الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نصرالله يضع لبنان على "خريطة الحرب"... باكستانيون وأفغان في "جونية"؟

المصدر: النهار
محمد نمر
نصرالله يضع لبنان على "خريطة الحرب"... باكستانيون وأفغان في "جونية"؟
نصرالله يضع لبنان على "خريطة الحرب"... باكستانيون وأفغان في "جونية"؟
A+ A-

لم يعد هناك من فرامل لبنانية تكبح خطاب "حزب الله". العهد الجديد، قانون الانتخاب، أمن لبنان، شؤون المواطنين، الاقتصاد، السياحة ومكافحة الفساد، عناوين لا تهم الحزب بعدما غرق في المستنقع السوري وتحول أداة في الأزمة الاقليمية وحوّل لبنان معه إلى منصة لتصفية الحسابات الايرانية. ومن كان يتفاخر بأنه منع "داعش" من الوصول إلى جونية سيفتح الباب أمام باكستانيين وأفغان لمقاتلة اسرائيل. هل هؤلاء هم السياح الذين ينتظرهم اللبنانيون؟ 

أيام على خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ولا يزال الشارع اللبناني يطرح التساؤلات حول كلامه بان "حرباً تنوي إسرائيل شنّها على لبنان وسوريا لن تبقى محصورة في هذين الميدانين، وستفتح الباب أمام انضمام آلاف المقاتلين من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان وبقاع أخرى في العالم إلى جانب سوريا والمقاومة"، وتبعه تصريح للنائب نواف الموسوي يقول فيه: "كما قاتل حزب الله في سوريا مع الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي والقوى السورية الشعبية، كذلك سيقاتل معهم في لبنان صفاً وحلفاً واحداً".

ماذا يريد؟

"نصرالله يناقض نفسه" تقول استاذة العلوم السياسية منى فياض لـ"النهار"، وتضيف: "من وضع مبرر دخوله إلى سوريا حماية لبنان من مقاتلين غرباء بات يريد اليوم ان يجلب الآلاف، وبالتالي فليحدد الحزب سياسته وماذا يريد قبل اطلاق مثل هذا الكلام"، متسائلة: "هل جمهور حزب الله يعرف ماذا يريد حزبه؟".

وتنتقد الطبقة السياسية التي تعتمد سياسة "النعامة" بسكوتها على تصريحات نصرالله، وتكمل: "نصرالله كان دائما يقول: لسنا ايرانيين بل نحن لبنانيون، واليوم يريد للحرس الثوري أن يقاتل معه في لبنان ليتضح أن الحزب والحرس واسرائيل يريدون محاربة الشعب اللبناني".

غابت الاصوات العالية بوجه الحزب، وتقول فياض: "مهما تحدث نصرالله لم يعد يلقى معارضة إلا قليلة نراها على فايسبوك، في حين ان من يجب أن يحاسبه هو جمهوره ومن معه في الحكومة، فالحزب لم يعد يبالي لأنه يحفر في حفرة وباتت عميقة ولم يعد باستطاعته الخروج منها وورط معه شيعة العالم العربي باكمله، وسيكمل على هذا المنوال لأن لا حل امامه طالما ان عودته من سوريا لم تعد بيده... بل ممنوع عليه أن يعود".

شعار جديد يعتمده "حزب الله" وفق فياض: "ايران محتلة وقدماها بالبحر المتوسط او عمره ما يرجع لبنان"، وبالتالي هي لا تستبعد أي سيناريو قد يحول الكلام الشعبي إلى حقيقة، وترى أن "المشكلة ليست في الحزب بل بالصامتين، والمشكلة ان الأخيرين يقومون بذلك حتى لا يتجه البلد إلى العنف، لكن سيتبين لهم أن سكوتهم سيأخذهم إلى دمار اكبر من العنف الذي يهربون منه... الله لا يقيمنا".


خلفية اقليمية

ويرى الكاتب يوسف مرتضى خلفية لكلام نصرالله، ويقول لـ"النهار":

"أولاً: الجميع يراقب اتجاه التطورات مع ادارة الرئيس الأميركي الجديد في ملفات باتت اشبه بسلة "العراق، سوريا، اليمن وفلسطين".

ثانياً: شهدت إيران انتخابات اكتسح فيها الاصلاحيون الموقف بمعركة مباشرة مع المرشد الأعلى خامنئي والحرس الثوري.

ثالثاً: عنوان السياسة الأميركية الجديدة "قص الأذرع الايرانية" واعادة إيران إلى حدودها الداخلية ووقف تمددها".

ويوضح مرتضى: "في ظل هذا المشهد هناك تسويات، وبالتالي اي ضغط على الحرس الثوري للخروج من سوريا يعني هزيمة كاملة له، وطرح الأميركي ملف إيران مع الروس، وبالتالي في ظل التفجيرات الداخلية التي طاولت طهران، فانها تريد أن توجد مشكلة خارج حدودها للملمة الملف الداخلي، فلاحظنا التصعيد مع السعودية وارسال اشخاص لاستفزازها بحراً وقالوا إنهم صيادون فيما الرياض أكدت أنهم من الحرس الثوري، كما أنه سجّل منذ ايام للمرة الأولى اطلاق صواريخ ايرانية مباشرة على مواقع قريبة من الأميركيين في سوريا، وفي الوقت نفسه تحاول إيران التقدم في منطقة المثلث الذي يجمع العراق والأردن وسوريا لمحاولة تأمين خط الاتصال بين إيران والعراق وسوريا والبحر المتوسط، وهذه عمليات يعتبرها الاميركي استفزازية، لكن الايراني يصعّد منها، إما للوصول إلى اتفاق او لافتعال مشكلة تضعه على الطاولة". وبذلك تكون إيران استثمرت في استفزاز السعودية واميركا ليبقى الاستفزاز الثالث نحو اسرائيل. من هنا يربط مرتضى بين هذه الخلفية وخطاب نصرالله.

"في هكذا وضع اقليمي معقد، لا يرى حزب الله في لبنان دولة ولا يعنيه تأثر البلد بخطابه، ولا حسابات لواقع لبنان السياسي والاقتصادي، بل ينظر فقط إلى المعركة الاقليمية التي بات عنوانها: "بقاء الحرس الثوري أو لا" وفق مرتضى، معتبراً أن "الكلام عن جلب مقاتلين هو شعبي لا قيمة له اليوم في ظل حرب الصواريخ والطائرات، كما أن الحزب لا يتعاطى مع لبنان كدولة بل منصة وبالتالي من الخيارات الايرانية الهروب الى الامام وفتح معركة مع الاسرائيلي".

[email protected]

Twitter: @mohamad_nimer



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم