الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

سنة على انتخاب بلدية بيروت... "وما تغيّر شي"

المصدر: "النهار"
علي عواضة
علي عواضة
سنة على انتخاب بلدية بيروت... "وما تغيّر شي"
سنة على انتخاب بلدية بيروت... "وما تغيّر شي"
A+ A-

بعد مرور اكثر من سنة على انتخاب المجالس البلدية، لا تزال معظم تلك البلديات مكانك راوح او في احسن الأحوال وعود بالتحسين ومشاريع ستنجز. طموح بالتغيير وتحسين العمل، مشاريع نقل متطورة، الحفاظ على المساحات العامة وغيرها من "الاحلام" التي وعدت بها بلدية بيروت سكان العاصمة، لكن الوعود بقيت بمعظمها حبراً على ورق نظراً لطبيعة الحياة السياسية اللبنانية والروتين الاداري وخصوصية العاصمة وغيرها من العوامل والذرائع. 

رقابة العمل البلدي ومحاسبة المقصرين، أمران يفتقدهما  معظم الخاسرين في الانتخابات البلدية، إلا ان حملة "بيروت مدينتي" شكلت منذ اعلان النتائج بلدية ظل هدفها مراقبة العمل البلدي وطرح الحلول والخطط البديلة والفعالة. ومع مرور سنة على الانتخابات عقدت بلدية الظل مؤتمراً صحافياً في منطقة الكرنتينا، قيّمت خلاله العمل المجلس البلدي الحالي. واختارت الحملة منطقة الكرنتينا نظراً للأهمال الحاصل فيها معتبرين ان المنطقة تجسد حقيقية الأمر، وتقف مثلاً صارخاً عن الأوضاع والظروف المزرية التي يعاني منها جميع أهالي العاصمة.



مشاكل مستمرة

عشرات المشاكل التي تواجه العاصمة وسكانها، بدءاً من أزمة النفايات المستمرة منذ أكثر من عامين، وأزمة المواصلات وما يرافقها من زحمة سير خانقة والاعتداءات على الاملاك العامة والبحرية وغيرها من المشاكل التي اعتبرتها "بيروت مدينتي"  غير مستعصية وكان من الممكن وضع خطوات أولية وإطلاق مبادرات جدية خلال السنة الماضية لحلها.

ورأت منسقة بلدية بيروت البديلة منى فواز في حديثها لـ"النهار"  ان "النفايات ما زالت تتكدس في مطامر عشوائية وغير صحية، على مقربة من الاحياء السكنية او تجمع وترمى في البحر بدون اي معالجة، وتساءلت فواز عن الرادع الذي منع بلدية بيروت عن إطلاق حملات توعية وترشيد للتخفيف من الكميات ولتحفيز الناس على الفرز، وعن سبب تأخير مناقصة الجمع والكنس في العاصمة، وغيرها الكثير من الأسئلة التي يجب على البلدية الحالية الاجابة عنها.

وحول أزمة النقل في العاصمة، اعتبرت فواز بأن معظم المشاريع التي تقدم اما ان تبقى حبراً على ورق بانتظار المحاصصة السياسية، او هي مشاريع مبالغ بها وغير واقعية، وسألت فواز عن مشروع تطبيق خطة النقل السلس والهادفة الى التخفيف من الاعتماد على السيارات الخاصة واستبدالها بوسائل نقل بديلة مشتركة، معتبرة ان سنة من عمر المجلس كانت كافية بموجب صلاحياته من تعليق رخص البناء على ما تبقى من الشاطئ، بدلاً من منازعة الأهالي والهيئات المدينة التي اخذت على عاتقها حمايته.

تشبيك بين سكان العاصمة

وخلال المؤتمر، اكدت منسقة شؤون الاحياء في بيروت مدينتي دنيا سلامة،  ان "التواصل والتشبيك يتعذران على شريحة واسعة من أهالي العاصمة كونهم أرغموا على ترك مدينتهم للعيش في مناطق أخرى لأسباب معيشية صعبة، حيث تولي البلدية البديلة أهمية قصوى للتواصل مع جميع الأهالي وفعالياتها في بيروت وخارجها، وقد نسجت علاقات تعاون مع بعض المجموعات والرابطات."

وفي حديثها لـ"النهار"، اكدت سلامة بأن الحملة بادرت الى تشكيل مجموعات عديدة في مختلف احياء العاصمة للتواصل مع السكان بغية تنظيم وتنسيق مطالبهم ودعمهم لتحسين اوضاع احيائهم، "فعلى سبيل المثال كان لنا تنسيق مع الاهالي حول الاصوات العالية من الملاهي الليلية القريبة من السكان" وقد وعد المحافظ بحل الازمة.



300 مليار ليرة نفقات

وطالبت "بيروت مدينتي" الأهالي التصدي لإنشاء مشروع التفكك الحراري، والذي اعتبرته"مصطلحا مقنعا للمحرقة"، حيث حذر ذوو الاختصاص كافة من الانبعاثات السامة، وغيرها من المشاريع المشبوهة، كذلك دعت الى الضغط لحماية شاطئ بيروت والحرج والابنية التراثية، رافضة في الوقت نفسه الحجج التي تقدم بأن لا ميزانية للبلدية، حيث صرح رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني بأن نفقات البلدية تفوق الـ300 مليار ليرة لبنانية.

مشاكل عديدة طرحتها البلدية البديلة، إلا انه رغم مرور سنة على الانتخابات لا تزال المشاكل نفسها منذ انتهاء الحرب الأهلية، وما يميّز هذه السنة عن سابقاتها، ان الأزمات تتفاقم أكثر فأكثر، ومعظم تلك المشاكل قد تبقى كما هي طالما ان السكان لم يطالبوا بحقوقهم وسيبقى الاعتراض ضمن مؤتمرات او عبر متطوعين لا أكثر.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم