الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

معركة الموصل في متاهة الأزقة والجنود يعبرون من فتحات الجدران

معركة الموصل في متاهة الأزقة  والجنود يعبرون من فتحات الجدران
معركة الموصل في متاهة الأزقة والجنود يعبرون من فتحات الجدران
A+ A-

من فتحة صغيرة في جدار على الخط الأمامي في الموصل، راح جنود عراقيون يرتدون زيا أسود يتطلعون لإلقاء نظرة على آخر مساحة من الأرض يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في قلب المدينة التاريخي. 

وعلى خطوات فقط تنتصب في أرض حرام تفصل بين المتحاربين قاعدة المئذنة الحدباء التي ظلت تطل على المدينة طوال 850 عاماً حتى أقدم المتشددون على تفخيخها ونسفها الأسبوع الماضي.

ويقتضي الوصول إلى هذا العمق في الموصل القديمة أن ينزل جنود جهاز مكافحة الإرهاب من عربات "الهمفي" المدرعة والسير عشر دقائق في متاهة من الأزقة الضيقة التي لا تتسع في بعض المناطق إلّا لمرور رجل واحد.

ويعبر الجنود من خلال فتحات في الجدران ويدخلون بيوتاً وأفنية مهجورة ينتشر فيها الركام.

والمباني في هذه المنطقة شديدة الكثافة الى درجة أن السيارات لا يمكنها المرور فيها، كما أن من شأن الغارات الجوية أن تتسبب على الأرجح بأضرار وخسائر بشرية واسعة غير مقصودة.

وباتت معركة استعادة العاصمة الفعلية لـ"داعش" في العراق تقتصر على مجموعة من الجنود العراقيين مسلحين ببنادق هجومية يناورون سيراً عبر قلب المدينة بأزقته الترابية.

وألحقت الاشتباكات العنيفة والقتال المتلاحم بين القوات الخاصة ومقاتلي التنظيم الجهادي الذين اكتسبوا خبرة قتالية كبيرة أضراراً فادحة بالمدينة القديمة حتى بات من الصعب التمييز بين البيوت وأفنيتها.

وقبل تسعة أيام اقتحمت القوات العراقية المدينة القديمة التي تمثل الهدف الأخير لحملة عسكرية بدأت قبل ثمانية أشهر لاسترداد الموصل. والاثنين سيطرت القوات على حي الفاروق المواجه للمئذنة الحدباء وجامع النوري. والثلثاء قال الجيش إنه استعاد حي المشاهدة.

فعلى منبر هذا المسجد كانت المرة الوحيدة التي ظهر فيها أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم على الملأ قبل ثلاثة أعوام ليعلن قيام دولة "الخلافة" التي تتهاوى أركانها الآن.

ويقدر الجيش العراقي أن مايصل إلى 350 متشدداً لا يزالون محاصرين في المناطق الباقية من المدينة القديمة متحصنين بين المدنيين في بيوت متداعية ويستخدمون الشراك الخداعية والتفجيرات الانتحارية ونيران القناصة على نطاق واسع لإبطاء تقدم القوات الزاحفة من الغرب والشمال والجنوب.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم