الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لبنان وتحدّي الأمل

المصدر: "النهار"
جو عاقوري - اختصاصي في العلاج النفسي الجشطالتي
لبنان وتحدّي الأمل
لبنان وتحدّي الأمل
A+ A-

عند النظر إلى خريطة منطقة الشرق الأوسط، يتبيّن لنا أن لبنان يواجه خطر التماهي مع عدد كبير من البلدان الأخرى لولا صيغته الديموقراطية والصلابة الإيجابية لمجتمعه المدني. 

يُفترَض بالشعب أن يكون مسروراً الآن بالعمل الذي أنجزه وزراؤه ونوّابه. فبعد سنوات من النقاشات العقيمة، اتّفقوا وأخيراً حول أمر بغاية الأهمية. لقد جرى التصويت على القانون الانتخابي الجديد بعد نحو ثلاثين عاماً من الجمود أو السلبية. وفقاً لهم، يجب أن تكون هذه التطورات مصدر بهجة عارمة للمواطن لأن الأمل بإسماع صوته لم يعد ضرباً من اليوطوبيا! لن تعود المشاركة في الحاضر من أجل مستقبل أفضل كلاماً عقيماً، بل إنها تطبيقٌ ناجم عن نصوص معقّدة جرى إقرارها بشق النفس بعد "مساومات متواصلة ليلاً ونهاراً". "نجاح" ممثّلينا الساهرين علينا هو أنهم تمكّنوا من التوصل إلى هذا القانون، وإلا، وفقاً لهم، كان يجب التوجّس من الأسوأ على مختلف الصعد! هكذا، لا يهم إذا كان القانون غير مكتمل على مستوى التمثيل، وإذا جرى إرجاء النظر في حق العسكريين والشباب دون سن الواحد والعشرين في الاقتراع، وفي تخصيص كوتا للنساء... يُختصَر الأمر الأساسي بالنسبة إلى هذه الشخصيات في أنها عملت على تجنّب النتيجة الكارثية لنزاعاتها العلنية أو المستترة.

تندرج هذه النزاعات في إطار تصوّرات وطنية محددة تُنصّب نفسها بأنها صاحبة الكلمة الفصل وبأنها تتحوّط من الحساسيات المذهبية، وتُدير الصفقات المربحة في البلاد بحسب السياسة التوافقية. بطبيعة الحال، يفضّل رجال الأعمال اللبنانيون بقاء الأشخاص أنفسهم في مجلس النواب أحد عشر شهراً إضافياً ليس لتنظيم تفاصيل حسن سير العملية الانتخابية إنما من أجل تثبيت مرتكزاتهم. يا لها من ممارسة ديموقراطية مثالية.


لكنهم يطمئنوننا إلى أنه لا يجب الشعور بأي قلق في ما يتعلق بمشاريع الكهرباء. سوف تنطلق في أقرب وقت ممكن، بما أنه لم يعد هناك من داعٍ للاستعجال. عاشت جودة التغيير ما دام المسؤولون يطمئنوننا إلى أنها تُقاس بكارثة بالناقص، وعلى إيقاع وعود أقل مشروطية في الوقت الراهن ومستقبل بالقطّارة كل عشرين سنة للأكثر عناداً بين الجيل الجديد من المواطنين! غير أن التغيير الحقيقي قوامه أشخاص متفانون وغير فاسدين لا يكلّون أبداً ولا يفكّرون سوى في أن تكون لهم سلوكيات ديموقراطية ملموسة! أشخاص يبنون التغيير الحقيقي والصحيح! إنهم يخوضون معركتهم مسلّحين بالتماسك، وروحهم الشبابية الطليعية، ورسوخ ولائهم الأوحد للوطن!





حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم