السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

التماس الهلال واجب... بين اعتماد الرؤية اوالمراصد الفلكية

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
التماس الهلال واجب... بين اعتماد الرؤية اوالمراصد الفلكية
التماس الهلال واجب... بين اعتماد الرؤية اوالمراصد الفلكية
A+ A-

اقترب عيد الفطر عند المسلمين، وينتظر الصائمون اعلانه بعد التماس الهلال عند غروب الشمس. من جهته، أعلن المكتب الشرعي في مؤسسة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أول أيام العيد الاحد 25 حزيران، وهو اعتمد، وفقاً لما نقله لنا عضو "تجمع العلماء المسلمين" الشيخ علي خازم، على مبدأ الحسابات الفلكية واحتمال الرؤية.

في ظل الدعوات التي أطلقتها المراجع الدينية الإسلامية للالتماس الهلال، حاولت "النهار" تحديد المقاربة المعتمدة لهذه الرؤية عند اهل السنة والجماعة من جهة والطائفة الشيعية في لبنان من خلال مقابلة مع كل من رئيس المركز الإسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط وخازم.

"افطروا لرؤيته"

اوضح عريمط ان القاعدة الفقهية تشير الى انه "إذا رأى بلد من البلدان المجاورة رؤية الهلال، فعلى البلدان المجاورة ان تعتمد هذا الالتماس،لاسيما إذا كان هذا الرائي موضع ثقة والتزام". يلتزم، وفقاً له، "هذا الاطلاع، مع حديث للرسول محمد قال فيه:" صوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته".

مسلمو لبنان

وأكد انه "إذا لم يثبت للمسلمين في لبنان بشكل مباشر رؤية بداية شهر رمضان او نهايته، يمكن ان نأخذ الفتوى الصادرة من الدول الإسلامية والتي هي موضع ثقة. ونحن نعتمد عادة رؤية المملكة العربية السعودية، لأن مكة المكرمة جزء من أراضيها". لكنه لفت الى انه "يحق لمفتي الجمهورية اللبنانية، وهو المرجع الديني الأعلى في لبنان، ان يعتمد الرؤية التي يراها مناسبة، اكانت من المملكة العربية السعودية أم مصر أم سوريا".

وتوقف عند الرؤية في لبنان "والتي باتت في معظم الاعوام شبه متعثرة لأن الغروب فيه بات يترافق مع غيوم وشيء من الضباب، وهذا لا يسمح بالتماس الهلال. ونحن نعتمد على رؤية الدول الاسلامية، وابرزها من المملكة العربية السعودية التي تتمتع بطقس صاف وسماء شبه خالية من الغيوم، وهذا ما يسهل الالتماس الرؤية فيها".

رغم ذلك، شدد عريمط على ان "بعض المسلمين اللبنانيين يبادرون الى الاماكن المرتفعة لالتماس الهلال، وما زالوا يرغبون في رؤية الغروب في كل من منطقتي المنارة والروشة. ومن المهم اختيار مكان مرتفع نرى فيه الشمس بوضوح ونتابع من خلاله الغروب. ونتساءل هنا اذا هلّ القمر بعد ثوان او لم يهل او هل ظهر للبعض على شكل خيط رفيع جداً".

وتوقف عند مقاربة بعض العلماء "الذين يصرون على ان تكون الرؤية للهلال بالعين المجردة". اما البعض الآخر، وفقاً له، "فيؤكد انه يجوز استعمال الاجهزة المتطورة كالمراصد للتأكد من الرؤية، وهذا ما تعتمده كل من مصر وتركيا".


بإستثاء ايران...

"تلتزم الدول الاسلامية"، وفقاً لعريمط، الى حد ما رؤية واحدة، باستثناء ايران التي لها رؤيتها الخاصة للهلال". وتوقف عند قسم من الشيعة "الذين يعتمدون على مرجعيتهم الدينية في مدينة النجف في العراق،" مشيراً الى ان قسماً آخراً منهم يرتبط مباشرة بمدينة قُم الايرانية". واعتبر "اننا نحن المسلمين عموماً، وأهل السنة خصوصاً، لدينا رؤية اسلامية واحدة للهلال باستثناء الدول الاسلامية البعيدة مثل اندونيسيا، التي تتبع توقيتاً مختلفاً عن بقية الدول بسبب بعدها الجغرافي ، وهذا لا يتناقض مع الشرع".

وهل كان ثمة خلاف بين السنة الشيعة، قال: "لا خلاف بين الشيعة والسنة. لدينا رؤية مشتركة بيننا وبين الشيعة في بعض الاحيان".


التماسه واجب

تحدث الشيخ خازم عن التماس الهلال في بلدة دير قانون النهر في الجنوب. وأشار الى ان "اهل البلدة لم يتخلوا عن عاداتهم القديمة، وهم يتوجهون كعادتهم الى الوقوف عند شرفة صغيرة موجودة في مئذنة البلدة لالتماس الهلال". وشدد على ان "مجموعة من علماء المجلس الشيعي الاعلى توجهت منذ اعوام عدة لمواكبة مراحل الرؤية".

في المبدأ، رأى ان "التماس الهلال واجب على المسلمين، وإذا لم يقوموا به، فيكونون آثمين". ودعا الى "التزام التوجيه الذي يصدر من مراجع دينية رسمية في لبنان، وكل ما يتعدى ذلك هو كلام عام لا داعي للتقيد به". وقال: "يطلب كل من المجلس الشيعي الأعلى ودار الفتوى الإسلامية والمراجع الدينية في لبنان التماس الهلال". ولفت خازم الى ان الدعوات "التي تأتي قبل أيام لالتماس الهلال، تدخل في خانة التنبيه عملياً للقيام بذلك غروب السبت 24 منه. ولا يمكن التماس الهلال الا بناء على ما يحدده علماء الفلك من توقيت لولادته".

قبول واختلاف

"لا فرق بين السنة والشيعة في موضوع التماس هلال يوم العيد"، هكذا قال خازم. وأضاف: "نعتمد الطريقة نفسها والمبدأ نفسه لمن يعتمد الرؤية". لكنه سجل انه "في حال وجد أي فرق، فيكون بين السنة أنفسهم وبين الشيعة أنفسهم من ناحية قبول الشهادات".

وأكد انه "يشترط لقبول الشهادة عدالة الشاهدين"، مشيراً الى "ان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومكاتب المراجع الدينية الرسمية تستقبل الشهود واتصالات بعضهم. ويتم ابلاغ المراجع الدينية العليا بالنتيجة، ويصدر المرجع ثبوت الرؤية او عدمه، داعياً الى استكمال الشهر الى 30 يوماً". ولفت الى ان "المراجع الدينية في كل من العراق وإيران تتواصل من خلال مكاتبها في لبنان مع المرجعيات الدينية المحلية لثبات التماس الهلال".

كيف ينظر الى الاختلاف بين السنة والشيعة؟ أجاب خازم بأن الاختلاف "لا يحصل فقط تحت عنوان سنة وشيعة، بل يقع بين دولة وأخرى من دول العالم السني". وأوضح ان "مصر وباكستان والهند توقفت عن التزام ثبوت غير صحيح لبعض الدول الملتزمة الاتفاق المقر في منظمة التعاون الإسلامي في المجمع الفقهي في جدة". وأعلن ان "مصر اعتمدت مثلاً على الحسابات الفلكية والرؤية من خلال المراصد الموجودة في البلد عينه".

اما إيران، فتلجأ مثلاً الى رؤية الهلال من خلال مجموعة من المراصد، وتعمد عند تلبد الغيوم الى استخدام الطيران لالتماس الهلال.

[email protected]

Twitter:@rosettefadel





حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم