الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الملاح أثار "فضائح عن الحراك"... و"طلعت ريحتكم" تتهمه بـ"التكسير المعنوي"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الملاح أثار "فضائح عن الحراك"... و"طلعت ريحتكم" تتهمه بـ"التكسير المعنوي"
الملاح أثار "فضائح عن الحراك"... و"طلعت ريحتكم" تتهمه بـ"التكسير المعنوي"
A+ A-

سهم جديد أصاب الحراك المدني، هذه المرة التصويب عليه لم يكن من المسؤولين في السلطة، بل من داخله، بعد حديث الناشط السابق في حملة "طلعت ريحتكم" طارق الملاح عبر احدى الشاشات التلفزيونية عن " تمويل خارجي يتقاضاه قادة الحملة الذين ينصاعون لأوامر مموليهم".

اتهامات عدة سبق وان حاولت تشويه صورة الحراك المدني الذي انطلق في لبنان على خلفية ازمة النفايات المتراكمة في الشوارع في اب من العام 2015، "طلعت ريحتكم" كانت "الحملة الام" التي استطاعت حشد عدد كبير من الجماهير، قبل ان تنجب حملات عدة اتخذت  تسميات مختلفة منها "بدنا نحاسب"، "حلّوا عنا"، "ع الشارع"، تعددت التظاهرات التي رافق بعضها اعمال شغب، كما تعددت المطالب والأهداف. لكن مع الوقت غابت اسماء سطعت في بداية الحراك وبدأت اعداد المشاركين على الارض بالتراجع مع الايام، وصولا الى التحرك الاخير امام مجلس النواب رفضا للتمديد، اذ لم يتجاوز عدد من رفع الصوت العشرات.

اسفين جديد

حديثُ الملاح سواء كان صحيحاً أم لا، كان بمثابة اسفين جديد يضرب في نعش الحراك، علامات استفهام عدة طرحت عن توقيته والغاية منه، عن ذلك أجاب في اتصال مع "النهار"، "قررت أن اخرج عن صمتي بعدما شاهدت تقرير الناشط محمد حرب الذي سبق وحاول احراق نفسه امام المحكمة العسكرية، كان لديه كل الحق فيما يقول لكن كان يملك معلومات من دون ادلة، عندها قررت ان ادلو ما بدلوي". واضاف "في الماضي كتمت الحقيقة من اجل ان يبقى الحراك قويا لكن الآن لم يعد هناك حراك والدليل التحرك الاخير".

الملاح أكدّ ان " كل ما حصل ويحصل من مطالبة قادة حملة طلعت ريحتكم بحقوق الناس، كذبة، فهم اناس بلا ضمير، لا يهمهم المواطن وقضاياه، ينصاعون الى اوامر خارجية، ينفذون ما يملا عليهم، يستفزون القوى الامنية، كي تعمل على ضربهم واكبر دليل ان وجوه من يتعرضون للضرب في كل تظاهرة محددة ومعروفة مسبقا". وشرح "اجتماعات سرية كانت تعقد، من دون هواتف وتسجيل، يحدد خلالها كيف سيتم التحرك وعلى من سيتم التصويب، لذا اطلب من اللبنانيين الا يصدقوهم بعد الآن وان ينزلوا الى الشارع للمطالبة بحقوقهم من تلقاء انفسهم وبلا حملة طلعت ريحتكم".

أطراف خارجية ومبالغ مالية

"مبالغ طائلة كانت تصل الى قادة طلعت ريحتكم، طالني منها 10 آلاف دولار اعطاني اياه عماد بزي في اجتماع عقد في مكتب في منطقة مار مخايل- النهر، كهدية رمزية على عطاءاتي للحراك لا سيما بعد توقيفي بقضية الوزير رشيد درباس. القبض كان باليد، فهم اذكى من ان يحوّلوا اموالاً عبر المصارف، اكتشفت بعدها انه أصغر مبلغ أعطي لشخص في الحراك"، وعن الاطراف الممولة علّق " لا اريد تسميتها، الامور بدأت تكبر واخشى على حياتي من الزعران"، بحسب الملاح.

لكن ماذا عن اتهام الملاح بتقاضي مبلغا من المال مقابل ما صرح به "اتأسف من كلام كهذا ، لا بل اتهمت اني اقبض من الاتحاد الاوروبي" وعن اتهام الناشط عماد بزي له عبر صفحته في فايسبوك ان "سبب كل هذا الحقد الذي يحمله طارق الملاح هو أنني منعته من أن يقرأ بياناً صحافياً بإسم مجموعة طلعت ريحتكم خلال أحد المؤتمرات الصحافية"،أجاب "كلام مضحك، لا يستأهل الرد. هناك حملة ممنهجة ضدي، وفبركات بحقي، يتناولون امورا شخصية وهي اكبر دليل على افلاسهم، انا اقبل الانتقاد لا الكذب والافتراء، لذلك لجأت الى القضاء المختص حيث بلغت مكتب الجرائم المعلوماتية بالامر"، وعما اذا كان لديه اثباتات على اتهاماته، أجاب "التحقيقات كفيلة باظهار الحقيقة" وعن المستفيد من قلبه الطاولة على الحراك".



"الحقيقة في كلام الملاح"

من جانبه، ردّ الناشط في حملة "طلعت ريحتكم" لوسيان بو رجيلي عبر "النهار" على كلام الملاح بالقول "الملاح مسؤول عن كلامه الذي ننفيه نفياً قاطعاً، ونؤكد انه تخيّلات وكذب، لا بل ان الحقيقة موجودة في حديثه بعدما ناقض نفسه عندما تكلم تارة عن قرارات معلبة تصلنا وتارة أخرى عن لجوئنا الى التصويت، والحقيقة اننا نحن نصوّت على كل قرار نتخذه". وأضاف "التمويل الوحيد لـ"طلعت ريحتكم" كان عبر حملة على الانترنت، على موقع "اندي غوغو" حيث دعينا الناس الى المشاركة. وصل المبلغ الى 30 الف دولار، صرف على التظاهرات على فترة عام، بعدها بدأنا نمول المظاهرات من جيوبنا حيث يدفع كل شخص بين 10 و20 دولارا، حسب كبر المظاهرة التي تكلف بين الف و5 الاف دولار"، ولفت الى انه "سبق وان اتهمنا وزير بالتمويل من دول عربية صغيرة، كل هذا ولا نستطيع تأمين ايجار المنزل الذي نسكنه".



"تكسير معنوي"

"ما قاله طارق لا سيما الشاشة التي طل عبرها يبرهن ان هناك ضررا شعرت به السلطة من الحراك وهي تحاول ان تسكته بشتى الطرق، كما يبرهن قوة الحراك وكم هو مزعج لسلطة تسرق الملايين من الدولارات وتموّل من دول خارجية على العلن، لا بل الافظع من ذلك ان المنبطحين امام السفارات يتهمون ناشطين متطوعين يخدمون بلدهم كي لا يعيش سكانه وسط نفايات ترمى في البحر وكي لا ياكلوا من مجارير الانهر التي تروي المزروعات"، قال بو رجيلي قبل ان يضيف "كل هذه القصص لتحويل الانتباه عن القضية الاساسية، فقد مر التمديد الثالث، الغير شرعي وغير دستوري، والجميع يكتب عن الملاح بدلا من القضية الاهم. ما يحصل تشويش على الحقيقة وعلى الاعتداء الصارخ الذي وقع على المتظاهرين امام مجلس النواب، ما يحصل الان تكسير معنوي عن طريق الاشاعات".



خياران لا ثالث لهما!

وعن مصير الحراك بعد انخفاض عدد المشاركين في التظاهرات، قال بو رجيلي" طالما يوجد فاسدون ومغتصبو سلطة يديرون البلد بهذه الطريقة الفاشلة لن يتوقف الحراك. ليس لدينا سوى حل من اثنين اما التحرك في الشارع واما الهجرة، والامر لا علاقه له بالعدد، اذ ليس من الضروري ان يكون عدد الواقفين في وجه الظلم ملايين، ومع هذا الشعب اللبناني كله يعاني من الامور ذاتها". واضاف "من الطبيعي ان ينخفض عدد المشاركين على الارض بعد الضرب الذي يتعرضون له، الامر يحتاج الى شجاعة كون ارواح الناس في خطر، السلطة تضعنا امام خيارين اما الموت من التلوث او في الشارع".

القضاء هو الحكم

لجأ الملاح الى القضاء كما هو الحال بالنسبة الى بزي الذي اعلن عبر صفحته في" فايسبوك" أنه "نشطت في الشارع منذ عام 1998، لم اقبض قرشاً من أحد نظير موقف أو كلام، ولم احيد عن اقتناعاتي يوماً، ولا جاملت رئيسا ولا طائفة ولا زعيماً ودفعت ثمناً لذلك صحياً ومعنوياً وإجتماعياً. من لديه إثبات على العكس فليتقدم، وإلا فليصمت لأنني أعرف جيداً كيف أرد، قضيت سنوات أطالب بحق الناس ولا اقصد أن أمنن أحداً، بل لأشير الى انني لن اتوانى عن تحصيل حقي الشخصي بكل السبل القانونية المتاحة فيما لو بلغ السيل الزبى"، والى حينه الجميع بانتظار كلمة الفصل ومعرفة ما دار خلف الستارة!


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم