الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جنبلاط يعود إلى "الرفاق" في موسكو بعد فتور العلاقات بين المختارة وروسيا

وجدي العريضي
جنبلاط يعود إلى "الرفاق" في موسكو بعد فتور العلاقات بين المختارة وروسيا
جنبلاط يعود إلى "الرفاق" في موسكو بعد فتور العلاقات بين المختارة وروسيا
A+ A-

عدنا والعودُ أحمدُ. هذا لسان حال رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط من خلال الزيارة التي يقوم بها لموسكو والتي تأتي بعد غياب طويل في ظلّ فتور اعترى هذه العلاقة التاريخية بين المختارة وروسيا منذ أيام الاتحاد السوفياتي سابقا، والتي وصلت إلى أفضل مراحلها، فكانت علاقة تكاملية على كلّ المستويات، ولكنها للمرّة الأولى أصيبت برضوض وأضرار ليست بالسهلة، على خلفية الحرب السورية، مما أدى إلى فتور بين موسكو والزعيم الجنبلاطي الذي كان من وقتٍ الى آخر يوجّه بعض الانتقادات للمسؤولين الروس، على طريقته، في حين استمرّ السفير الروسي ألكسندر زاسبكين يزور المختارة وفق تقليد متبع في ذكرى استشهاد كمال جنبلاط في السادس عشر من آذار، إلى بعض اللقاءات المتفرقة بينه وبين جنبلاط.  

وقد استقرت أخيرا هذه العلاقة في ظلّ التقنين الجنبلاطي حيال انتقاده النظام السوري أو التعليق على الحرب السورية كما كان يحصل سابقًا، وإن كان موقفه السياسي من هذه الحرب مغايرا لموقف الرفاق القدامى في موسكو. وفي غضون ذلك علم أن منسق العلاقة الروسية مع المختارة حليم أبو فخر الدين جمع إلى مائدة عشاء كلّا من السفير الروسي في بيروت وسيد المختارة منذ فترة، إضافةً إلى زيارة زاسبكين لجنبلاط عشية سفره إلى موسكو لتنسيق مواعيد رئيس "اللقاء الديموقراطي" مع المسؤولين الروس، وفي طليعتهم وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي تربطه صداقة مع النائب جنبلاط، ولكن في الزيارة الأخيرة التي قام بها سيد المختارة للعاصمة الروسية لم يكن لقاؤه آنذاك بلافروف كما يجب، وخصوصًا أن وزير الخارجية الروسي تمنى على جنبلاط ألا يذهب بعيدًا في مواقفه من سوريا، وتحديدًا انتقاده للنظام ولكل ما يحصل هناك، وبالتالي فإن سيد المختارة قدّم حينها مداخلة مطوّلة عن تصرف النظام السوري مع شعبه، شارحًا وجهة نظره مما يحدث في هذا البلد.

ويشار إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط غينادي بوغدانوف صديق قديم لجنبلاط، وعندما يأتي إلى لبنان يلتقيه أكثر من مرة، وهو على بيّنة من الوضع اللبناني برمته وصديق للمختارة وللحزب التقدمي، إنما في سياق التحولات السياسية في المنطقة وتحديدًا الحرب في سوريا وبروز حلفاء جدد لموسكو، وتحديدًا على الساحة الدرزية، تبدلت الأوضاع في السنوات الماضية، إذ بات رئيس الحزب الديموقراطي "الرفيق" طلال أرسلان حليفًا لموسكو وزارها أكثر من مرة ووقع بروتوكولا مع المسؤولين الروس يقضي بتخصيص عدد من المنح الجامعية للحزب الديموقراطي، وصولاً إلى أن بعض الأحزاب الأخرى في فريق 8 آذار رسّخت علاقتها مع المسؤولين الروس، إنما ذلك أبقى وهج العلاقة التاريخية الروسية الجنبلاطية قائمًا، خصوصًا أنه يعود إلى حقبة الستينيات، ودائمًا يتذكر الزعيم الجنبلاطي والحرس القديم في الحزب التقدمي السفير السوفياتي في بيروت ألكسندر سولداتوف، إذ كان جنبلاط كلما ذهب إلى موسكو يزوره مطمئنًا الى صحته، كما سبق لرئيس الحزب التقدمي أن كرّم كل السفراء السوفيات والروس لاحقًا لدى انتهاء مهماتهم، ولا سيما الاحتفال الشهير للسفير فاسيلي كولوتوشا الذي أقام له احتفالا شعبيًا وحزبيًا في المختارة بعدما نقل إلى موقع في الخارجية الروسية.

الآن يذهب "أبو تيمور" إلى موسكو مرتاحًا على المستوى الداخلي بعدما هدأت الأوضاع وبات هناك قانون انتخابي، ومطمئنا الى استقرار علاقته مع رئيس الجمهورية ميشال عون، إذ تقول مصادر في "اللقاء الديموقراطي" لـ"النهار" إن اللقاء الأخير بين جنبلاط ورئيس الجمهورية كان ممتازًا، وتمنى عليه أن يصطاف في بيت الدين، وصولاً إلى متانة التحالف مع "القوات اللبنانية". وعلم في هذا الإطار أن النائب جورج عدوان تناول العشاء الأسبوع المنصرم إلى مائدة جنبلاط في المختارة.

أما على خط العلاقة مع رئيس الحكومة سعد الحريري، فلا تنفي المصادر أن "القوات" تقوم بدور لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وبالتالي عودة المياه إلى مجاريها، في حين أن الوزير مروان حماده مستمر في هذه المهمة التي بات متمرسًا بها ومطلعًا على كل تفاصيلها، إنما ما جرى من تراشق سياسي في الأيام الماضية لم يكن سهلاً، وفق المتابعين لمسار هذه الخلافات، لكن الأمور ستصل إلى نهاية سعيدة في وقت ليس ببعيد، وإن كان الوضع اليوم يشوبه الحذر.

وبالعودة إلى زيارة موسكو، تخلص المصادر إلى أن جنبلاط سيلتقي كبار المسؤولين الروس، وفي طليعتهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومواضيع البحث شاملة، وتحديدًا ملفات المنطقة وفي طليعتها الأزمة السورية وصولاً إلى العلاقات اللبنانية- الروسية وعلاقة الحزب التقدمي بموسكو. ويمكن القول وفق هذه المصادر إن الزيارة ستكون مفصلية في توقيتها وظروفها وستعيد ربط ما انقطع بين المختارة وروسيا، وهذا ما سيظهر جليًا خلالها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم