناة "الجزيرة " صباحاً التقرير نفسه فيبدو ان المعتدين ظنوا بأن الجزيرة تكمل تقريرها فقاموا بالاعتداء على lbc".

 ويضيف: "بعد الانتهاء من الاعتداء قمنا بالاحتماء في منزل الناشطة البيئية منى الخليل قبل ان تأتي دورية من مخابرات الجيش، وتنقلنا من المنطقة وتقوم بجلب المعتدي وتسليمه الى فرع المعلومات في صيدا، حيث اكد المعتدي بأنه لم يتعرض لفريق العمل وبأن الاشكال مش محرز لتعرض الزميلة صبحية شريط الفيديو على الضابط وندلي بافادتنا ونغادر المنطقة".

نجار والتي وثقت الحادثة، تؤكد في حديثها لـ"النهار" الى "اننا لم نكن نتوقع ان نتعرض لاعتداء فقط لأننا نصور طفلا صغيرا. واوقفت القوى الامنية المعتدي بعد التحقيق معنا وتقديمنا لدعوى قضائية ضده".

وتعتبر نجار الى ان "حملة التضامن ما كانت لتكون بهذا الحجم لولا توثيق الاعتداء"، مطالبةً بـ "حماية عمل الصحافيين في اي مكان على الاراضي اللبنانية، فلا يمكن ان نبقى مكسر عصا لأي حزب كان او متضرر من كشف الحقيقة، وان نخرج في اليوم التالي بتصريحات منددة بالحادث وتنتهي القضية عند هذا الحد دون اي قانون يحمي او يحاسب المعتدين لأي جهة انتموا".

الاعتداء على فريق عمل فقط لأنه كان يصور على شاطئ عام، يفتح الباب على حقيقة حماية الطاقم الصحافي في لبنان من اي اعتداء، فإذا كان تصوير شاطئ تسبب بكل هذا الغضب من من المتضررين فما مصير الصحافي او مواطن تمكن من تصوير فضيحة اختلاس مثلاً او لم يلتزم بالوقوف عند مرور موكب رسمي او امني.  

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم