الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

اشهر ساخنة إقليميا... ويقظة لبنانية ؟

المصدر: "النهار"
اشهر ساخنة إقليميا... ويقظة لبنانية ؟
اشهر ساخنة إقليميا... ويقظة لبنانية ؟
A+ A-

لم يكن الجمود السياسي الذي فرضته عطلة عيد الفطر وحده ما أبقى الترددات الداخلية للخطاب الاخير للامين العام لـ" حزب الله " السيد حسن نصرالله في واجهة المشهد المسترخي بعد طول إنشداد بسبب معركة قانون الانتخاب ، بل ان ثمة ما يتصل بما هو أبعد من الإطار التقليدي للأخذ والرد والسجالات السياسية في بعض جوانب المرحلة الاتية لبنانيا واقليميا . اذ ان الواقع الداخلي في لبنان يبدو بعد التوصل الى تسوية قانون الانتخاب والتمديد 11 شهرا لمجلس النواب امام مرحلة استقرار مبدئيا لان الاولويات المقبلة صارت تتركز بالدرجة الاولى على الملفات الحيوية الملحة التي تعني المواطنين والدورة الاقتصادية والإنمائية والمالية اقله لأشهر الصيف نظريا قبل ان تنفتح مسالك الحملات الانتخابية والاستعدادات لاستحقاق ايار 2018 . وهو امر تعتقد الاوساط السياسية المعنية بانه يشكل فسحة ايجابية من حيث المبدأ لان لبنان سيشهد خلاله ترسيخا لتوافق داخلي حول تقطيع المرحلة الانتقالية الى الانتخابات وبدء صياغة التحالفات الانتخابية بما يساهم في ترك الهامش واسعا امام الحكومة في الاشهر المقبلة لانجاز ما يمكن من ملفات حيوية ، وهو امر بدا رئيس الحكومة سعد الحريري جديا للغاية في تعهده من خلال مجموعة الخطب التي القاها خلال شهر رمضان وجولاته على المناطق كما من خلال إشرافه الشخصي على اللجنة التي كلفت تنسيق عمل الأدارات والادارات والبلديات . ومع ذلك فان المعطيات التي تتراكم لدى الاوساط المعنية حول الواقع الاقليمي تبدو مثيرة للقلق خصوصا ان ثمة وقائع تشير الى احتمال حصول تطورات متلاحقة وعلى جانب من الخطورة في الاسابيع والأشهر القليلة المقبلة بما يتعين معه على لبنان التحسب بكثير من اليقظة للواقع الأمني سواء في الداخل او على الحدود الشرقية والجنوبية .

وتلفت الاوساط الى ان الواقع الميداني في سوريا يتجه نحو تطورات شديدة الاحتدام بما يتزامن مع المعركة الكبيرة في العراق لتصفية وجود داعش في الموصل . كما ان هذا الاحتدام بدأ يتخذ بعدا خطرا على جبهة الجولان كما حصل امس . وفي كلا الحالين يجد لبنان نفسه معنيا مباشرة بمراقبة الوضع بدقة سواء بالنسبة للحدود الشرقية او الجنوبية او الداخل لان المرحلة مفتوحة على تطورات خطرة يمكن الا يبقى معها لبنان في منأى عنها . ولذا تساءلت الاوساط هل كان بعض مواقف السيد نصرالله نذيرا لمرحلة ساخنة لم يفصح عنها بصراحة بل من خلال مواقف تصعيدية اثارت استياء فئات عدة وخشية فئات اخرى من ابعادها ؟ واضافت ان ثمة كلاما يتردد عن ان الاشهر المقبلة يمكن ان تكون ساخنة في شكل استثنائي اقليميا وعربيا ودوليا وهو الامر الذي تعكسه الداعيات التصاعدية للأزمة بين بعض الدول الخليجية ومصر مع قطر ، التي يبدو انها لا تنفصل عن اتجاهات معينة بدأت ملامحها تتضح حيال الواقعين السوري والعراقي ميدانيا . وفي ظل ذلك سيكون لبنان معنيا بان تكون عينه على هذه التطورات ومعرفة كيف سيتكيف معها بما يحفظ استقراره وأمنه ويضمن منع اختراقهما ، وعينه الاخرى على ورشته الداخلية التي يفترض ان تنطلق وفق برمجة محدثة بعد عطلة عيد الفطر .



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم