هل تلحق "وثيقة بعبدا" بـ"إعلان بعبدا"؟

من غير المستبعد ان يماثل مصير وثيقة بعبدا التي اطلقت في الاجتماع الاخير برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون ومشاركة رؤساء الكتل النيابية المشاركة في الحكومة، مصير "اعلان بعبدا" الذي وقّعه أفرقاء الحوار، ومنهم رؤساء الكتل الممثلة في الحكومة راهنا. ومع ان "اعلان بعبدا" حمل شقا سياسيا اتفق عليه على الطاولة، ثم غدا خلافيا بعد نقض "حزب الله" بند النأي بالنفس عن التطورات السورية، فقد تم تبنيه من الامم المتحدة ومجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان في الاعوام الاخيرة من دون ان ينجح هذا التبني في تعويمه في الواقع اللبناني، فبقي الدفاع عنه حصريا بالرئيس ميشال سليمان الذي رعى اطلاق هذا الاعلان وبالمحافل الدولية، فيما اهملته القوى السياسية الداخلية حتى لو بقي بعضها يتحدث عن النأي بالنفس. ومع ان "وثيقة بعبدا" تحدثت عن تفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب في الاشهر الفاصلة عن موعد الانتخابات في السنة المقبلة، الى جانب تفعيل بنود اتفاق الطائف، فإن هذا لم يمنع بروز وجهات نظر متناقضة تم تسريب التباعد فيها في الايام التي تلت الاجتماع، بحيث يثار تساؤل عما إذا كانت هناك سياسة موحدة تجمع سياسيي البلد ام لا خارج المحافظة على الاستقرار والحد الادنى من مقومات تأمين استمرارية الستاتيكو الراهن....