في بعلبك...ابن الـ94 عاماً لا يزال يقود دراجته ويهتم بأرضه

ان تقود دراجة نارية يوميا وتحرث ارضك وتزرعها بالزراعات المختلفة وتجني المحاصيل وتعود الى البيت بكامل نشاطك، هو امر عادي وليس مستغربا، الامر الأكثر غرابة هنا عند ابن مدينة بعلبك التسعيني علي دوخي صلح (94 عاما) مواليد - بعلبك 1923.

صلح له اكثر من 50 حفيدا يعرفه الجميع في مدينة بعلبك التي ترعرع في ازقتها نظام حياته اليومي لم يتغيرابدا حيث يستفيق باكرا ويركب دراجته النارية ليسلك طريق دأب على سلوكه يومياً من منزله في محلة آل الصلح في اتجاه بساتين المدينة ليعتني بأرضه واشجاره ومزروعاته المتنوعة من حراثة وري واهتمام وقطاف لوحده من دون مساعدة من احد خصوصا شتول الدخان التي يعتني بها بنفسه حاملا معموله بيديه لريها للوصول الى حصاده السنوي وما تنتجه أرضه من خيرات.

للوهلة الاولى تعتقد من خلال ملامحه وجسده انه رجل ستيني على باب مرحلة بداية الكهولة، فمن الصعب التكهن بعمره التسعيني. فهو مسن لم يستسلم للشيخوخة وببريق عينيه ينقل اليك روح الشباب التي جعلت جسده كروحه وعند سؤاله عن سر شبابه تجده يردد: "العمل العمل وعشق الارض".

همته القوية تلزم من يراه بالقول "ما شاء الله" وساعدته هذه الهمة وبنيته الجسدية القوية في التغلب على الامه اثر خضوعه لعملية جراحية منذ يومين حيث كان تعرض صلح الى حادثة اصيب خلالها بكسر في عظام خاصرته وساعدته بنيته الجسدية رغم سنه المتقدمة من تحمل العملية الجراحية ومضاعفاتها من جهة التخدير وغيرها وهي من الحالات النادرة نظراً الى تقدمه بالعمر.

كان تمكن من صيام شهر رمضان وما يسعده اكثر ان ختم قراءة القران الكريم ثلاث مرات هذا العام من دون اللجوء الى نظارات طبية لتساعده في القراءة فهو في صحة تساعه لاداء كل شيء، حتى ان فروض الصلاة يتممها داخل المسجد الذي يتجه اليه منذ ساعات الصباح الباكر اي عند مطلع الفجر .

علي دوخي هو العجوز المحبوب والكل يعرفه من صفاته، الرجل الطيب والمحب لا يترك واجب يفوته ان كان بالفرح او الترح، رمز من رموز المدينة وطيبتها محبا للجميع ما يحزنه رحيل اصدقائه من جيله ومن تبقى فهم تغلبت عليهم الكهولة.