الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

التشدد حيال إيران موقف جامع لترامب ومحمد بن سلمان وواشنطن حاولت إقامة علاقة جيدة مع ولي العهد السعودي

التشدد حيال إيران موقف جامع لترامب ومحمد بن سلمان  وواشنطن حاولت إقامة علاقة جيدة مع ولي العهد السعودي
التشدد حيال إيران موقف جامع لترامب ومحمد بن سلمان وواشنطن حاولت إقامة علاقة جيدة مع ولي العهد السعودي
A+ A-


قال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن ولي العهد السعودي الجديد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب يشتركان في الموقف المتشدد من إيران. 

من شبه المؤكد أن إيران سترد على أي موقف أكثر عداء من الولايات المتحدة والسعودية، أكبر حليف لواشنطن في المنطقة، في ساحات قتال تخوض فيها الرياض وطهران صراعاً على النفوذ في المنطقة. وكان الأمير محمد قد استبعد أي حوار مع إيران، خصم المملكة اللدود، وتعهد حماية بلاده مما وصفه بمحاولات طهران للهيمنة على العالم الإسلامي.

وفي الاجتماع الاول بين ترامب والأمير محمد في البيت الابيض خلال آذار الماضي أبرز المسؤولان أهمية "التصدي لنشاطات إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة". لكن بعض المسؤولين الحاليين والسابقين في الإدارة الأميركية لاحظوا أن ذلك قد تكون له عواقب غير مقصودة.

وأوضح مسؤول في الحكومة الأميركية ذو خبرة كبيرة منذ سنوات بعيدة في شؤون منطقة الشرق الأوسط أن الخطر الأكبر هو انزلاق الولايات المتحدة بدرجة أعمق في الصراع السني- الشيعي الذي تتكشف فصوله في الشرق الأوسط وأن هذا الخطر قد يتفاقم بسبب تفويض الرئيس ترامب الى وزارة الدفاع "البنتاغون" اتخاذ القرارات العسكرية. وقال إنه إذا منحت الإدارة القادة الأميركيين سلطات أوسع في الرد على الاستفزازات الجوية والبحرية الإيرانية في الخليج وفي مضيق هرمز، فقد تخرج الأمور بسهولة عن السيطرة. كذلك فإن مواقع القوات التي تدعمها الولايات المتحدة التي تقاتل في سوريا قريبة جغرافيا من القوات التي تدعمها إيران التي تساند الرئيس السوري بشار الأسد. بل إن الطائرات الحربية الأميركية أسقطت هذا الشهر طائرتين من دون طيار إيرانيتي الصنع كانتا تمثلان تهديداً للقوات الأميركية وقوات الإئتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في جنوب شرق سوريا. كما تدعم الولايات المتحدة الحرب التي يشنها تحالف بقيادة السعودية في اليمن من طريق تزويد طائراته الوقود وتوفير مساعدات لوجيستية ومعلومات استخبارية محدودة.

وتساءل نائب الرئيس لشؤون السياسة في مجموعة الأزمات الدولية روب مالي:"إذا قدر لنا أن نشهد حادثا في البحر بين سفينة إيرانية وسفينة أميركية في الخليج وقت يشهد ارتياباً هائلاً وانعدام الاتصالات، فكيف إذاً يمكن نزع فتيل المواجهة عوض تفاقمها؟" وقال مستشار شؤون الشرق الأوسط في عهد الرئيس السابق باراك أوباما :"إذا ظهر موقف ذو طابع حربي أكثر من ذلك حيال إيران فمن المرجح أن ترد".

وقال إيريك بيلوفسكي الذي تعامل مع قضايا الشرق الأوسط في البيت الأبيض في عهد أوباما إن الإدارة "بذلت جهداً كبيراً لتحاشي حصول اشتباك مباشر بين السعودية وإيران في أعالي البحار" لأسباب منها أن ذلك سيوسع نطاق الصراع الدائر في اليمن، كما أن هناك أسئلة "عن النتيجة التي قد تتمخض عنها هذه المواجهة".

لكن لوك كوفي مدير مركز السياسة الخارجية في مؤسسة "هيريتيج فاونديشن"، وهي من مراكز الأبحاث ذات التوجهات المحافظة، أبدى تشككه في أن ترد إيران رداً قوياً. وقال: "لدى إيران قدرة محدودة وخيارات محدودة جداً للرد على القوات الأميركية في المنطقة من غير أن تتكبد ردا أميركياً كاسحاً". وأضاف: "أعتقد أن طهران تدرك ذلك ولذلك ستظل تعمل بالأساليب المحدودة مثل مضايقة السفن الأميركية في الخليج. وهذا يكفي للتسبب بالإزعاج لكنه لا يرقى إلى مستوى ‘الرد الانتقامي‘".


علاقة وثيقة

وكان الأمير محمد بن سلمان القوة الدافعة وراء الحملة التي تقودها السعودية في اليمن ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران والتي بدأت في 15 آذار 2015. كما يبدو أنه كان وراء مقاطعة السعودية وثلاث دول عربية قطر هذا الشهر، متهمة الدوحة بالتودد لإيران وتمويل الإرهاب وبث عدم الاستقرار في المنطقة.

 وقال مالي الذي التقى الأمير محمد إن موقفه من إيران "ينبع من اقتناعه الشديد بأن المملكة تحملت الكثير طويلاً ووقفت موقف المتفرج السلبي من التصرفات الإيرانية، سواء كانت حقيقية أم مفترضة، في العراق وسوريا واليمن والبحرين بل في المنطقة الشرقية في السعودية نفسها... ووجهة نظره أن السعودية امتصت تلك الضربات وأنه ليس ثمة ما يدعوها الآن الى امتصاص المزيد منها".

وهذا يتفق تماماً مع قول ترامب إن إيران تروج للشر وتعد مصدراً رئيسياً لتمويل جماعات متشددة ودعمها. كما أقام الأمير محمد علاقة وثيقة مع جاريد كوشنير صهر ترامب الذي يتمتع بنفوذ كبير وسنه قريبة من سن الأمير محمد، إذ أنه في السادسة والثلاثين. وقال المسؤول الأميركي إن رغبة الأمير محمد "في التصدي لإيران أو حتى هزيمتها تجد صدى في البيت الأبيض حيث حقق ولي العهد إنجازاً يحظى بالإعجاب في صوغ علاقة مع أسرة كوشنير التي تنتمي الى جيله". وقد تناول كوشنير وزوجته إيفانكا ترامب العشاء مع الأمير محمد عندما زار الرئيس الأميركي الرياض الشهر الماضي في أولى محطات جولته الخارجية الأولى.

وقال مسؤول كبير آخر في الإدارة الأميركية إنه على رغم أن واشنطن لم تتلق إخطاراً مسبقاً باختيار الأمير محمد وليا للعهد، فقد كانت تتوقع ذلك، و"لهذا السبب حاول الرئيس إقامة علاقات جيدة معه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم