الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

في هذا البلد...تقدم فتيات "للسلوى"

المصدر: " ا ف ب"
في هذا البلد...تقدم فتيات "للسلوى"
في هذا البلد...تقدم فتيات "للسلوى"
A+ A-

في كل زيارة لموظفين رسميين كبار إلى المقاطعة حيث كان يعمل بونياريت، كانت الممارسات عينها تحصل: استقبالهم مع أطباق بسيطة لذيذة ثم تقديم فتيات ليكنّ بمثابة "السلوى" لهم.

هذا التقليد المعروف من الجميع رغم الصمت المطبق في شأنه في مملكة تايلاند المعروفة بكونها محورا رئيسيا للدعارة في العالم، يطاول فتيات يافعات وحتى قاصرات.

غير أن الجديد أخيرا هو احتلال الموضوع العناوين الرئيسية في الصحف التايلاندية.

انطلقت القصة بعد معلومات كشفت عنها والدة إحدى الفتيات اللواتي أرغمن على المشاركة في هذه السهرات التي كانت تشهدها منطقة ماي هونغ سون الفقيرة في شمال غرب تايلاند على الحدود مع بورما.

وتحدثت هذه الأخيرة لوسائل الإعلام عن الابتزاز الذي كان يمارسه شرطيون مع ابنتها ومراهقات أخريات: فإذا وافقن على أن يكن فتيات "للسلوى"، سيتم غض الطرف عن الأدلة المتوفرة في شأن تعاطيهن المخدرات.

وإثر اضطرارها لفتح تحقيق وطني اثر هذه المعلومات، أوقفت الشرطة الوطنية أخيرا ضابطا محليا متهما بترؤس شبكة للقاصرات. كذلك أدين ثمانية ضباط آخرين في الشرطة بتهمة ممارسة الجنس مع قاصرات.

ويوضح بونياريت نيبافانيت وهو موظف رسمي في المنطقة لوكالة فرانس برس أن "هذا التقليد منتشر منذ زمن طويل" مشيرا إلى أن الفتيات المشاركات في هذه الأنشطة يوصفن بأنهن "سلوى" للرجال.

وفي حين تعرف تايلاند حول العالم بسياحتها الجنسية، يتركز القسم الأكبر من قطاع أنشطة الجنس في البلاد على التايلانديين أنفسهم.

ويقول "عندما تأتي مجموعات من كبار الموظفين الرسميين في فترات تدريب أو لرحلات أعمال، درجت العادة على استقبالهم مع الطعام من ثم +فرش البساط" لهم ما يعني تقديم فتيات".

ويضيف نيبافانيت "أحيانا نتلقى معلومات في شأن نوع الفتيات اللواتي يفضلونه... أحيانا يتعين على الموظفين إعداد خمس نساء إلى عشر كي يختاروا من بينهن".

ويلفت إلى أنه بات يشعر بالحرية في سرد كل ما يعرفه في هذا الموضوع بعد فتح تحقيق.

كذلك يواجه خمسة موظفين في مقاطعة نونثابوري في وسط البلاد اتهامات بدفع أموال لمراهقات من المال العام خلال زيارة رسمية إلى ماي هونغ سون.


ويوضح بونياريت "منذ الكشف عن هذه القصة، شعر مسؤولون كثيرون بالارتياح لكونهم ما عادوا مضطرين للقيام بذلك".

غير أن هذه الممارسات لا تقتصر البتة على ماي هونغ سون.

ويُعتقد حتى أن هذا التقليد منتشر بقوة في هذا البلد الذي تحكمه تراتبية دقيقة وحيث يتوقع القادة الحصول على تكريم مفرط من جانب مرؤوسيهم الذين يأملون من خلال ذلك الدفع قدما بمسيرتهم.

وتوضح الصحافية التايلاندية المتخصصة في المشكلات الاجتماعية لاكانا بونويشاي "لا يوجد لدينا نظام قائم على الجدارة في البيروقراطية، علينا تقدم الرشى لقادتنا".

وتشير أيضا إلى "الثقافة التي تنظر إلى الفتيات ليس كبشر بل كسلع. إنهن بمثابة هدايا كالطعام والألبسة الرائعة، لكل شيء ثمن".

ويمثل الثقل الكبير لنظام التراتبية عائقا أمام انكشاف هذه الممارسات. ففي ماي هونغ سون، حاولت الشرطة المحلية في بادئ الأمر طمس القضية.

ويقول محامي إحدى المرأتين اللتين تختبئان حاليا بحماية الدولة التايلاندية إن "بعض المسؤولين في الشرطة المحلية اقترحوا التوصل إلى تسوية".

وتبدي ضحايا كثيرات لهذه الممارسات خوفا كبيرا يحول دون بوحهن بما يعانينه، خصوصا عندما تكون شخصيات كبيرة ضالعة في القضية وفق روناسيت بريكساياجيفا من منظمة "نفادير" غير الحكومية المتخصصة في شؤون الاستغلال الجنسي.

وفي المناطق الريفية مثل ماي هونغ سون، الجميع يعرف بعضه البعض والشابات المنخرطات في هذه الأنشطة هن غالبا قريبات للأشخاص الذين يقودونهن إلى هذه الدوامة.

ويوضح روناسيت بريكساياجيفا "أحيانا يكون الأمر من صنع قريب لهن وأحيانا من جارهن. إذا لم يوقف هذا الشخص، يبقى الخوف موجودا لدى الضحايا للإدلاء بشهاداتهن".

وفي 2016، أنقذت الحكومة 244 ضحية للاستغلال الجنسي جميعهن تقريبا قاصرات.

غير أن الخبراء يقولون إن عمليات الانقاذ هذه ليست سوى رأس جبل الجليد مشيرين إلى أن القصاص يطاول فقط صغار القوادين.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم