الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

قُتِلَ قاتل المشرد في غرفة مستشفى... لماذا نفى تقرير الطبيب الشرعي حصول جريمة؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
قُتِلَ قاتل المشرد في غرفة مستشفى... لماذا نفى تقرير الطبيب الشرعي حصول جريمة؟
قُتِلَ قاتل المشرد في غرفة مستشفى... لماذا نفى تقرير الطبيب الشرعي حصول جريمة؟
A+ A-

التحف جسر الأولي، بعد أن عجز عن تأمين منزل يأويه من غدر الزمان، لكنه غُدر في الخامس عشر من حزيران على يد فادي ع.، بعد أن ضُرب بقطعة خشبية على رأسه فارق بسببها الحياة، هو المشرد أحمد خ.، ابن بلدة الغازية، الذي "انتقم القدر" من قاتله، فقتل بعد ايام من توقيفه في احدى غرف مستشفى بيطار. 


تحديد هوية القاتل والقتيل

مرّ خبر مقتل احمد (الخمسيني) مرور الكرام ، وبعدما حضرت فرق الصليب الأحمر اللبناني والقوى الأمنية والأدلة الجنائية الى المكان، استلم مخفر السعديات التحقيق، قبل نقل الملف الى تحري بيت الدين، وعندما لم يتم التوصل الى نتيجة في تحديد هوية الجثة ومن يقف خلف الجريمة، تحوّلت القضية الى شعبة المعلومات، التي تمكنت خلال أيام من الكشف عن هوية الضحية والسفاح، تم توقيف فادي(فلسطيني الجنسية) بعد اربعة ايام، لكن اتضح بحسب ما قاله مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار" انه " يعاني من مرض نفسي وعقلي، نقل على اثره الى دير الصليب للمعالجة، قبل ان ينقل الى مستشفى بيطار بطلب من النائب العام".

مقتل القاتل

وضع فادي مع مريضين في احدى غرف المستشفى، لكن بعد ايام سلّم الروح، تم تعيين طبيب شرعي بناء على طلب النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم، لكشف اسباب الوفاة، وبحسب ما جاء في تقريره فان فادي توفي اختناقا بعد ان علقت حبة خوخ في حلقه، لكن ذلك لم يحل دون اجراء شعبة المعلومات تحقيقا بالقضية، وبحسب ما قال المصدر الامني " بعد مراجعة الكاميرات، ظهر ان السجين الذي يرقد في الغرفة عينها مع فادي هو من ارتكب الجريمة، وهو الآخر يعاني من امراض عقلية، حيث قام بخنقه، قبل ان يتدخلَ النزيل الثالث، المريض النفسي، ويضع حبة الخوخ في عنقه". ما يطرح السؤال عمن يحاسب الطبيب الشرعي على تقريره الخاطئ؟ وماذا لو لم تجر شعبة المعلومات تحقيقاتها، ألم تكن حالة وفاة فادي سجلت في خانة القضاء والقدر، عن ذلك اجاب نقيب الاطباء في لبنان الدكتور ريمون الصايغ في اتصال مع "النهار" مؤكداً ان "لا علاقة لنقابة الأطباء بمحاسبة الأطباء الشرعيين على أخطائهم، وزارة العدل هي من تحقق معهم كونها هي من تقوم بتعيينهم، لا بل ان 70 في المئة منهم غير مسجلين لدينا".

رحلة معاناة

مختار الرميلة، تحدث لـ"النهار" عن مشرد اعتاد رؤيته تحت الجسر، اتخذ من تجميع التنك مصدراً لرزقه، وقال: " منذ زمن ليس بقصير استقر المشرد في ذلك المكان عند مدخل صيدا الشمالي، على الرمل كان يضع فرشته وما يطلق عليه جزافاً حاجيات، لم تسنح لي الفرصة ان اقترب منه او اكلمه الى ان صدمت بخبر مقتله"، اما قريبه مختار الغازية فاكد انه" قبل ايام تسلمت العائلة جثته، بعد رفض القوى الامنية تسليمها قبل اجراء فحص الـDNA على شقيقه محمود، كون وجهه كان مشوّهاً بشكل كبير، ولهذا السبب قصد الأخير لبنان من المانيا". وأضاف " التحق أحمد قبل نحو 15 عاماً بالتنظيمات الفلسطينية وسكن في مخيم عين الحلوة، قبل ستة أشهر جاء شقيقه الى الغازية، طلبَ من أحمد ان يسكنَ في منزل العائلة بعد ان جهزه له، فعلاً مكثَ حوالي شهرين، قبل ان يغادر المنطقة".

للمرة الثانية خلال أسبوع، نسمع عن تقارير اطباء شرعيين لا تمت الى الواقع بصلة، سواء ما تعلق الامر بقضية مقتل رجلين من آل الجوزو في برجا، او فيما يتعلق بقضية فادي، ما يطرح علامات استفهام عن غيرها من التقارير التي ختمت قضايا على أساسها وفيما اذا كانت غير صحيحة، مرَت من دون ان يكتشفَ أحداً الحقيقة والأسباب الكامنة وراء تسطيرها بنتيجة مماثلة، هل هو خطأ أم تقصير أم تواطؤ ممن اؤتمنوا على أرواح الناس وقضاياهم!


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم